• فى عهد عبد الناصر دعا أحدهم إلى "وقفة مع الصديق السوفيتى" الذى كان يناصر مصر مرة ويخذلها مرات، وفى عهد السادات دعا أحدهم إلى وقفة مع "الصديق الأمريكى" الذى باع لنا الشمس فى "قزايز" وفى عهد مبارك كانت الدعوة إلى وقفة مع الصديق "الإسرائيلى" الذى وضع الرئيس المخلوع فى نن عيونه والمصريين تحت حذائه، وفى عهد الثورة أخشى أن نجد أنفسنا مضطرين إلى الدعوة لوقفة مع "الصديق السلفى" الذى كان يرى فى المعارضة خروجاً محرماً على ولى الأمر وفى الانتخابات فسقاً وفى العمل السياسى بدعة، وإذا به الآن يتصرف وكأن مصر ليست دولة السبعة آلاف حضارة، وإنما هى "مصرستان" التى تسير على درب أفغانستان فتعتقل من تكشف شعرها وتترك ـ مؤقتاً ـ الأقباط يشاركون المسلمين فى الاستمتاع بالشمس والأكسجين دون ضريبة!
• الدكتور محمد البرادعى دعا فى حواره مع الأهرام إلى أهمية وجود نص دستورى يحمى "مدنية" الدولة فى مصر.. يا دكتور هذا هو أحلى فخ ستقع فيه حضرتك وجميع الغيورين على مستقبل البلد، فالإخوان والمشايخ وطوب الأرض يقسمون بالله ثلاثة أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية بل المدنية، وحين تقترب من مفهومهم للدولة المدنية تجده "امتلاك الأرض" وإقامة الحدود والتعامل مع الأقباط باعتبارهم "أهل ذمة" ومواطنين من الدرجة الثانية! النص الدستورى لم يحل ـ وحده ـ المشكلة... مطلوب حوار شفاف بين جميع الفرقاء يتعامل مع جماعة الإخوان باعتبارها شريكاً أساسياً فى نهضة البلاد، وما أكثر العقلاء الوطنيين فى تلك الجماعة التى طالما عانت من الملاحقة والتضييق، وآن لها أن تفتح جميع الأبواب والنوافذ فى تعاملها مع المجتمع.
• لا أعرف لماذا يشعر البعض أن مصر أصبحت "بيضة مقشرة" والشاطر اللى يلحق يأكلها قبل التانى! مصر ستظل للجميع وفوق الجميع.. نحن لم نحطم ديكتاتورية مبارك لنستبدلها بديكتاتورية اللحى الكثة... نريد تياراً إسلاميا وطنياً يتعامل مع سقوط مبارك باعتباره فرصة ليمد يده ويبنى البلد مع الآخرين، لا أن يرفع شعار: "وسع يا جدع منك ليه... البلد بلدنا واللى موش عاجبه يتفضل يجهز التأشيرة ويطلع على كندا وأمريكا".
• وسط الأحداث الساخنة المتلاحقة صدر كتاب "أحمد رجب ـ ضحكة مصر" للصديق الكاتب محمد توفيق عن دار المصرى للنشر... الكتاب فرصة حقيقية لأن تضحك وتتأمل وتندهش.. واللهم "عجرم" نساءنا وأجعل من زوجاتنا "ذكرى"... والكلام لأستاذنا أحمد رجب!
• ولأن الشىء بالشىء يذكر كم سعدت وسعد الوسط الثقافى بكتاب "التحرير ـ مائة خطوة من الثورة" للصديق المبدع الأديب أحمد زغلول الشيطى عن دار "ميريت". ورغم أن المؤلف بلدياتى ـ يعنى دمياطى ـ إلا أنه لم "يبخل" على القارئ بكل هذا الكم من الحساسية والصدق والبراعة فى رصد التفاصيل الصغيرة وهو يروى يومياته كمثقف يسكن فى وسط البلد على بعد أمتار من ميدان التحرير وعاش الثورة متنقلاً من غرفة النوم إلى غرفة الأمل والحرية. الكتاب سيلمس بشكل خاص كل من كان يواظب على الحضور إلى التحرير وسيجد نفسه يهتف مع كل صفحة: أيوه.. فعلاً.. أنت برضه كنت حاسسها كده يا أحمد!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة