تعلم قول"لا".. هذه الكلمة البسيطة قد تغير حياتك إلى الأبد.. فقد تغيرت أمم، وهدمت دول، وأنشئت أخرى بهذين الحرفين.
أعلم أن نطقها قد يكون صعبا للكثير منا، ولكن الإحجام عن قولها خطأ كبير، فنحن عندما نقول "نعم"، بينما نريد أن نقول "لا" نخسر أنفسنا قبل أن نخسر الآخرين الذين كانوا السبب فى عدم قولنا "لا"، لذلك عليك أن تصرخ بكلمة "لا" عندما تريد ذلك، حتى لا يحدث صراع داخلك، ويسبب لك الكثير من التعاسة.
فكلمة "لا" هى الكلمة السحرية التى تحميك، وتقف ضد الظلم، وتعبر عن الحرية، عندما تخرجها بصدق، وخير مثال على ذلك "لا" التى قالتها "روزا باركس" فى إحدى ليالى شهر ديسمبر 1955، للرجل الأمريكى الأبيض الذى كان يريد أن يأخذ مقعدها الذى تجلس عليه، ورفضت روزا أن تترك له مقعدها، وقالت "لا" بصدق، فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة، كى تحقق مع تلك المرأة السوداء التى أزعجت السادة البيض، وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولارا، نظير تعديها على حقوق الغير!
ومن هنا انطلقت الشرارة فى سماء أمريكا، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة، واستمرت حالة الغليان مدة كبيرة، امتدت لـ 381 يوما، وأصابت أمريكا بصداع مزمن.
وفى النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذى نصر روزا باركس فى محنتها، وتم إلغاء ذلك العرف الجائر، فكانت كلمه "لا" والتى قالتها امرأة من العامة، لا حول لها ولا قوة، كانت سببا فى تغيير الكثير من الأعراف والقوانين العنصرية بأمريكا، ذلك لأنها قالتها بصدق ينبع من داخلها، عندما صرخت بها كانت تريد أن تقولها، فحصلت على أكثر من المقعد الذى لم تكن وقتها تحلم بغيره.
حصلت على وسام الحرية الذى أهدته لكل بنى جنسها، عبر كلمة "لا"، ولكى تحصل أنت أيضا على هذا الوسام، عليك أن تتعلم كيف تقول "لا" بصدق.
فهل تستطيع؟
مارتن لوثر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة