غارقة فى قلقى على مصر، وأنا خارجها مثلى مثل كثير من المغتربين، وخاصة ممن يعملون بمهنة الصحافة، فهم مهمومون بمصر ليل نهار، مصر هى شاغلهم الأول والأخير.
إن اجتمعنا يكون الحديث مصر، وإذا تناقشنا يكون محور النقاش مصر، تتصدر أخبارها قائمة اهتماماتنا، وتتسيد أخبارها على كل أخبارنا.
قاطعنا المسلسلات، والأفلام التى كانت تشعرنا أننا نجلس على أريكة الراحة بمصر نتدفأ بأهلنا، قاطعنا الترفيه والتنزه، ثلاثة شهور كاملة لا نسمع سوى أخبار مصر، نتلقفها من كل حدب وصوب، نشاهد ونحلل ونناقش، كأننا على مائدة "شرف" المستديرة نشاركه الرأى ونضع أمامه التصورات.. نتحدث إليه.. نتشاور معه نرسم معه الغد بكل أحلامنا التى تأخرت كثيرا.
عيوننا دمعة إذا تحدثنا عنها.. قلوبنا وجلة لمجرد سماع أى خبر عنها، أحاسيسنا كلها فى صوب مصر، مصر فقط هى شغلنا الشاغل الآن.
الأبناء على مشارف الامتحانات، ولا نفكر سوى بمصر، مصر الغالية وطننا الذى تحرر، ويقف على حافة النهر، إما سابحا يتهادى إلى نهاية الشط الآمن إلى مرسى نأمله جميعا، أو مترنحا، نقف جميعا نتقاسم الدفتين بحماسة العاشق، كُلٌ يدفع بطريقته، كلٌ يخشى أن تميل السفينة، أو تجنح لا قدر الله.
ودعاؤنا الذى نصحوا وننام عليه: مصر يارب.. مصر يارب.
تمثال نهضة مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشاعر الناقد عبدالوهاب موسى بيرم المصرى
بوركت
بوركت ودمت بحبك العروبى لمصرك ومصرنا بهناء