محمد حمدى

فك وتركيب العالم العربى

الخميس، 21 أبريل 2011 01:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش العالم العربى لحظة فارقة فى تاريخه، تكاد تكون الأصعب على الإطلاق، حيث يبدو المستقبل غائما، مع عودة مشاريع قديمة للظهور، تهدد الخارطة العربية، وتجعل البلدان الكبيرة مثل مصر والسعودية والعراق وليبيا واليمن والسودان وسوريا قيد إعادة الفك والتركيب.

وإذا كان مشروع تفكيك السودان وتقسيمه قد انطلق فعليا باختيار أهل الجنوب الانفصال عن الشمال، وتقسيم العراق فعليا على الأرض، فإن ليبيا تبدو أقرب الدول العربية الآن للتقسيم إلى دولتين، إحداها عاصمتها بنغازى تضم شرق ليبيا، والأخرى عاصمتها طرابلس تضم غرب البلاد.

ومن يتمعن فى سيناريو العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلنطى فى ليبيا، يلاحظ أنها تحافظ على استراتيجية ثابتة، تقوم على إضعاف قبضة القذافى، لكنها لا تعمل على هزيمة قواته وتفتيتها، ومنذ عدة أسابيع يبدو أن الضربات الغربية تركز على تقسيم الأرض الليبية، فقبل أسابيع انهزمت قوات القذافى فى البريقة والزاوية وزحف المعارضون باتجاه سرت مفتاح الغرب الليبي، فرفعت قوات الأطلنطى الغطاء الجوى عن المعارضين، فعادت قوات القذافى من جديد لتستعيد الزاوية، وتظل عمليات الكر والفر حول إجدابيا والبريقة فقط، فيما يوحى بأن الهدف ليس تأمين المدنيين أو التدخل فى النزاع بين المتخاصمين، وإنما إبقاء حالة تقسيم ليبيا الحالية على أوضاعها.

فى اليمن تبدو المخاوف شديدة من استمرار النزاع بين الموالين للرئيس على عبد الله صالح ومعارضيه، وقد يقود إلى تفكيك اليمن، ليس فقط إلى دولتين كما كان قبل الوحدة، وإنما إلى ثلاث دويلات على الأقل أو أربعة، إذا أخذنا فى الحسبان أن الحوثيين الشيعة يمتلكون السيطرة الفعلية على مساحة متماسكة من الأرض، فى نفس الوقت الذى يمكن فيه لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة تحظى بدعم عدد من القبائل اليمنية انتزاع قطعة من الجنوب، وإقامة دولة إسلامية سنية جهادية فى الجنوب.

وتبدو سوريا أيضا قابلة للتفكيك وإعادة التركيب فى ظل التنوع الدينى والعرقى بين علويين وسنة، وعرب وأكراد، وهو ما ينطبق على السعودية التى ينشط فيها الشيعة فى المنطقة الشرقية.

أما مصر فإن الوضع النوبى فيها يبدو مقلقا خاصة، وأن أحلام إقامة دولة نوبية فى جنوب مصر وشمال السودان مطروحة أيضا، وقبل سنوات أثارت تقارير غربية قضية بدو سيناء، وتحدثت عنهم باعتبارهم حالة قابلة للانفجار والتفكيك من بدن الدولة المصرية.

العالم العربى يتغير ويغلى وينفجر، وهنا يبدو دور المثقفين والسياسيين العرب مهما فى احتواء هذه المخاطر، والتفكير بشكل عملى فى التصدى لها قبل أن نصحو من نومنا لنجد كل هذه الدول تعيش حروبا أهلية، تستدعى التدخل الغربى لإعادة رسم الخارطة العربية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة