أكد الكاتب وحيد حامد أنه متوقف عن الكتابة الآن، لأنها تحتاج إلى تأمل ورؤية سليمة، وهذه المواصفات لا تنطبق على الأجواء التى نعيش فيها، بسب تلاحق الأحداث وقلق الجميع مما هو قادم، مشيرا إلى أن الشعب قام بالثورة للخلاص من نظام حكم وإسقاطه بكافة رموزه، وهذا ما قد حدث بالفعل، لذلك لابد أن يتجه الجميع إلى العمل حتى يقف الاقتصاد على قدميه مرة أخرى، فالتغيير يتطلب وقتا طويلا، "لأننا مش بنقلى بيض"، مشيرا إلى أنه من الظلم الكتابة الدرامية عن الثورة الآن، لأن صورتها لم تكتمل بعد.
وصرح حامد خلال حواره مع برنامج "مصر النهاردة" مساء أمس الأربعاء أن المأساة التى تعيشها محافظة قنا الآن شىء مزعج للجميع، حيث إن الأخطاء تتجلى فيها من كل الجوانب بداية من الإعلام الذى ينافق ويطلق عليها فتنة طائفية.
وأكد أن الخطأ قد وقع بالفعل وتم "تسخين" الحطب بشكل جيد وشحن الأهالى، والأسوأ هو ذهاب وزيرى الداخلية والتنمية المحلية لحل المشكلة، وفشلهما فيها، ثم يتم إرسال شيوخ السلفية الذين من الممكن أن يحدثوا ردة فعل عكسية، بالإضافة إلى أن ذهابهم يحمل رسالة ضمنية، وهى أن الحكومة فشلت فى حل الأزمة والشيوخ هم من ينجحون، أى ترك الحكم للشيوخ طالما أنهم قادرون على فعل ما عجزت عنه الدولة، مشيرا إلى أن الحل ليس فى الحكومة أو الدين، وإنما فى أعمال القانون وتطبيقه واحترامه وأن كرامة الشعب فوق كرامة الحكومة والتراجع فى القرارات الخاطئة لا يعد عيبا أو خطيئة.
ويضيف، لكن هناك ما هو أخطر من ذلك ويعد طامة كبرى تجاوزت الحدود فيمن يطالبون بمنع بعض القضاة من ممارسة مهامهم والتشكيك فى نزاهتهم، والمطالبة بعد نظرهم القضايا، لأن القضاء من المقدسات التى لا يجوز المساس بها مثل القانون والدستور، مشيرا إلى حدوث تجرأ غير منطقى ولا يستند على أى قيمة عاقلة، بل هو خرق للقوانين، لأن من يتهمون القضاء بالتباطؤ لابد أن يمنحوا المتهم حقه فى أن يأخذ وقته كاملا للدفاع عن نفسه.
ووصف حامد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، وحكومته بأنهم يتعاملون بمثالية زائدة ويسيرون عليها ويخيل لكل الشعب أنهم لا يريدون إثارة غضب أحد وهذا لا ينفع لأنه من الصعب إرضاء كافة المواطنين، ولابد أن يكون الهدف هو تحقيق مصالح الوطن ولابد أن تكون للحكومة قبضة قوية بالقانون.
مضيفا أن الجيش حتى هذه اللحظة يحسب له أنه ظل يعمل كحامٍ للشعب دون ارتكاب أعمال عنف ضده، بل إن الجيش خسر بعض رجاله كشهداء، وهذا يدل على أن هناك أفراداً فى الشعب لا يقدرون الثورة ويرون فيها مجالا للسلب والنهب والبلطجة، فميدان التحرير وجميع الكبارى من حوله تم احتلالها بشكل عشوائى من الباعة الجائلين الذين كانوا يمثلون ثلث المتجمهرين فى ميدان التحرير.
وأكد الكاتب وحيد حامد أنه لا يجوز إطلاق مصطلح الثورة المضادة على ما يحدث الآن، لأن الثورة هى التى تقوم على تطهير الفساد والتخلف وثورة 25 يناير لم تكن شيئاً فاسداً لتقوم ضدها ثورة أخرى، وإنما هى قوى مضادة ومناهضة لإنجازات الثورة وتخف رويدا روايدا وتتراجع، ولكن ليس بسهولة ولابد من عدم الخوف منها.
وانتقد حامد احتلال أخبار سجن طره الصدارة فى الجرائد ووسائل الإعلام المختلفة، رغم أنه ليس أهم شىء الآن فلندع القضاء يعمل ونلتفت للاقتصاد والتعليم والصحة والطرق والمجتمع، لإعادة بناء الدولة، مشيرا إلى أن أخبار المحاكمات ورموز النظام السابق المحبوسين فى سجن طره لها جانب إنسانى، لأنه لم يكن أى فرد من الشعب يتصور أن يصل هؤلاء الشخصيات لهذا الوضع الآن.
وعن الأعمال الدرامية وتجسيدها للواقع الذى نعيشه الآن أكد حامد أنه أشار فى فيلمه "النوم فى العسل" إلى العجز السياسى باستخدام العجز الجنسى ومراحل الفيلم وتطورها توضح أننا نعيش قضايا سياسية دون وجود حلول لها، مضيفا أن فيلم البرىء، فقد تم حذف 25 مشهدا منه، وفيلم "معالى الوزير" يجمع كل الموجودين، الآن فى سجن طره، مؤكدا أنه عندما يصدر القضاء كلمته بشأنهم سيفصح عن جميع الأسماء التى شملها الفيلم وموجودة فى الواقع، ومنهم وزير رحل عن عالمنا، وكان يضع أمواله فى بنوك سويسرا ببصمة الصوت وضاعت مع وفاته، وأضاف أنه فى فترة الثمانينات فقد تم إصدار أفلام تنطبق على واقعنا الآن، ومنها الراقصة والسياسى والغول واللعب مع الكبار وكشف المستور.
وعن مسلسل الجماعة أوضح حامد أنه تعامل بحيادية وأمانة فى كتابته ومصادره جاءت من كتب الإخوان أنفسهم، مشيرا إلى أنه انتهج فكر أن الإخوان لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ورغم ذلك كانوا أشد الناس غضباً من المسلسل، مضيفا أنه لم يكن رحيما مع الحزب الوطنى أيضا لدرجة أنه علم أن جمال مبارك كان يناقش قيادات الوطنى لمنع إذاعة المسلسل، مؤكدا أنه كان يكتب سيناريو الجزء الثانى من المسلسل، إلا أن أحداث الثورة دفعته للتوقف مؤقتا، مضيفا أنه لا يكتب بشكل عشوائى وإنما يدرس الموضوع جيدا.
وأضاف حامد أنه فى فيلم عمارة يعقوبيان عندما أظهر مشاهد تعذيب داخل أمن الدولة لاقى ترحيبا كبيرا وشكرا هائلا من الإخوان قائلا: "الإخوان لهم طبيعة خاصة عندما تشكر فيهم يحبوك ويمجدوك وتبقى يا حلاوتك يا جمالك ولما تنتقدهم يكدبوك ويعادوك ولا يقبلون النقد".
وحيد حامد لمصر النهاردة: من الظلم الكتابة عن الثورة الآن
الخميس، 21 أبريل 2011 09:27 ص