د. محمد بركه

متى تنتهى حالة الدهشة؟

السبت، 23 أبريل 2011 03:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قليلة من عمر التاريخ، لكن أحداثها تفوق ما حدث فى الثلاثة عقود الأخيرة، فالشعب المصرى لم يعش لحظات الدهشة منذ اغتيال الرئيس السادات!

وطوال سنوات الحكم السابق لم تكن هناك لحظات فاصلة أو تستحق الدهشة.. أحداث عادية وغالبا مصطنعة نجعل منها أحداثاً عظيمة وفى كل الأحوال كان الشعب فى حالة غفلة! الحياة تجرى من حوله، توالت الأحداث العظمى انهارت فيه إمبراطورية الاتحاد السوفيتى وتوحدت المانيا لكن على المستوى المصرى شوية ماتشات كورة وشوية مانشتات فى كل الصحف والقنوات التليفزيونية والغريب أن الشعب تآلف مع المانشتات وبدا التآكل فى كل شىء، تآكل فى دور مصر الخارجى، تآكل داخلى والمراقب للموقف المصرى كان يشعر بانكماش الشعب واستطاع النظام أن يحبس هذا الشعب داخل نفسه.. اختفت الابتسامى وضاعت الضحكة المصرية البريئة وبدى الشعب وكأنه يعيش تحت تأثير مخدر ومرت السنوات بطيئة ومملة حتى كانت الثورة التى بدت كبركان ثائر، فكل طوائف الشعب تتحرك وترى الثورة فى عيون كل الناس حتى من لم يشاركوا فيها وحققت الثورة الكثير من أهدافها والتى ماكنا نحلم بما وصلنا إليه.. لكن الملاحظ أن الشعب ماذال يعيش حالة الدهشة والنشوة وكأن ما أراده مفجروا الثورة قد تم وبقى أن ننعم بمما تحقق من منجزات الثورة، لكن الواقع يقول أن أمامنا الكثير لقد نفضنا عن أنفسنا غبار الركود ونهضنا، لكننا لا نعرف إلى أين نتجه وكأن الشعب قد استيقظ فجأة من النوم ووجد نفسه فى الشوارع فلا يعرف أين يتجه.

إننا جميعاً مطالبون بالخروج من حالة الدهشة وحالة الاندفاع غير المحسوب إلى حالة اليقظة وحالة التدبر إن الإعلام يجب أن يكف هو الآخر عن حالة الشحن المستمرة لينتقل وننتقل معه إلى حالة البناء إن المصريين يجب أن يعلموا أن أمامهم مهام صعبة تعادل السنوات العجاف التى مرت، وأعتقد أن الأجيال الشابة التى قادت الثورة لن يكون عندها الصبر الذى أجبرنا عليه نحن الكبار ومعهم كل الحق ولكن ليعلم الجميع أننا كأجيال عاشت كل سنوات الإحباط نحلم معهم بأن نعيش فى دولة حقيقية إن هذا الشعب الذى صبر كثيراً من حقه أن يمشى فى شوارع ممهدة وأن يأكل خبز من دقيق مخصص للاستعمال الآدمى إن هذا الشعب من حقه أن يركب مواصلات نظيفة وليست قطارات للموت، ومن حقه أن يعالج فى مستشفيات تقدم له العلاج مجاناً، لأن ينتظر الموت فى طوابير كطوابير الخبز التى أتمنى أن تختفى من بلدى ونتمنى لأبنائنا مدارس حقيقيه بها مدرسين متخصصين، نريد أن نرى جامعاتنا وهى تنافس الجامعات العالميه والأهم أن نرى قانونا يطبق على الجميع دون استثناء نريد أن تختفى كل وسائل التمييز بين كل فئات الشعب وأن تختفى كل وسائل التهميش، لأى فئة أيضاً وأن يكون احترام القانون هو الفيصل بين الجميع لذا حان الوقت أن تنتهى حالة الدهشة ونبدأ لحظة العمل على كل مصرى يحب هذا البلد أن يعمل وأن يحترم المال العام ويحافظ عليه علينا أن نتخلى عن الأنانيه وإقنتناص الفرص علينا أن ننمى روح الولاء فى أبنائنا وأن نزكى قيم العدل والحرية واحترام الآخر مهما كان توجهه ليضُمنا جميعاً وطن واحد ولنفخر جميعا أننا مصريون.

* أكاديمى مصرى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة