حمدى خليفه

أبناؤنا فى الخارج

الثلاثاء، 26 أبريل 2011 07:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكى تنجح الثورة فى كل آمالها لابد أن يرى هذا الشعب فارقاً ملموساً عما كان ذى قبل.. نبحث عن المثالب القديمة ونصححها فيرى المواطن العادى حقيقة الثورة.

الناس فى بلدى يجلسون وبهواتفهم يحسبون ما تم سلبه من أموال فى الخارج والداخل ويتقاسمون فيما بينهم ويبنون أهراماً من التأملات.. الثورة ليست فى رد الأموال المنهوبة فقط ولكن فى مراعاة مصالح شعبنا المصرى الذى ذاق مرارة الغربة فى بلاد العرب والعجم ورأى بعين قلبه أن بلاده طاردة لأبنائها ولو أن فيها خيراً لمكث فيها.

المصريون فى الكويت يتجرعون مرارة الأجر الذى لم يلق زيادة منذ سنوات، وليسوا الحرفيين فقط، ولكن المهرة والعلماء، ووصل الأمر للقضاة المعارين كخبراء فى هذه الدولة.

أخى المستشار أحمد الزند سرد مرارة وعناء القضاة والمستشارين فى مرتباتهم عبر هذه الدولة فى حديثه إلى الفضائية المصرية عشية، الأربعاء، العشرين من أبريل، وذكر أن رواتب أقرانهم من الكوايتة تفوقهم أضعافا مضاعفة وأعلن غضبه وسخطه من ذلك.

نعلم أن هناك تحركات من الخارجية المصرية على كافة الأصعدة ونريدها تحركات حقيقية تصب فى مصلحة الشعب ولا تصب فقط فى مصلحة فصيل معين من الشعب المصرى مثل محاولات إصلاح العلاقة مع إيران حتى مستوى السفراء، هذا شىء جميل ورائع أن تعود علاقاتنا مع الشعب الإيرانى وحكومته لأن بوابة العرب الشرقية فى حاجة ماسة إلى إصلاح شأنها ونعود إلى المصاهرة القديمة التى فعلها الملك فاروق بزواج شقيقته الأميرة فوزية من ابن شاه إيران، الملا محمد رضا بهلوى عام 1939 وهو ذو الـ 19 ربيعاً.

هذه المصاهرة التى تحدث عنها العالم كله وتخوف منها الغرب حتى تم الطلاق فيها بعد نكسة 1948 فهدأت ثورة الأمريكان والبريطان، ولم تهدأ كاملاً إلا بعد أن غادر فاروق على يخته المحروسة 1952 على أيدى الضباط الأحرار.

إيران لن تكون العلاقة بها مثلما نتصور... وهل ستستوعب إيران وأفغانستان وبلاد الهند والسند المعروفة ببلاد ما وراء النهر كل العمالة المصرية؟!.

ولماذا كل هذا ومصر بعمالتها تتجه إلى بلاد شتى فى أوربا وأمريكا وهناك أولادنا ناجحون بشكل كبير منقطع النظير، فقط هم يريدون نظرة احترام وتقدير افتقدوها فى تلك البلاد العربية بعض الشىء ووجدوها بنسبة كبيرة فيما سعوا إليه.

مات المئات من شبابنا فى عرض البحر الأبيض المتوسط المتجه إلى أوربا بحثاً عن أرزاق جديدة بعدما ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت فى مصر ونجا الآلاف وعبروا إلى إيطاليا واليونان وتوغلوا فى دول الاتحاد الأوروبى وحققوا جميعاً أموالا طائلة.

النظام السابق فى مصر كان يحول دون أن يسافر شبابنا عبر المنافذ الشرعية بدعوى عدم الحصول على تأشيرة للسفر.

لم يتركوا حرية للشباب فى الهجرة والبحث عن عمل فأجر الساعة فى اليونان، عمالة مساعدة للحرفيين، لا تقل عن خمسين يورو، والحسابة تحسب كما قال الفنان عادل إمام فى فيلمه السينمائى "عنتر شايل سيفه"، الشباب انفجر فى وجه النظام السابق عبر شبكات التواصل الاجتماعى وفق حركات تحريرية تم الاقتناع بها من قبل الجميع فآمن الشعب كله برسالة الشباب.

هذا الشباب يستحق من حكومة تسيير الأعمال قرارات ثورية بقدر الثورة لأن الشباب هم الذين أجلسوا هذه الحكومة على مقاعدها وهم الذين منحوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة حق الأمانة والولاية على هذا الوطن عكس ثورة 23 يوليو التى انقلبت فيها قواتنا المسلحة على الملك وانضم إليهم الشعب، ومع ذلك رأى الشعب قوانين استثنائية لصالح الشعب مازال ينعم بها الأثرياء.. أين حق الشباب فى الهجرة الشرعية التى تتمتع بها بلدان أخرى دون معقب عليها.. ولهذا فقد لزم الأمر أن أى بلد يرفض سفر أولادنا علينا إعادة الحسابات معه.

نريد هذه الصحوة مستمرة بلا توقف ولا تكون حالة انتشاء وقتية، بل نريدها حالة أزلية.. نريد أن نبنى جسور الود بيننا وبين أبنائنا فى الخارج حتى يطمئنوا ويضخوا استثماراتهم وأموالهم فى بلدهم العزيز الغالى مصر التى هى دائما فى خاطرهم وخاطرنا لا تفارقهم ولا تفارقنا..

احموا شبابنا من أى انتهاك واحموا كل أبنائنا فى الخارج من غدر الزمان نريدهم سواعد بناء ولا نريدهم معاول هدم من شدة ما يلاقونه من عنت حكامهم..

• نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة