الثورة مصطلح جذاب قوى، يشعرك بالحماسة والشخصية والقوة، يشعرك بحريتك بكرامتك بالعزة ويعرفك بنفسك وقدرتها على مواجهة المستبد والظالم، سندك الله المعبود بحق ولا تفرد غيره بالعبادة والرزق، والثورة انفعال الثائر، كما قال شيخنا الرائع محمد متولى الشعراوى، رحمه الله، حتى يسترد مظلمته ثم ليهدأ كى ينظم ما حصل عليه بحقه، وعليه:
يجدر بنا أن نطلب الهدوء والسكينة والتفكير ولكن بنمط غير كل نمط بل بنمط الثائرين غير المتظاهرين غير المحتجين المعطلين لتروس العمل والانتاج، الاحتجاج والمصارعة واللجوء إلى العنف فى الاحتجاج والمقاومة، وطلب الحق الضائع ، ولقد كان ذلك أسلوب المقاتل فى ساحة القتال.
فبعد إعلان محاكمة رأس النظام السابق وبطانته آن لنا بعد هذه النصرة أن ننتقل من هذه الساحة التى عجت بدماء أبنائنا الزكية الشهيدة وآلام الجرحى وانهيارات المصنع والشركة وتوقف حركة السعى والإنتاج ننتقل إلى ثورات أخرى لا تلزم عنفا وتخريبا وتعطــيلا، بل ثورات مضمونها وحراكها حماسة ويقظة ونشاط وجدية حيث نراها كالتالى:
1ـ ثورة الأخلاق:
ثورة نتجاوز بها عادات ومعاملات ذميمة، مثل عدم الوفاء بالعهد والموعد واحترام الجار والجيران والشكاوى الكيدية، وغمط الحق بالكبر والنفور والتعالى، أخلاقيات عديدة عديدة، ويتولى هذه الثورة الأخلاقية عن جدارة، المسجد أساسا والبيت ثانيا، والمدرسة ثالثا، وتعقد بلا كلل المحاضرات والتوعويات المستمرة، والبرامج الإذاعية والتلفزيوينة، حرب وجهد متواصل لأجل الأخلاق والسلوكيات.
2ـ ثورة المرور وانتظام الشارع:
ثورة عنوانها تقدير واحترام إشارة المرور ورجل المرور، نعم فليس هذا الكلام نزقا أو ترفا، بل مؤشر قوى بأننا سمعنا وأطعنا وسعينا لتغيير الصورة فلابد من حزم مع السرعة المجنونة القاتلة، فالمرور الآمن يمنح اقتصادا آمنا مطمئنا وسهولة وسلاسة فى الاتصال والنقل وسرعة فى الأداء وزيادة فى الإنتاج، وهذه الثورة قائدها جيش من الشرطة القوية المهابة والمحترمة، والتطبيق الصارم لقانون المرور، لا يجامل ولا يتعمد الإهانة، ثورة تبدأ من تقدير للحارس لهذا المرور بداية من العسكرى البسيط إلى الضابط القائد ومعاملة هؤلاء بأجور مرتفعة، ففى ذلك صون لحياتنا واقتصادنا والمكمل لذلك احترام آدميتهم من علاج وتأمين صحى فعال، وزى رائع نظيف مميز، فالمظاهر الصحية تقود لأداء ممتاز.
3ـ ثورة الاهتمام العلمى ومراكز البحث:
تعد هذه الثورة خاصة بالغة الأهمية من تقدير للعقول، الشابة منها خصوصا، وتخصيص وزارة تهتم بهذا الشأن تماما، ابتداء من تسجيل براءة الاختراع والابتكار، حتى ظهوره للعامة وخدمات المجتمع، بحيث يكون الشغل الشاغل لهذا الوزير المنوط بهذه الخدمة البحث عن هذه الأفكار والابتكارات والاختراعات من خلال توظيف إعلامى وتسويقى على أعلى ما يمكن، وعدم البخل بالإمكانات المتاحة وغير المتاحة.
تلك أهم وأخص الثورات المطلوب القيام بها عقب ثورة يناير، ثورات تستدعى تظاهرات منتجة فى الإدارات والمصانع ومراكز البحث، وأماكن العبادة ومؤسسات التعليم على اختلافها، تسير بانضبــاط العسكرية دون أن يحكمها أى من العسكر، آملين جميعا توفيق الله عزوجل من قبل ومن بعد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة