يبدو أن أثيوبيا بدأت فى تنفيذ السيناريو الذى خطط له مكتب استصلاح الأراضى الأمريكى خلال الخمسينات للسيطرة على النيل، وبناء 33 سداً للتحكم فى مياه روافد نهر النيل بالهضبة الأثيوبية، فقد قررت أثيوبيا بناء سدين إضافيين لتوليد الطاقة الكهربائية على نهر النيل، بجانب مشروع سد الألفية العظيم، وتقوم فى الوقت الحالى بإعداد دراسة جدوى فى هذا الصدد.
ويتمركز هذان المشروعان "السدان الجديدان محل الدراسة" "ماندايا" و"بيكو أبو" على النيل الأزرق فى أثيوبيا، وتحديداً على نهر "أباى" الرافد على الذى يبعد حوالى 20 كيلو متراً من الحدود الأثيوبية مع السودان شمال العاصمة أديس أبابا.
إعلان أثيوبيا عن مشروعاتها بشكل متتالى، خاصة فى الوقت الحالى، يستدعى وقفة صارمة من الحكومة المصرية للمحافظة على أمن مصر المائى - يرى الدكتور هانى رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الموقف الأثيوبى الحالى يبدو واضحاً، خاصة بعد رفضهم الإفصاح عن أى معلومات حول سد الألفية العظيم الذى سيتم بناؤه على "النيل الأزرق" إلا بعد توقيع مصر على الاتفاقية الإطارية، وهو ما يقوم على فكرة ابتزاز مصر، حيث تتصرف أثيوبيا بشكل منفرد، وتقوم ببناء سلسلة من السدود.
ويحذر رسلان من الموقف الحالى واصفاً إياه بـ "شديد الخطورة"، ولا يتوافق مع القانون الدولى الذى يحتم على الدول المشتركة فى نهر واحد ألا تلحق الضرر بالدول الأخرى، وأن تتعاون معها فى هذا الاتجاه.
ويضيف رسلان بأن ربط أثيوبيا الإفصاح عن معلومات حول "سد الألفية العظيم" ليس له معنى سوى أنه "ابتزاز سياسى"، لأن الجانب الأثيوبى يرى أن مصر تمر فى الوقت الحالى بمرحلة ضعف نتيجة الوضع الداخلى، وهو ما تستغله لإملاء شروطها، وهذا الموقف يتجاوز قضية المياه إلى محاولة أثيوبيا أن تكون اللاعب الإقليمى الأكبر فى منطقة القرن الأفريقى وحوض النيل، وذلك على حساب المكانة المصرية وهو غير مقبول، ويستلزم أن تتخذ مصر القرارات المناسبة للتعامل مع المواقف الحالية بغض النظر عن الوضع الراهن الذى تمر به على المستوى الداخلى لأن ما يحدث ضرب فى صميم الأمن القومى المصرى وتهديد لمستقبل مصر وقدرتها على البقاء والنمو.
ويستكمل رسلان قوله إنه من الملاحظ أن الإعلان المتوالى والسريع عن المشروعات الأثيوبية بدأ فى الظهور بعد أحداث 25 يناير، وهو ما يؤكد أن مصر فى موقف ضعيف وهو ما يبدو واضحاً لأثيوبيا.
ويؤكد رسلان أن رسالة أثيوبيا لمصر، والتى جاءت على لسان سفيرها بفتح صفحة جديدة هى دعاية إعلامية لا قيمة لها.
يذكر أن أثيوبيا وضعت حجر الأساس لبناء "سد الألفية العظيم" الذى كان يعرف باسم مشروع "إكس" على بعد ما بين 20 إلى 40 كيلو متراً شرق الحدود الأثيوبية السودانية على "النيل الأزرق"، لرفع إنتاج الطاقة الكهرومائية لديها إلى 10 آلاف ميجاوات خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يقدر بخمسة أضعاف حجم إنتاجها الحالى، حيث تتوقع أن تنتج تلك المحطة 5250 ميجاوات من الكهرباء، وجاءت التأكيدات الأثيوبية أن هذا المشروع يحقق مزايا لدولتى المصب، "مصر والسودان" لأنه سيزيد من إمكانية حصولهم على إمدادات الطاقة النظيفة بأسعار تنافسية.
وأن بناء هذا السد سيتسبب فى تراجع تراكم الطمى وراء سدود الرى بالبلدين، وتراجع معدل تكرار الفيضانات، وبالتالى انخفاض الفاقد فى موارد المياه.
ويتوقع أن يحجز "سد الألفية العظيم " 62 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعد تقريباً ضعف بحيرة تانا، ومن الطبيعى أن يستغرق الأمر سنوات ليصل إلى كامل قدرته من حيث حجز هذه المياه.
بعد إعلان أثيوبيا بناءها سدين على النيل الأزرق إلى جانب "الألفية".. خبراء يرون أنها تنفذ مخططها القديم لبناء 33 سداً.. وهانى رسلان: أديس أبابا تستغل الوضع الداخلى لمصر.. وموقفها يتجاوز قضية "المياه"
الجمعة، 22 أبريل 2011 09:30 ص
ملس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة