فن الكاريكاتير، أداة تحريض مؤثرة فى المجتمعات، إذا ما توافر له مناخ من الحرية والتعبير عن الرأى، فيحظى بالعناية الإبداعية التى تكون أساساً فى ترسيخ مفاهيمه وأداء رسالته، التى لا يؤديها إلا النخبة؛ فتصل بسرعةٍ كبيرةٍ إلى عقول البسطاء، ولكى تصل هذه الرسالة، يحاول الرسام مرارًا وتكرارًا تخطى حاجز "الرقابة"، الذى تفرضه السلطة عليه أينما وجد، ولهذا فهو "عملة فنية" ذات وجهين تكمن فى سهولته وصعوبة تمريره.
حينما جاءت الثورة من تونس إلى مصر، وظلت تجوب العالم العربى حتى لحظتنا هذه، كان "الكاريكاتير" أول المتحررين مع أول صيحة ضد الديكتاتورية، فامتزجت روح الكُتَّاب الساخرين وبالرسامين الكاريكاتيريين، وحمل المتظاهرون لوحات ساخرة وانتقادات لاذعة، استخدموا فيها الـ"إفيه" من هروب "بن على"، والكثير من خطابات الرئيس المخلوع "مبارك"، فكانت أشبه بالزاد للصبر والجلد، على البقاء بميدان التحرير حتى نجحت الثورة.
ومع مرور الثورة فى ليبيا واليمن وسوريا يزداد نصيب الرسامين الكاريكاتيريين فى النيل من الحكام الديكتاتورين، وما فرضوه من رقابة عليهم، فامتلأت الصفحات بالمواقع الإليكترونية تصور إرادة الشعوب العربية فى التخلص من حكامها، وترسم سيناريوهات لحياة الحكام مع بعضهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة