قال الأديب السودانى، طارق الطيب إن ديوانه "ليس إثما" بدأ بفكرة التضاد مع ديوانه السابق "بعض الظن"، وقرر أن يعيد كتابة قصائده بشكل عكسى أثناء وجوده لفترة طويلة فى مدينة "أيوا " الأمريكية، مشيراً إلى أن الديوان اكتملت قصائده فى أربع دول مختلفة، خلال تنقله بين أمريكا وأسوان وتونس وفيينا.
وأضاف الطيب أنه حاول أن يكتب فى القاهرة ولكنه لم يستطع، وقال مداعباً أثناء حضوره أمسية بدار آفاق، أمس الخميس، "كتبت عن القاهرة أكثر ما كتبت فيها".
ورد الطيب على تعقيب للروائية أمينة عز الدين، بأنها أصيبت بصدمة إنسانية من النصوص وشعرت كأنها شعر مترجم من لغة أجنبية، قائلاً "من الطبيعى أن تختلف لغتى بعد إقامتى لمدة 27 سنة فى النمسا، وكنت أحاول الاعتناء باللغة العربية لأقصى درجة فى كتاباتى لأنى أستغرق معظم أوقات اليوم فى الحديث بالألمانية.
وأضاف، رغم وجودى فى النمسا لفترة طويلة كان من الصعب أن أكتب عن هذه العوالم بسرعة واحتفظت بمخزون تراثى خرج فى كتاباتى، وقد نجد فى "ليس إثما" نصوصًا عن عوالم غير معلومة للقارئ العربى، وأيضاُ مصطلحات تناولتها مجهولة للقارئ الغربى.
وتابع الطيب: فى بداية وجودى فى أوروبا مكثت 13 عاما لا أستطيع أن أكتب عن المجتمع هناك، وكنت أسترجع ذكريات من السودان والقاهرة بعد أن قابلت صدمة لغوية، ولم أكن قد أتقنت الألمانية بعد، وكنت أقرأ أى شىء يقع تحت يدى مكتوبًا بالعربية، حتى روشتات الأطباء، ولم تكن وقتها هناك أى مجلات عربية تصل إلى هناك، ولكن خلال السنوات العشر الأخيرة بدأت أكتب عن المجتمع فى النمسا من الداخل، وتعجب القراء هناك، كيف لى أن أكتب عن القرى هناك بهذا التفاعل.
وأبدت الناقدة شيرين أبو النجا إعجابها بالتكثيف فى قصائد الطيب والعودة الواضحة للصورة الشعرية الكلاسيكية لقصائد تنسب إلى قصيدة النثر، التى أخذت أشكالاً أخرى بخلاف الكلاسيكية تحت مسمى الشعر الحديث، وقالت: "الصورة هنا تقيم علاقة مع المتلقى وإن كان جزء منها تجارب إنسانية عاشها الشاعر نفسه".
واختلف الشاعر عبد العزيز موافى مع أبو النجا حول وجود الصورة الشعرية، لأنه شعر أن الطيب رسم دائرة، ووضع كلمة الإثم فى المركز وأخذ يدور حولها، وكأن الديوان عبارة عن قصيدة واحدة تدور حول كلمة "ليس إثما" التى تبدأ بها كل قصائد الديوان دون أن يكون فيها نوع من التطور الدرامى، مشيراً إلى أن الشاعر نجح فى نقل تجربة إنسانية فى القصيدة ولكنه لم يخلق عالمًا متناسقًا فى الديوان.
وقال القاص سعيد الكفراوى، إن الديوان مشغول بسؤال الجدل ونظرة الآخر الغريب، ورغم إقامة الطيب الطويلة فى أوروبا إلا أن ذكرياته واستحضار الجدة وتعامله مع التراث فى وصف واقع التجربة وتدوين الملاحظات، يعكس معايشته فى بلاد الغربة، ولم تكتنف الضبابية نظرته فى التعامل مع الواقع فى النمسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة