تحل اليوم الذكرى السابعة لوفاة الفنان الكبير القدير محمود مرسى الشهير بـ"عتريس"، والذى أثرى السينما المصرية بكثير من الأعمال المتميزة، ففى 24/4/2004 رحل الفنان الكبير عن عالمنا أثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 81 ، تاركا خلفا تاريخا حافلا بالعديد من الأدوار العظيمة التى صنعت منه بطلا سينمائيا فريدا من نوعه، حيث برع فى ادوار الشر بصفة خاصة.
بدأ "عتريس السينما المصرية" حياته بالسفر إلى باريس فى مرحلة الشباب لتعلم فن الإخراج السينمائي، ولكن العدوان الثلاثى على مصر حال دون إكماله مشواره حيث رحل مرسى من فرنسا إلى لندن بعد جلاء عدد كبير من المصرين من فرنسا ، وعمل فى إحدى الإذاعات فى لندن ولكنه عاد إلى القاهرة احتجاجا على القصف الإنجليزى لمصر فكافئه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم عمل بعد ذلك فى الإذاعة المصرية ليقدم برامج عن المسرح العالمى فى ذلك الوقت.
وحينما رآه المخرج الراحل يوسف شاهين عرض عليه العمل فى احد أفلامه، إلا أن عرض المخرج العالمى قوبل بالرفض، وبعد خمسة سنوات من هذا العرض اقتحم مرسى الفن السابع عن طريق فيلم "الهارب" لنيازى مصطفى وبعدها بدأت، البطولات المطلقة للفنان الكبير حيث قام ببطولة فيلم الليلة الأخيرة والباب المفتوح، كما قدم مرسى عددا من روايات للروائى العالمى نجيب محفوظ كالسمان والخريف والذى يعتبر واحدا من أفضل ادوار مرسى خلال مسيرته حيث جسد دور سياسى قبل ثورة 32يوليو 52 وحينما قامت الثورة وجد نفسه مهمشا فى عالم السياسة حاله حال معظم الوفدين فى ذلك الوقت كما قام ببطولة فيلم "الشحات".
وفى عام 1969 كان الفنان الراحل على موعد مع عتريس وما جلبه من مشاكل حيث كتب قصة الفيلم ثروت أباظة، وسيناريو وحوار وإخراج حسين كمالن إلا أن الرقابه لم تجز العمل معللة ذلك بأن الفيلم يجسد الرئيس جمال الناصر زعيما لعصابة فى الصعيد فى إشارة منه إلى أنه يفرض سيطرته على شادية التى تشير إلى مصر، وحينما تم منع الفيلم شاهده الرئيس جمال عبد الناصرفى منزله وأجاز الفيلم بنفسه.
بعدها بعامين قام بتصوير فيلم "فجر الإسلام" حينما جسد دور زعيم قريشى يعارض ويهاجم الإسلام بشدة، حتى يقتنع فى النهاية بالدعوة الإسلامية وبعدها قام ببطولة عدد من الأفلام حتى جاء عام1985 وقام ببطولة فيلم سعد اليتيم مع الفنان فريد شوقى وأحمد زكى وهو أيضا أحد العلامات المتميزة لمرسى فى ذاكرة السينما، فى تلك الفترة اتجه الفنان الراحل إلى الدراما التلفزيونية بمشاركة الراحل أسامة أنور عكاشة فى مقدمتهم أبو العلا البشرى وعصفور النيل ولما التعلب فات الذى جسد من خلاله دور لص محترف ومزور، وايضا مع الكاتب وحيد حامد عمل مسلسل العائلة واختتم مسيرته الفنية بمسلسل بنات أفكارى فى عام 2001 للمخرج يحيى العلمى ومحسن زايد.
ورحل الفنان الكبير فى صمت وهدوء فى مسقط رأسه الإسكندرية لتفقد السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية واحدا من أهم قامات الفن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة