تمر الأيام ومازلت المشكلة قائمة فى محافظة قنا، كما هى وفشلت كل المحاولات لتهدئة الأوضاع سواء كانت محاولات دينية أو سياسية وأصبح الأمر معقدا للغاية حيث تتعالى الأصوات المطالبة برحيل المحافظ لمجرد أنه لواء وخدم فى عهد الوزير الأسبق ولأنه يحمل بطاقة كتب فيها الديانة مسيحى!.
بدأت الأحداث فى قنا بمطلب بسيط وهو رحيل المحافظ احتجاجا على كونه شرطى وخدم فى عهد وزير الداخلية حبيب العادلى وخوفا من (الكوتة) و يكون المحافظ القبطى من نصيب قنا دوما و أيضا احتجاجا على اختيار المحافظ بمنهج النظام السابق ولكن بمرور الوقت سرعان ما تتطور الموقف و تحول إلى مطالبة برحيل المحافظ المسيحى وأخذ الموضوع الصبغة الدينية (الطائفية ) و بالرغم من تصريحات البعض أن هذا الكلام غير صحيح - من أجل اكتساب ثقة وتعاطف أهالى قنا؛ إلا أن الفيديوهات التى يردد فيها المتظاهرون ( إسلامية .. إسلامية، وأنهم باقون حتى ينتصرالإسلام، وهل منقبات قنا غير قادرات على إنجاب محافظ) و كثير من الشعارات والهتافات على هذا النهج، وما أكد على ذلك ذهاب الشيخ محمد حسان إلى هناك بهدف تهدئة الأمور و احتواء الموقف و هناك من يردد، أن الأقباط يقفون بجوار المسلمون و يهتفون برحيل المحافظ و هذا الكلام صحيح ولا يمكن نكرانه ولسبب بسيط جدا، اعتقد الأقباط سابقا فى عهد المحافظ السابق أن كثير من مشاكلهم قد انتهت بتولى محافظ قبطى وسيحصلون على قدر كبير من الحرية فى بلدهم وفى بناء الكنائس وغيرها ولكنهم لم يجدوا أى شىء من هذا القبيل، خاصة بعد أحداث نجع حمادى وبالتالى تولى محافظ قبطى جديد لن يفيدهم كثيرا ولن يحقق أحلامهم والتى كانوا يحلمون بها.
المؤسف فى هذا الموضوع أن الأمر خرج من حيز التظاهر والمطالب المشروعة وأصبح صراع بين طرفين، الطرف الأول هو أهالى قنا والذين يزدادون إصرارا على موقفهم ( بعزل المحافظ القبطى الحالى وتولى آخر مسلم ) كلما مر الوقت وهم يشعرون بالتجاهل وأن مطلبهم لم ينفذ والطرف الآخر وهو مجلس الوزراء والذى يصرعلى بقاء المحافظ فى منصبة ليس من باب العند مع الأهالى، ولكن من أجل الحفاظ على سيادة القانون والبقاء على هيبة الدولة، وأن حل الموضوع بوجهة نظر مبسطة و بعيدة عن لغة التعصب الأعمى ستجد أن الجميع قد اخطأ، فلقد أخطأ أهالى قنا حينما قرروا أن يرحل المحافظ لكونه مسيحى أو لكونه رجل شرطة فليس كل من خدم مع الوزير الأسبق خائن للبلد و خاصة أنه لا يوجد دليل واحد يدينه ولم يقدم فيه بلاغ واحد للنائب العالم وأيضا قطع الطريق وتوقف حركة القطارات كنوع من الاعتراض وأيضا، أخطأ مجلس الوزراء فى التعامل مع الموقف فلم نسمع عما يحدث فى قنا إلا فى اليوم الخامس ، منذ بدء الاحتجاجات حينما بدأ التحرك لاحتواء الأزمة فالتأخر دائما ما يجعل المشاكل تتفاقم لشعور الآخر بالتجاهل والتهميش.
وأخيرا ستجد أن هناك اختيارين فقط لا ثالث لهما، الأول الاستجابة لمطالب أهالى قنا برحيل المحافظ القبطى وتولى آخر مدنى مسلم ولكن هناك عاقبة لهذا الاختيار وهى خروج أهالى باقى المحافظات للمطالبة برحيل المحافظ لأى سبب، والاختيار الثانى هو بقاء المحافظ كما هو فى منصبه للحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون ولكن هناك عاقبة لهذا الاختيار أيضا هى الصدام مع أهالى قنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة