سعيد شعيب

"عادى إحنا رجعنا زى ما كنا"

الجمعة، 22 أبريل 2011 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أقصد من هذا العنوان جر نفسى أو جرك إلى الإحباط واليأس، بل العكس تماماً، فرؤية الحياة كما هى ربما تدفعنا إلى تغييرها إلى الأفضل، أما عجنها بالأوهام، فأظن أن هذا هو ما يزرع اليأس، ففى النهاية الأوهام لا تصمد أمام واقع قاس نراه ونعيشه يومياً.

الجانب المضىء أن هناك ثورة عظيمة حدثت فى مصر، وأنها أزاحت نظام حكم مستبد، وأنها فتحت أفقاً لانهائياً لدولة العدل والحرية التى نتمناها جميعاً. والجانب المضىء أيضاً أن هذه الثورة أخرجت أثناء وقوعها أجمل ما فى المصريين، فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر، بل ودعنى أقول فى كل حارة وشارع فى بلدنا، وكل منا لديه ذكريات جميلة ونبيلة حدثت فى بيته أو عمارته أو الشارع الذى يسكن فيه.

لكن الجانب المعتم، هو أننا بعد الثورة عدنا كما كنا قبلها، فما زال هناك تطرف، وما زال هناك استبداد، لا أقصد استبداد السلطة التى كانت حاكمة، ولكن ولع قطاعات غير قليلة من المجتمع بالاستبداد، عدنا كما كنا يكره بعضنا النظام والقانون، نحاول الالتفاف عليه، بل وبعضنا يفرح بانتهاكه، وبعضنا يشعر بالزهو لأنه زرع خوازيق فى الشارع حتى ينتزع جزءًا منه يركن فيه سيارته.

بل دعنى أقول إننا أصبحنا أسوء مما كنا عليه قبل 25 يناير، فكل ما كان تحت رماد الاستبداد خرج، فإذا كانت هناك مهابة للقانون والدولة، فقد ضاعت، وإذا سألت أحداً مثلاً لماذا تركن سيارتك صفا ثالثا ورابعا، أو صرخت فيه لماذا تكسر الإشارة، ينظر لك بلا مبالاة، وربما يقول لك "دى ثورة يا باشا".

هذا يعنى أن الاعتقاد بأن الثورة ستجعل المجتمع ملائكياً مجرد أوهام، فمشكلة مصر لم تكن فقط فى مبارك ورجاله، صحيح أن إزاحتهم فتحت طريق التقدم، لكن الوصول إلى دولة الحرية والعدل مشوار طويل يحتاج إلى تغيير المجتمع، وهذا لن يتم إلا بتغيير كل آليات الاستبداد، إنه عمل جاد وطويل، ومن نعم الله علينا أن النجاح فيه ممكن.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة