وليد أبو النجا يكتب:نحترم إرادة الشعب المصرى

الجمعة، 22 أبريل 2011 12:56 ص
وليد أبو النجا يكتب:نحترم إرادة الشعب المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أنى لست من حفاظ النكت، ولا من رواتها إلا فيما ندر، بل أنساها فور سماعها، ولا أتذكرها إلا حين أسمعها ثانية، إلا أن نكتة قديمة تلح على ذاكرتى هذه الأيام، ولا أدرى لماذا؟

تلك النكتة التى تروى أن مواطنا مصريا – قبل الثورة بالطبع – ذهب إلى أمريكا، فوجد أمريكيا يقف عند البيت الأبيض، ويهتف وهو معتزٌّ بالحرية التى تظلل بلاده: يسقط بوش. أيام أن كان بوش هو رئيس أمريكا، فقال المصرى للأمريكى: حتى أنا أستطيع أن أفعل فى القاهرة ما فعلته أنت فى أمريكا، وسافرا إلى القاهرة، ووقف المواطن المصرى ليهتف أمام قصر عابدين: يسقط بوش.

تلحُّ على هذه النكتة، وأنا أسمع تصريحات أغلب ساسة الدول العربية والإسلامية: أنهم يحترمون خيار الشعب المصرى، ومن قبله التونسى، ومن بعدهما الليبى واليمنى، وما يستجد من شعوب، بينما هم فى الحقيقة لا يحترمون إرادة أى شعب فى الدنيا، لا المصرى ولا غيره، وإلا فأولى بهم أن يحترموا إرادة شعوبهم التى يحكمونها.

فالشعوب فى نظر أغلبهم قطيع، له أن يأكل ويشرب، ويعمل ويكدح، ويلهو ويلعب، على ألا ينزع يدا من طاعة، وألا ينازع الأمر أهله، لا سيما والحكام فى نظر أنفسهم والمحيطين بهم والمنتفعين من وجودهم مبعوثو العناية الإلهية لقيادة هذه الشعوب، التى لم تبلغ سن الرشد بعد لتشارك فى الحكم، فضلا عن أن تحكم بنفسها.

أين هى حرية الإنسان الحقيقية فى البلاد العربية والإسلامية؟ حرية الإنسان فى التعبير عن رأيه كائنا ما كان، وصحف العالم العربى فى الدولة الواحدة كأنها نسخ منقولة عن أصل واحد، تسبح بحمد الحاكم وتقدس له.

أين مجالس الشعب المنتخبة انتخابا حرا، والتى تقوم بدورها فى سن القوانين والرقابة على الحكومة؟

أين الحكومات المشكلة من الكتل التى حازت الأغلبية فى مجلس النواب، والتى تعبر تعبيرا حقيقيا عن إرادة الجماهير التى حازت ثقتها؟

أين المساءلة والمحاسبة لأى مسئول؟ هل سمعت عن رئيس مؤسسة أو وكيل وزارة أو وزير أو رئيس وزراء فما فوق يحال للمحاكمة فى غير البلاد التى قامت فيها الثورات؟

أين تفعيل قانون "من أين لك هذا"؟ والمسئولون قبل المسؤولية مستورى الحال أو من الطبقة الوسطى، وبعد المسؤولية من أغنى أغنياء البلد.

أين التوزيع العادل للثروة، حتى ولو كان البلد غنيا، لا يشكو أهله من الفاقة؟ أليس فى كل بلد عربى أو إسلامى تلال من قضايا الفساد، لو فتحت لزكمت رائحتها أنوف العالمين؟

أليس فى كل بلد عربى أو إسلامى جهاز يراقب الناس مراقبة المَلَكين، ويسجل عليهم مكالماتهم، ويتجسَّس على عوراتهم، أو على الأقل يفعل ذلك مع المغضوب عليهم والضالين من الشعب، الذين تعتريهم هلوسات الحرية، ووسوسات التغيير؟

يتكلمون عن ثروة زين العابدين وحسنى مبارك وعلى عبد الله صالح ومعمر القذافى، وأنها بلغت مليارات، وعشرات المليارات، ومئات المليارات، فهل تقل ثروة بقية القادة العظام - الذين عبروا عن احترامهم لإرادة الشعوب الثائرة - عن ثروة هؤلاء؟

يتحدثون عن وحشية القذافى فى التنكيل بشعبه، ولو فكرت بعض الشعوب مجرد تفكير أن ترفع رأسها لتطالب بعشر معشار حقوقها الضائعة، لوجدنا أكثر من قذافى، وربما من هو أشد وحشية ودموية منه.

يصدق فيكم قول المسيح: مَن كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر.

أيام الثورة المصرية خرج المسؤولون الإيرانيون بمختلف مستوياتهم، من المرشد الأعلى فمَن هو دونه، يحيُّون الثورة المصرية ويرحِّبون بها، وما هى إلا أيام حتى كانوا يقمعون المتظاهرين فى شوارع طهران، كما قمعهم مبارك فى شوارع القاهرة.

يا أيها السادة المسئولون، والقادة المبجلون، والساسة الملهمون: إن شعوبكم لا تريد منكم احتراما لخيار الشعب المصرى، ولا التونسى، ولا اليمنى، ولا الليبى، ولا إرادة أى شعب فى العالم، فقط احترموا إرادة شعب واحد فى العالم، هو الشعب الذى تحكمونه.

وإلا فلنهتف جميعا: يسقط بوش.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة