فى محاولةٍ لحل أزمة محافظة قنا وما تشهده من احتجاجات ضد المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل"، قدم عدد من الأدباء والمثقفين عدة مقترحات لحكومة الدكتور عصام شرف لحل هذه الأزمة، التى تمثلت فى مطالبته بالذهاب "شخصيًا" إلى قنا، وإجراء حوار مباشر معهم والتفاوض حتى يتم الوصول إلى حل، وتجميد قرار تعين المحافظ ورفض قبول الاستقالة التى تقدم بها، وأن يأتى "شرف" بضابط من القوات المسلحة بتيسير الأمور فى قنا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، ليعمل على ضبط الأجواء وتهيئتها لإجراء انتخابات لاختيار المحافظ الجديد.
الروائى بهاء طاهر قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أعتقد أن الدولة عليها أن تحل المشكلات التى تواجهها فى نطاق القانون، وأن تحافظ على هيبتها، مضيفًا "فما ينشر فى وسائل الإعلام المختلفة من تهديدات لكيان الدولة أمر غير مقبول ولا يقوله عاقل وعلى الحكومة أن تعيد التفاوض مرات عديدة فى إطار احترام الآراء وعدم فرضها من الجانبين، لأن هذا يمثل خطورة شديدة على كيان الدولة".
ومن جانبه شدد قال الناقد الدكتور جابر عصفور على أنه لا بد من تطبيق سيادة القانون بحزم وبشدة وبدون استثناء، حتى يشعر كل مواطن أنه فى دولة تحترم القانون، فلجوء الحكومة فى كل مرة تحدث فيها أزمة إلى الشيوخ والقساوسة لحلها، مثلما لجأت للشيخ حمد حسان يعنى أنه لا وجود لدولة القانون وأننا نحتكم لقانون الغابة.
وأضاف عصفور "وعلى الحكومة أن تكفل حق التظاهر لكافة المواطنين، ليعبروا عن رأيهم، ولكن هذا لا يعطى الحق للمتظاهرين فى إحداث ضرر لمرافق الدولة وتهديدها".
وتابع "وفى حالة إذا ما اعترض الشعب على قرار الحكومة، فعليها أن تسمع لهم، فإذا كانت أسبابهم صحيحة فليس من العيب أن تراجع الحكومة مواقفها، ولهذا فعلى الحكومة أن تتأكد من صحة الإدعاءات حول مسئولية ميخائيل عن قتل المتظاهرين أو لا، وبرأيى أن قرار تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل كان خاطئًا من البداية، فالإصرار على تعيين محافظ مسيحى جعل من محافظة قنا نموذجًا لتطبيق "كوتا" للمسيحيين فى المحافظات".
وقال الروائى يوسف القعيد برأيى، إنه من غير المناسب قبول استقالة محافظ قنا، خاصة مع تلك الأيام التى تتزامن مع أعياد الإخوة المسيحيين، وكنت أتمنى من د.عصام شرف أن يقوم بزيارة قنا بدلاً من زيارته اليوم لسيناء.
واقترح القعيد أن يقوم د.عصام شرف بتجميد قرار تعين المحافظ، ويأتى بضابط من القوات المسلحة ليستفيد من سمعتها وشعبيتها فى الشارع المصرى، ويقوم هذا الضابط بتيسير الأمور فى قنا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر ليعمل على ضبط الأجواء وتهيئتها لإجراء انتخابات لاختيار المحافظ الجديد، وبذلك ستكون محافظة قنا أو محافظة فى تاريخ مصر تختار المحافظ بالانتخاب، وأعتقد أن هذا القرار سيلقى قبولاً من أهالى قنا، وسيكون مخرجًا آمناً من المحنة التى نمر بها.
وشدد الشاعر رفعت سلاَّم على أنه لا بد من الحوار المباشر مع أهالى قنا بلا عجرفة أو تسلط، بما يؤدى إلى الاستماع بدقة لوجهات نظرهم، ومناقشتها والوصول إلى حلول هناك، وليس هنا فى القاهرة.
وأضاف سلاَّم "أما الحل الجذرى، والذى يجب على الحكومة أن تتبعه فى قراراتها، فهو تتغير هذه الطريقة القديمة فى اختيار المسئولين والتى كان يعتمدها النظام السابق، ولا بد فى المقابل من مراعاة التاريخ الشخصى والمهنى والسياسى لكل مسئول قبل اختياره، لأن التعيينات الأخيرة بعد الثورة كلها شابها الكثير من الخلط، بين وجوه النظام السابق والوجوه الجديدة، سواءً على صعيد المحافظين، أو كبار مسئولى الدولة فى الوزارات المختلفة، أو المؤسسات الكبرى فى كل وزارة أو حتى المؤسسات الصحفية القومية، فكثير من مثل هذه التعيينات لا علاقة لها لا بالثورة ولا بالمناخ الجديد ولا بالمتطلبات الجديدة لهذه المرحلة، ولا بد لمتخذى القرارات أن يتواضعوا قليلاً وينصتوا إلى المناخ الذى صنعته الثورة؛ لأننا لا نريد تكرار النماذج التى أرساها نظام مبارك، فى الديكتاتورية والغطرسة وبدون ذلك فلن تكون هناك حلول للمشاكل التى تواجهها مصر فى هذه المرحلة".
وطالب الناقد شعبان يوسف د.عصام شرف بالذهاب إلى قنا ومخاطبة الأهالى، موضحًا "لأن ذلك سوف تكون بمثابة رد اعتبار للخطأ الذى وقعت فيه الحكومة، وهو اختيار محافظ ليس على رغبتهم، ولكن باعتباره أحد المشاركين فى الاعتداء على المتظاهرين وفى كوارث أمنية كثيرة، وليس باعتباره مسلمًا أو مسيحيًا".
ورأى يوسف أن يتم التفاوض مع أهالى قنا على حول بقاء أو رحيل المحافظ، وأن "شرف" الشعب المصرى بأن تعين المحافظين قائمًا على الحكمة، وليس بالطريقة التى كان النظام السابق يتبعها، مؤكدًا "فهناك عدد من المحافظين تم اختيارهم بالطريقة التى كانت سائدة فى العهد السابق ولم تراع الحكومة الحالية التروى فى اختيارهم".
كما رأى يوسف أن الاعتراض على المحافظ الجديد ليس له علاقة بالسلفيين أو المتعصبين، وإنما جاءت هذه الاحتجاجات نتيجة لقرار الحكومة الخاطئ، والذى اتبعته بالتعالى على الأهالى وإرسال الشيخ محمد حسان لحل المشكلة.
وتساءل يوسف "لا أعرف لماذا تقوم الحكومة فى كل مرة بإرسال محمد حسان لحل الأزمات التى تواجهها؟"، مضيفًا "فمحمد حسان كان أحد رجال النظام السابق، والآن أصبح من النظام الحالى، فكيف ذلك؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة