شرف لـ"عكاظ": مصر والسعودية الأقدر على حشد العرب تجاه طموحات شعوبها

الأحد، 24 أبريل 2011 02:21 م
شرف لـ"عكاظ": مصر والسعودية الأقدر على حشد العرب تجاه طموحات شعوبها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف
الرياض (أ. ش. أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف حرص مصر على التنسيق مع السعودية، مشيرا إلى أن هذا التنسيق يتجاوز العلاقات بين البلدين ليمتد إلى كل ما يدعم العمل العربى المشترك، وذلك من منطلق حجم وثقل البلدين داخل المنظومة العربية والذى يجعل لهما كلمة مسموعة فى كل ما يتعلق بشئون المنطقة.

وأعرب شرف فى حديث نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية فى عددها الصادر اليوم "الأحد" عن اعتقاده بأن تجاوز حالة عدم الاستقرار الحالية التى تمر بها المنطقة لن يتم إلا بتعاون مصر والسعودية، لأنهما الأقدر على حشد الدول العربية فى اتجاه تحقيق طموحات شعوبها، كما أنهما، بما لهما من تأثير على الصعيد الدولى، الأكثر قدرة على نقل وجهة النظر العربية فيما يخص العديد من القضايا القومية المصيرية وهو ما ينطبق على القضية الفلسطينية التى لم نتوان يوما عن تقديم التأييد والمساندة لها من أجل تحقيق طموح الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد شرف أن خادم الحرمين الشريفين هو الأخ الأكبر لمصر وللعرب جميعا، مشيرا إلى أن مصر تتطلع لدعم المملكة فى هذه المرحلة التى تمر بها.

وشدد أن الزيارة تهدف إلى طمأنة السعوديين حول مناخ الاستثمار فى مصر والذى سيتجه نحو الأفضل بكثير، لافتا إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية ستثمر مزيدا من التعاون، مؤكدا أن العلاقات ستكون أفضل من المرحلة الماضية.

وأوضح رئيس الوزراء أن زيارة أى مسئول مصرى للرياض هو أمر طبيعى على ضوء ما يربط بين مصر والسعودية من علاقات أخوة وشراكة وتعاون، منوها إلى أن البلدين يعرف كل منهما قدر الآخر، وهناك حرص دائم من البلدين على التنسيق فيما بينهما فيما يخص الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشددا أن زيارته للمملكة لا تنفصل عن الرغبة فى تأكيد التعاون واستمرار التنسيق المصرى السعودى من خلال التواصل مع القيادة السعودية والتى نقدر لها حرصها الدائم على أمن واستقرار المنطقة.

وتطرق رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إلى العلاقات المصرية الخليجية، مؤكدا أنها تتسم بدرجة عالية من التميز والاستمرارية، وأنها تقوم على أسس راسخة قوامها قناعة مصر بأن أمن الخليج خط أحمر خاصة أن منطقة الخليج العربى تمثل عمقا استراتيجيا أساسيا للأمن القومى المصرى.

وأضاف أن: "الحفاظ على استقرار الخليج التزام قومى وضرورة لتحقيق استقرار المنطقة، وأن مصر كثيرا ما ساندت أشقاءها الخليجيين فى عملية البناء وفى مواجهة كثير من الأزمات"، منوها إلى أن هناك تقديرا مصريا لدول الخليج ودورها الريادى، وفيما يتعلق بالتقارب المصرى الايرانى قال شرف: "دعونا نتفق أن العلاقات المصرية الإيرانية شهدت الكثير من المشكلات خلال العقود الثلاثة الماضية ومصر بعد الثورة ترغب فى تحسين علاقاتها مع جميع دول العالم والانفتاح على الجميع، وتدعيم العلاقات مع طهران بشرط عدم التدخل فى الشئون الداخلية المصرية أو فى شؤون دول المنطقة".

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد رئيس الوزراء أنها ستظل دائما فى صميم اهتمامات الشعب المصرى: "لأننا نعتبر هذه القضية مرتبطة بأمن مصر القومى"، مضيفا أن الكل يعلم أن مصر ومنذ أن طفت القضية الفلسطينية على السطح وهى تتحمل العبء الأكبر فى التصدى لها، وفى تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى.

وأشار إلى أن جهود حل القضية واجهت ومازالت تواجه الكثير من العراقيل بسبب مواقف وسياسات مختلف الأطراف المعنية، وأنه إذا كانت إسرائيل تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية عن عرقلة تلك الجهود، فإن الفلسطينيين يتحملون أيضا جانبا مهما من المسئولية فالتناحر بين الفصائل الفلسطينية أضعف الموقف الفلسطينى.

وأضاف: "لذا فإن المسارعة بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وإعادة الوحدة إلى الصف الفلسطينى هى أولى الخطوات نحو استعادة الفلسطينيين لحقوقهم، وهو أمر تسعى الحكومة المصرية الحالية إلى إنجازه وتحقيقه فى الفترة الحالية، حيث التقيت مؤخرا الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، وهناك اتصالات مع قيادات حركة حماس من أجل إنجاز هذه الخطوة المهمة، وهناك خطوات إيجابية كثيرة سيعلن عنها فى حينها".

وتطرق رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إلى الداخل المصرى قائلا، إن التركة ثقيلة والمسؤوليات كبيرة، مضيفا أننا نتحرك على عدة محاور أساسية من ضمنها التركيز على المستوى الداخلى، بشقيه السياسى والاجتماعى مع الاهتمام اقتصاديا بتعويض الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها مصر على مدى الأشهر الأخيرة عبر دفع عجلة الإنتاج وتنشيط الصادرات، وإعادة الحياة لقطاع السياحة.

وأضاف رئيس الوزراء: "لقد بدأنا فى وضع الأرضية لنظام سياسى جديد من خلال إقرار التعديلات الدستورية، وإصدار قانون الأحزاب، وتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، وتهيئة الأجواء المناسبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للإعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، التى سيشارك فيها ملايين المصريين المقيمين فى الخارج للمرة الأولى فى التاريخ المصري".

وتابع أن: "التنمية الاجتماعية والنهوض بالمستوى المعيشى للمواطن المصرى، مسألة ذات أولوية خاصة فيما يتعلق بالتعليم والصحة، فضلا عن وضع الأسس اللازمة، لإعادة بناء الاقتصاد المصرى الذى تضرر كثيرا، بفعل الممارسات الاقتصادية الخاطئة للعهد السابق وتفشى الفساد". كما أكد شرف أن الثورة المصرية نجحت فى إرساء مبدأ دولة القانون".

وحول محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك أجاب الدكتور عصام شرف بأن هذا الموضوع يحدده القانون وأنه ليس من يحدد ذلك، ولا نستطيع الحديث بالنيابة عن القانون أو أى إجراءات قانونية.

ونفى شرف ما يثار بأن ثورة الشباب تقود البلاد بعقلية الانتقام، مؤكدا أن هذا القول لا يعكس الحقيقة، ولا يعنى تقديم الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال إلى المحاكمة من قبيل التشفى والانتقام، لافتا إلى أن فترة حكم مبارك التى امتدت إلى ثلاثة عقود، كانت تشوبها الكثير من المخالفات والانتهاكات، وصور الفساد على مختلف.
الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والحقوقية، ومن حق الشعب بعد الثورة أن يحاسب رموز النظام السابق، ويسألهم عن هذه المخالفات والانتهاكات باعتبار أن رأس الدولة هو المسئول الأول أمام الشعب.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف أنه سيتم خلال الزيارة مناقشة موضوع دعم المملكة العربية السعودية لترشيح أمين عام جديد للجامعة العربية مع المسئولين السعوديين.

ومن المقرر أن يبدأ غدا "الاثنين" الدكتور عصام شرف جولته الخليجية والتى يستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية ويلتقى خلالها العاهل السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى عهده الأمير سلطان بن العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وعددا من رجال الأعمال السعوديين المستثمرين فى مصر.

كما يلتقى رئيس الوزراء والوفد المرافق له رموز الجالية المصرية فى السعودية وعددا من رجال الأعمال المصريين فى السعودية ومراسلى الصحف المصرية، ويضم الوفد الوزارى المرافق لرئيس الوزراء كلا من وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى ووزير المالية الدكتور سمير رضوان والدكتور سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية ووزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا.

وتهدف الزيارة إلى تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين فيما يخدم الشعبين الشقيقين وسبل دعم التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين مصر والمملكة، والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات السعودية إلى مصر خلال الفترة المقبلة واستمرار التنسيق المصرى السعودى حيال كافة القضايا والأزمات التى تمر بها المنطقة خصوصا القضية الفلسطينية والاحتجاجات المستمرة فى اليمن وليبيا وسوريا وأثرها على الواقع والمستقبل العربى.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة