تسأل قارئة: هل تفيد خلطات الأعشاب فى برامج التخسيس والتخلص من السمنة وزيادة الوزن؟
تجيب على السؤال، الدكتورة "نيفين حلمى أبو السعود" الأستاذ بقسم بحوث وتطبيقات الطب التكميلى، بالمركز القومى للبحوث، قائلة: تعد السمنة من المشاكل الصحية الكبيرة التى يواجهها معظم سكان العالم الآن، والسمنة هى زيادة فى نسبة الدهون المتراكمة بالجسم والتى تؤدى لزيادة الوزن بنسبة تعادل من (20 إلى 30 %) من وزن الجسم المثالى بالنسبة للعمر والجنس والطول، وهى بالإضافة إلى تأثيرها على المظهر العام وشكل الجسم، إلا أنها تسبب مشاكل صحية عديدة مثل أرتفاع ضغط الدم، مرض البول السكرى، متاعب فى الكلى، تضخم فى البروستاتا عند الذكور، العقم عند النساء، زيادة فى نسبة حدوث أورام الرحم الليفية، متاعب أثناء الحمل، تكوين حصوات المرارة عند السيدات، كما أنها تزيد من معدل الأصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك الإصابة بالسرطان.
كما أن تراكم الدهون بالجسم وزيادة الوزن يعد عبئا على المفاصل، وخاصة تلك المسئولة عن حمل الجسم مما يزيد من احتمال الإصابة بأمراض المفاصل المختلفة.
و بنظرة فاحصة لنظامنا الغذائى اليومى فى الوقت الحاضر، نجده يتكون من أطعمة غنية بالدهون والزيوت والمواد الكربوهيدراتية المعقدة، وذلك بعد الاعتماد على الوجبات السريعة وقلة تناول الخضروات المطبوخة والطازجة والفواكه مما يؤدى فى النهاية إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، ولذلك انتشرت الآن الأنظمة الغذائية العديدة وكذلك الأعشاب الطبية لتساعد الجسم على استعادة توازنه الغذائى مرة أخرى.
و الأعشاب هى النباتات أو أجزاء النباتات التى لها فائدة طبية أو روائح عطرية أو ذات مذاق و طعم مستساغ للأكل، وتعد مصدر من المصادر الطبيعية ذات القيمة كما أنها غنية بالفيتامينات والأملاح الهامة، التى تستخدم فى العلاج منذ قديم الزمان، وهى نوع من أنواع الطب التكميلى المعترف به من قبل منظمة الصحة العالمية التى أعدت مؤخرا إحصائية تفيد بانتشار إستخدام الأعشاب فى العلاج، حيث أوضحت بأن حوالى 4 بلايين من الناس أو ما يعادل 80 % من سكان العالم يستخدمون الأعشاب بغرض العلاج .
"العودة لكل ما هو طبيعى" أصبحت سمة تميز هذا العصر، و يوجد الآن فى الأسواق ملايين من المنتجات التى تدخل فى صناعتها الأعشاب مثل المنتجات الغذائية أو الطبية، والكثير يلجأ إلى مثل هذه المنتجات بدون استشارة طبية أو اللجوء للمتخصصين ظنا منهم بأن كل طبيعى آمن وهى مقولة غير صحيحة، فليس كل طبيعى آمن أو ربما بسبب الإعلانات الزائفة التى تملأ الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، التى تتحدث عن أعشاب التخسيس السحرية أو الأعشاب التى تستخدم لأغراض أخرى للعلاج.
وهناك حقيقة غائبة عن معظم الناس، وهى أن الأعشاب ما هى إلا أدوية طبيعية تحتوى على مكونات تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة وسوء استخدامها قد يؤدى إلى أضرار جانبية تماما مثل الاستعمال الخاطئ للأدوية الكيميائية والعقاقير وأن ما يفيد شخص ما قد يضر آخر.
ومن أشهر الأعشاب المستخدمة فى إنقاص الوزن: نبات الصبار الذى يحسن الهضم وينقى القناة الهضمية، الشطة أو الفلفل الأحمر، الذى يقلل من الإحساس بالجوع بعد الوجبات و يزيد من حرق الطعام، الهندباء الذى يحفز التمثيل الغذائى ويقلل من الرغبة فى تناول الحلويات، أفدرين و يعرف أيضا بـ"الماهونج"، يقلل الشهية ويحفز التمثيل الغذائى ولكن له أعراض جانبية قد تكون خطيرة كما أنه يتداخل فى تفاعلات مع أدوية أخرى، الشمر يقلل الشهية ومدر للبول، الجارسينيا يقلل الشهية، الشاى الأخضر يحرق الدهون، عرق السوس يقلل من الرغبة فى تناول السكريات، ولكنه يرفع ضغط الدم وهناك قائمة طويلة من الأعشاب التى قد تستخدم للتخسيس بسبب إدرارها للبول، أو أنها تساعد على حرق الدهون أو ملينة.
و قد ازدهرت صناعة الأدوية المستخدمة فى التخسيس على مدى العشرين عاما الماضية والأدوية الموجودة حاليا بالأسواق تحتوى على بعض هذه الأعشاب أو المواد التى تقلل من امتصاص الدهون مثل مادة "الشيتوزان" أو "الكروميوم" ولكن بخلاف الأدوية المصنعة أو التى تحتوى على مواد كيميائية مخلقة فإن الكثير من أدوية الأعشاب لم يتم اختبارها بالقدر الكافى لإثبات أمانها التام وفعاليتها بعد استخدامها لمدة طويلة ، كما أن المواد الفعالة فى هذه المركبات لم يتم التعرف عليها وعلى خصائصها بصورة كاملة هذا بالإضافة إلى أن بعضها ثبت وجود آثار جانبية له.
و هناك أيضا الكثير من الوصفات الخاصة بالتخسيس التى تباع عند العطار والتى تجد أقبال من الناس على شرائها و تناولها، ومعظم هذه الوصفات لم تجرى عليها أى دراسات أو تجارب علمية توضح فائدتها والتعرف على خصائص مكوناتها وفعاليتها وأمانها على المدى البعيد.
كما أن تأثير و فعالية الأعشاب يعتمد على طريقة زراعتها وحصادها وتخزينها، وإذا لم يتم ذلك على يد متخصصين فقدت فعاليتها وأمكن تلوثها بالمعادن والكائنات الضارة أو المواد السامة مثل فضلات القوارض، مما قد يؤدى إلى مضاعفات و مشاكل صحية خطيرة.
و هناك نصيحة نوجهها إلى الجميع بصفة عامة والمصابين بالمشاكل الصحية الآتية بصفة خاصة، ( مرضى الضغط المرتفع، مشاكل الغدة الدرقية، مرضى الشلل الرعاش، تجلط أو سيولة الدم، مرضى البول السكرى، أمراض القلب، الصرع، مرضى الاكتئاب، أو المشاكل النفسية، أمراض الكبد، تضخم البروستاتا، ارتفاع ضغط العين، قصور الدورة الدموية للمخ، أو من تم نقل أى عضو له) بأن يبتعدوا تماما عن تناول الأعشاب، إلا بعد استشارة طبيب متخصص سواء كان لغرض التخسيس أو أى غرض طبى آخر.
كذلك بالنسبة للمرأة الحامل أو المرضع ومن ينتظر إجراء عملية جراحية، أو من يتناول أى دواء لأى عرض ولو بسيط لابد من استشارة الطبيب قبل تناول أى أعشاب، فالكثير من هذه الأعشاب يتداخل فى تفاعلات مع الأدوية إما يزيد من تأثيرها فيسبب سمية أو يبطل عملها ويؤدى إلى مشاكل صحية.
وفى النهاية، فإن أفضل الطرق لإنقاص الوزن هى اتباع نظام غذائى متوازن والمداومة على الرياضة وخاصة رياضة المشى، ويمكن استعمال الأعشاب ولكننا نؤكد مرة أخرى أهمية وجود إشراف طبى متخصص قبل استعمالها، وعلينا أن نبتعد نهائيا عن الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن، وكذلك وصفات التخسيس التى تباع عند العطار حتي نحافظ على صحتنا وفى نفس الوقت نصل لوزن مثالى بدون متاعب صحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة