منذ صدور وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا عام 1917 بتمكين يهود بنى صهيون من كيان دولة موضعه فلسطين العربية، وبدأت المشكلات تتسلل وتنهك عظام هذا الوطن، فقامت ثورة (1919) من أجل طرد الإنجليز، وقيام دستور للبلاد، والاهتمام بالجيش، ووقف تدفق الصهاينة للأراضى العربية فى فلسطين.
تجمع العرب فى حرب كبرى عام 1948 بقيام جيوش جرارة من شتى الأقطار العربية لوضع نهاية لتلك الأسطورة المزعومة، وكاد ذلك أن يحدث لولا الخيانة العظمى التى حدثت جراء مؤامرة صهيونية بريطانية صادفت الهوى العربى لدى بعض القادة فى ظل الاحتلال، فعادت الجيوش إلى كتائبها واستقوى الصهاينة وحصنوا أنفسهم تحسباً لأى معارك قد تأتى بعد اليوم.
إن السبب الرئيسى فى قيام ثورة يوليو هو الخيانة التى ألمت بالجيش ومحاولة البحث وراء خيوط هذه المؤامرة فى ظل بلاط ملكى كان يعج بالمشكلات والفتن والاضطرابات، ومن يومها وخاض العرب حروباً مع هذا الورم السرطانى التى استفحل فى الجسد العربى حتى تمكن منه، وكل علاج كيماوى أو إشعاعى لا يصل إلى كبد الهدف، أما ما يحدث من انتهاكات يومية لشعبنا الأعزل فى فلسطين بتجريف طرقاته وقتل زهرة شبابه وذبح كرامته فهذا ما لا نرتضيه ولا يقبله الدم العربى.
إن مظاهرات المئات من الشعب المصرى أمام سفارة الصهاينة بالقاهرة مؤخرا تعبير دقيق عن حجم المعاناة التى يعيشها شعبنا العربى فى فلسطين المحتلة.
آن الأوان لإيجاد وقفة فاصلة مع هؤلاء المعتدين، فى ظل الصحوة التى تشهدها البلاد العربية من ثورات أطاحت برءوس النظام وهى قدرة شعبية وإرادة استجاب لها القدر.
وستعلم إسرائيل أى منقلب ينقلبون فى الجحيم، بالفعل وليس بالأقوال الحنجورية، وسيرفع إخواننا فى غزة والضفة رءوسهم وسيمشون فى الأرض مرحاً مهما طال ليل الاحتلال.
لا تنزعجوا – أيها العرب – من مفاعل ديمونة الفرنسى المهدى للصهاينة، ولا يخيفكم سلاح الدمار الشامل، ولا يجرمنكم شنأن قوم عبدوا غير الله، وعثوا فى الأرض مفسدين، سكارى وعرايا مبددين قيم السماء فى الوحل والطين، والله غالب على أمره، هو نعم المولى ونعم النصير.
* نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة