إن ما يحدث الآن فى كلية الإعلام إنما هو أقرب ما يكون بالمهزلة، فلقد أصبحنا نشاهد مسرحية هزلية يصنعها المتظاهرون على أرض الواقع، للصراع على السلطة.
نعم للصراع على السلطة، فإذا أعمل أحدنا عقله، ونظر إلى تلك المسرحية، سيجد أن البطل الرئيسى، وهو الطلاب المتظاهرون يتمردون على أساتذتهم للصراع على السلطة، وليست السلطة هنا بمعنى المنصب، وإنما هى تعنى السيطرة والحكم، فلقد أرادوا أن يصنعوا القرار، وأن ينصبوا أنفسهم فوق الجميع، فيهبون لمن يشاءون المناصب، وينزعونها ممن يشاءون، ولقد ملكوا لأنفسهم الكلية، فأصبحت مقر معيشتهم، ومأكلهم، ومبيتهم، وأصبحوا هم أصحاب الكلمة فى السماح للأساتذة بدخول الكلية أو عدمه، وكأنها بيت ورثوه عن آبائهم.
وهناك الأساتذة المحرضون على التظاهر، الذين اختلفوا فى كيفية الأداء، ولكن يجمعهم هدف واحد، وهو السلطة، فبعضهم يطالبون بها علنا، ويقصدون بها المناصب، فلقد وجدوا أنفسهم أكفأ من الآخرين، وأجدر بتقلد المناصب، وبعضهم الآخر يطالب بها خفية، ولم يقصدوا المنصب، وإنما السيطرة على من يتولى المنصب، أى أن يصبحوا الأيدى الخفية المحركة للأمور.
ونحن جميعا جمهور نشاهد وننتقد، ولكن عندما نرى الأداء يخرج عن إطار القيم، فلا بد أن نعترض، ولم يحدث أبدا أن أفراد مسرحية يتعدون على المشاهدين بالضرب، لمجرد أنهم ينتقدون ما يخل بالآداب العامة إلا فى كلية الإعلام، ولذا فإننى أتساءل وماذا بعد؟
ماذا بعد تلك المسرحية الهزلية التى تعاصرها كلية الإعلام؟ وكيف ستنتهى؟ أتنتهى بانتصار الحق أم بدهسه لصالح هؤلاء المتظاهرين؟
إن ما حدث يوم الأربعاء الماضى من احتجاز لوكيل الكلية د. حسن عماد مكاوى، وتكسير سيارته يؤكد للجميع أن المسألة ليست مسألة القضاء على الحزب الوطنى، وتطهير البلاد من أمن الدولة، كما ادعى المتظاهرون، وإنما هى تخطى للحواجز وتعدى على إطار القيم، الذى يجعل للعالم هيبة، وللزميل كرامة، وللموظف احتراما للوصول إلى سلطة معينة، يحركهم تجاهها انتماءاتهم ودوافعهم الشخصية.
فما حدث فى الكلية من إهانة لأساتذة، وسب للطلبة، وضرب للموظفين، لمجرد دفاعهم عن الحق، يحتم علينا جميعا أن نقف لنتساءل وماذا بعد؟.. ماذا بعد إهانة الأستاذ؟.. ماذا بعد ضياع هيبة العلم والعلماء؟.. ماذا بعد التطاول على الزملاء؟.. ماذا بعد ضرب الموظفين؟.. ماذا بعد العناد؟
نرمين عشرة تكتب: مسرحية هزلية بكلية الإعلام.. وماذا بعد؟
الإثنين، 25 أبريل 2011 08:16 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة