أكد الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الإخوان لا يسعون لأغلبية الأصوات بمجلس الشعب، و"لكن نريد برلمانا يسعى لتحقيق مطالب الثورة"، موضحا أن الإصلاح له منهج عند الإخوان المسلمين، ويبدأ ذلك عن طريق إصلاح الفرد، مضيفاً: "الإخوان المسلمين يعتبرون الإصلاح هو إصلاح النفس أولا، ونحن فى حاجة إلى فضل الله علينا، والإرادة وحدها لا تكفى فى المرحلة القادمة، بل نحتاج أيضا إلى الوفاء".
وأشار عزت على هامش مؤتمر حاشد عقدته جماعة الإخوان المسلمين بقاعة المؤتمرات بجامعة طنطا، حول دور الشباب فى حماية الثورة، بحضور الدكتور مصطفى الغنيمى أمين عام نقابة الأطباء بالغربية، وعضو مكتب الإرشاد، والشيخ السيد عسكر عضو الجماعة والنائب السابق عن دائرة طنطا، إلى أن الظروف الدولية حاليا تدعو إلى المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وعلى العالم كله أن يراجع حساباته بعد الثورة، لأن جهد الشباب هو الذى سيثبت للعالم أجمع أن الحياة اختلفت.
وعن الإصلاح الداخلى قال عزت: على كل مؤسسة، وكل فئة أن تسعى إلى تحقيق دورها فى مشروع النهضة، ولن تستطيع جماعة الإخوان المسلمين أن تقوم بذلك وحدها، ولدينا منهج ليس سياسيا فقط، ولكن نحمل مشروعا للنهضة، ولا يمكن أن نحققه بمفردنا ولا الأحزاب بمفردها، ولكن يجب التعاون مع هيئات المجتمع المدنى، ووجود صيغة من العقد الاجتماعى، لأن الإسلام دين للمسلمين وحضارة لغير المسلمين.
وأشار إلى أن الإخوان ليسوا حريصين على أن يتواجدوا فى الأماكن التى يتنافس عليها الجميع، لكن يريدون التواجد فى المؤسسات، لأن ذلك يجعل المؤسسات تقوم بدورها الصحيح، لافتا إلى أنه فى المرحلة المقبلة نريد أن يسترد الشعب حريته، ويكون هناك برلمان منتخب يعبر عن الإرادة الشعبية، ويضع دستورا جديدا يمكننا من مراقبة الحكومة.
وعن الفتنة الطائفية أكد نائب مرشد الإخوان، أن القرون الطويلة الماضية كان عليها أن تذيل كل الشبهات بين المسلمين والمسيحيين، ولكن هناك قوى عالمية تريد أن تشعل نار الفتنة الطائفية بين مسلمى ومسيحى مصر، وما تردد بأن الإخوان يريدون فرض الجزية على غير المسلمين هو كلام عجيب، ليس له أى أساس من الصحة.
وعن فكرة تطبيق الدولة المدنية، أشار الدكتور محمود عزت إلى أن الدولة الإسلامية هى دولة مدنية، ويعنى ذلك اختيار الحكام والقدرة على مراقبتهم ومحاسبتهم، وأيضا وجود عقد بين السلطة والشعب، وهو ما يعنى العقد الاجتماعى لأن الحاكم أجير عن الأمة، ولم ينص الإسلام على أنه عقد مؤبد، والدولة المدينة والإسلامية تطالب بتداول السلطة والفصل بين السلطات "القضائية – التنفيذية – التشريعية"، لافتا إلى أن الدولة الإسلامية بطبيعتها دولة مدنية.
وعن موقف الإخوان من الانتخابات الرئاسية، أعلن أن الإخوان ابتعدوا عن الترشح للرئاسة، لأن بطبيعة الأمور الفترة المقبلة تريد تغير الدستور حتى يصبح النظام فى مصر نظاما برلمانيا، وأى رئيس سيأتى فى هذه المرحلة لن يستطيع أن يقدم للناس ما يريدونه، لأن هناك سقفا فى المطالب لا يستطيع أحد تحقيقه سواء إخوان أو غيرهم، والمطلوب من الرئيس القادم أن يمكن لحالة من الحرية تجعل الانتقال تدريجيا.
وتابع: "حتى الآن لا يوجد مرشح للرئاسة مناسب، وبعد انتخابات مجلس الشعب والشورى ستظهر شخصيات أخرى، ولا نريد أن نعد الشعب بوعود لا يمكنا تحقيقها، لأنها مرحلة انتقالية وسيكون لنا تحركات حتى نمكن الشعب من اختيار الشخصية التى توافق المرحلة القادمة".
وقال الدكتور مصطفى الغنيمى عضو مكتب الإرشاد، إن الـ30 عاما الماضية دخل المعتقل ما يقرب من 50 ألف شخص، والكثير منهم لقى مصرعه نتيجة التعذيب، وكان هناك مخطط لإقصاء الشباب عن المشاركة، مضيفاً: نحن كجماعة الإخوان المسلمين كنا نتمنى ما حدث فى ثورة 25 يناير.
وعن موقف الإخوان من الجماعات الإسلامية الأخرى والسلفيين، أكد الشيخ السيد عسكر أن أول من أطلق شعار "نلتقى فيما اتفقنا عليه ونعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه"، ليس الإمام حسن البنا، ولكن الشيخ محمد رشيد تلميذ الإمام محمد عبده، ونظرة الإخوان إلى الجماعات الأخرى على أنها جماعات دعوة كل بقدر ما يفهم، لكن ينبغى أن يكون هذا العمل بعيدا عن التعصب، لأن التعصب فى أى جماعة يعنى تمزيق الأمة، ويسعى الإخوان إلى لم الصف وتوحيد الجماعات الأخرى، وأن تكون النظرة الى الإسلام نظرة شاملة.
الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة