إيمان محمد البستانى تكتب: الدولة دولتى

الأربعاء، 27 أبريل 2011 10:36 م
إيمان محمد البستانى تكتب: الدولة دولتى القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى حوار مع أحد الأقارب، الذى كان يعيش سابقاً فى ليبيا لفترة طويلة من الوقت، فأردتٌ أن أطرح سؤالا عليه، هل النظام المصرى مثل النظام الليبى؟ فاندهشت من إجابته وهو يقول فى حماس لاْ طبعاً مش زينا المعيشة هناك رخيصة والحياة حلوة، فسألت إذا كانت حلوة فلماذا اعترضوا على هذا النظام فقال فى عيب أن النظام الليبى لا يسمح بالحرية أو إبداء الرأى فى أى شىء ولا يحق لأى شخص أن ينتقد القذافى أو أسرته أوحكومته والغريب أنه أصبح ينتقد الليبيين ويقول إنهم تبتروا على النعمة وأخذ يقول ما كانوا عايشين يأكلوا ويشربوا والحياة رخيصة ليه عملوا كدة؟!

بعد ما قمت بالاستماع له فقلت له، إنى اختلف معك، إن الليبيين كان لهم الحق فى هذه الثورة فإذا توافرت كل عناصر الحياة من مأكل ومشرب وحياة رخيصة فى كل شىء، ولكن تنعدم الحرية والشعور بأن لهم الحق أن يعبروا على أى شىء لابد أن يتغير، فهذا حق من أساسيات الحياة، لأنه إذ رضى بالطعام والشراب، فبذلك أصبحوا يعيشون مثل الحيوانات التى تأكل وتشرب ولا تتكلم أو تفهم.

الإنسان ميزه الله بالعقل فإذا كان معمر القذافى وفر الحياة المهيأة، ولكن ليس للإنسان ولكن للحيوانات التى يكون همها الطعام والشراب والتكاثر وليس أكثر من ذلك لأن من أولويات الأساسية فى الحياة شعور الإنسان بالحرية، وهذا ليس هبة من أى رئيس ولكنها من الله سبحانه وتعالى لأن الله خلقنا أحرارا وحرم العبودية إلا له فكيف نرضى ان نعيش وحق من حقوقنا مغتصبة؟؟

فاعترضنى وقال بس أحسن مننا إحنا ولاكنا بنأكل ولا نشرب ولاحتى نتكلم هم كانوا بياكلوا ويشربوا بس مش بيكلموا فابتسمت وقلت ألم تعلم أن الطعام والشراب إذا كان جزءا أساسيا فى الحياة فإن أيضا الإحساس بالحرية شىء لايمكن الاستغناء عنه فكلا النظامين واحد، ولكن باختلاف الأسلوب والطريقة فى اغتصاب حقوقنا فمثلا إذا توافرت لديك الطعام والشراب وفى يوم شعرت بالظلم وإذا أردت ان تعترض هذا أيضاً ليس من حقك هل هذا فى نظرك هى الحياة؟!

فقلت له تعرف أن معمر القذافى ظن أن الشعب سوف يرضى بلقمة العيش ولم يع أن أهم من كل ذلك شعور الإنسان بالحرية مثل ما ظن مبارك ان العلاوة التى يقدمها للموظفين فى كل عام والمشروع الجديد الذى أعلنه وزير المالية السابق عن القروض للموظفين من أجل مساعدة الشعب وكذلك بعدد الأغانى الوطنية لدرجة إننا أصبحنا نشعر أن الرئيس محمد حسنى مبارك هو مصر وليس أنه مجرد مواطن منّ الله عليه بتولية أمور الناس وجعله من أولى الأمر وغيرهم أيضاً من رؤساء الدول العربية الذين يحكمون بمبدأ الدولة دولتى ومال الدولة مالى وأنا حر فى قراراتى والدليل على ذلك إنهم يحاربون الثورات بكل الأسلحة مثل موقعة الجمل وغيرها، وكذلك القذافى الذى عندما شعر أن الشعب لا يريده أصبح يحارب الشعب ويقتله كأنه عدو له وغيرهم من الرؤساء وعندما انتهيت من كلامى وجدته يقول مراراً وتكراراً حسبنا الله ونعم الوكيل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة