صدر عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب جديد بعنوان "الرسول العظيم بأقلام أعلام المستشرقين والمفكرين العرب"، للكاتب محمد إبراهيم.
حيث يقدم الكتاب عرضا لآراء ثلاث وثلاثين شخصية من أبرز أعلام الفكر والأدب والرأى، الأجانب والعرب، حول الرسول ، والسيرة النبوية، حيث يبدأ بتعريف بكل علم من هؤلاء الأعلام، مع بيان لاتجاهه الفكرى، أو منهجه فى دراسة السيرة.
ويبدأ الكتاب بفصل عن عالم الفيزياء والفلك الأمريكى مايكل هارت الذى ألف كتابا بعنوان " الخالدون مائة أعظمهم محمد" الذى تضمن تقييما لأعظم الناس أثرا فى التاريخ، وهارت أمريكى الجنسية، يهودى الديانة، ويهوى دراسة التاريخ الإنسانى، ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم، على رأس القائمة، حيث يقول هارت: اخترت محمد فى أول هذه القائمة، وسيندهش كثيرون لهذا الاختيار، لكن محمد هو الإنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى، وقد دعا للإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد أكثر من 14 قرنا فإن أثر محمد لا يزال قويا متجددا.
ويشير هارت فى الكتاب إلى أن أكثر الذين اختارهم ولدوا ونشأوا فى مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة، سياسيا وفكريا، إلا محمد الذى ولد فى مدينة مكة فى منطقة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز الحضارة.
وفى ثانى مقال عن الكتاب، الذى خصصه مؤلفه للأديب العالمى ليوتولستوى، نقرأ على لسان تولستوى: محمد يكفيه فخرا إنه هدى أمة بأكملها، إلى نور الحق، وفتح لها طريق التقدم والرقى، أما برنارد شو فوصف الرسول، بأنه المثل الأعلى للشخصية الدينية والسياسية.
ويعرض المؤلف لرأى برنارد شو عن الرسول، مؤكدا على أن شو كان معجبا بالرسول، وكان يرى فى حياة الجهاد التى عاشها، أشبه بالحياة المثالية التى أراد هو نفسه أن يعيشها، ووصل الإعجاب أن حاول أن يكتب مسرحية عن الرسول، ويضمنها آراءه الدينية، ولكن الرقيب فى إنجلترا، كان يقرأ كل مسرحية قبل عرضها، ورفض التصريح لبرنارد شو بكتابة مسرحية عن النبى، وقال فى أسباب رفضه: إنه لا يجوز أن يمثل النبى العربى محمد على خشبة المسرح، فقد يحتج على ذلك السفير التركى، وقد يؤدى ذلك إلى جفوة بين إنجلترا وتركيا.
أما الفيلسوف الفرنسى " لامارتين" فقال عن الرسول : محمد أقل من إله، وأعظم من إنسان، إنه نبى.
وكتب لامارتين كتابا بعنوان "حياة محمد" بعد أن جاوز الستين من عمره، وبعد أن ترك الاشتغال بالسياسة وصراعاتها، وابتعد عن الشعر، وصدرت طبعته الأولى عام 1854، وواجه رفضا شديدا من المتعصبين ضد الإسلام فى الأوساط الثقافية الفرنسية، وواجه لامارتين تهما تصل إلى حد الإلحاد والكفر من جراء تعاطفه وإعجابه الشديد بشخصية الرسول.
وفى الكتاب آراء أخرى للمستشرق البريطانى توماس كارليل، والفرنسى إميل درمنجم، وكارين أرمسترونج، وعملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد، وعبد الرحمن الشرقاوى، والدكتور محمد حسين هيكل، والأديب حسين مؤنس، وتوفيق الحكيم، ومصطفى محمود، وإمام الدعاة الشيخ الشعراوى، والأديبة عائشة عبد الرحمن، والمفكر الإسلامى الدكتور مصطفى الشكعة، وغيرهم الكثيرين، وآراء مختصرة لبعض المستشرقين، مثل الأديب الألمانى يوهان فولفجانج، وإلبرت إينشتين، الذى قال عن الرسول: أعتقد أن محمد استطاع بعقلية واعية مدركة، لما يقوم به اليهود، أن يحقق هدفه فى إبعادهم عن النيل المباشر من الإسلام، الذى مازال حتى الآن هو القوة التى خلقت ليحل بها السلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة