كل عام فى الجمعة الأخيرة من شهر أبريل كان يثار جدل كبير حول تقديم الساحة وبدء التوقيت الصيفى ، هذه الجمعة الأخيرة أصبحت تذكرنى بأول جمعة من شهر أبريل والمخصصة للاحتفال بيوم اليتيم وهو الذى فقد أحد والديه أو كلاهما، كذلك فإن الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الذى يوافق تطبيق هذا التعديل الزمنى يؤكد على أننا كمواطنين قد أصابنا اليتم نظرا لافتقادنا الإحساس بالزمن بعدما افتقدنا أبوة النظام البائد الذى تخلى عنا بإصراره على تنفيذ هذا الإجراء السنوى العقيم والذى يمثل تدخلا سافرا فى تحديد مواعيد نومنا واستيقاظنا مما أصابنا بالارتباك والتشتت، فمنذ ما يقرب من إحدى وعشرين عاما تقرر العمل بالتوقيت الصيفى ليتم تقديم الساعة 60 دقيقة بهدف إجبار المواطنين على النوم مبكرا من أجل تبكير مواعيد العمل ليدوم هذا النظام مدة خمسة أشهر متواصلة، فمنذ عام 1989 والفرمان الحكومى يصدر سنويا بالتدخل فى منظومة الزمن لتؤكد على حالة عدم الاستقرار التى أصابته، وهذا التدخل السافر فى منظومة الزمن؛ إنما هو اعتداء صارخ على ساعتنا البيولوجية التى أصابها العطب جراء ذلك، فهى ساعة أوتوماتيكية خلقها الله فى عقل كل واحد فينا ومنحها الثبات والاستقرار، إلا أن نظامنا البائد أبى إلا أن يلعب بها فى عقولنا فيؤخرها أو يقدمها فى كل عام "ساعة تروح وساعة تيجى" هى أقل الكلمات وأبلغها التى يمكن أن تقال على هذا الموضوع الجدلى والذى كان يعكس حالة التردد والتخبط التى كنا نعيشها ... وربما هذه الساعة كانت تؤكد على الحالة المزاجية المتقلبة للنظام البائد التى لا تثبت على حال فهى ساعة وهمية أضيفت إلى قائمة الأوهام التى لا تتوافق مع الواقع والمنطق السليم ... فياليتها أضافت شيئا جديدا بدلا من الإجراءات السنوية العقيمة التى كنا لا نقوم بها مرة واحدة بل مرتين سنويا بإنزال الساعات من الحوائط وإعادة ضبطها إما تقديمها " ساعة تيجى" أو تأخيرها " ساعة تروح " مما أصابنا بالملل بسبب هذا التقليد السنوى فأصبحنا لا نهتم بضبط الساعات وتركناها كما هى دون تعديل وكأننا نتحدى قرارات وقوانين النظام البائد، نظامنا البائد كان بهذا الإجراء يملك أن يمد أو ينقص فى أعمارنا 60 دقيقة ليتحول هذا الإجراء إلى عيد سنوى مما جعلنا نتوقف عن اقتناء أية ساعات يدوية أو ساعات حائط لنقاوم تدخلها وتحكمها السافر فى مقاليد أمورنا باستراتيجية المواجهة غير المباشرة حتى لا تطولنا تهمة العصيان الزمنى ومخالفة قوانين الحكومة، أما وقد انتهى هذا النظام البائد إلى غير رجعة فلقد اتخذ مجلس الوزراء قرارا بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفى وهو قرار صائب يرسخ مبدأ الديمقراطية والاستقرار خلافا للنظام البائد الذي انتهى توقيت العمل به منذ قيام 25 يناير .
شاكر رفعت بدوي يكتب: النظام البائد ..ساعة تروح وساعة تيجى
الأحد، 24 أبريل 2011 06:21 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة