دندراوى الهوارى يسأل:لماذا دقت حكومة "شرف" طبول الحرب فى قنا؟ولماذا حولت الحكومات قنا إلى مقبرة لدفن الفاسدين والمهملين وترضية المعارضين؟..وهل التحرير أصبح كعبة تُجاب فيه الدعوات وتُلعن بـ"الجبلاو"؟

الخميس، 21 أبريل 2011 04:54 م
دندراوى الهوارى يسأل:لماذا دقت حكومة "شرف" طبول الحرب فى قنا؟ولماذا حولت الحكومات قنا إلى مقبرة لدفن الفاسدين والمهملين وترضية المعارضين؟..وهل التحرير أصبح كعبة تُجاب فيه الدعوات وتُلعن بـ"الجبلاو"؟ رئيس الوزراء د.عصام شرف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


دندراوى الهوارى
حكومة "الثورة" التى اكتسبت شرعيتها من ميدان التحرير، عندما قررت إخراج لسانها، و"تحمير" عينيها، لم تجد إلا أبناء محافظة قنا لتمارس معهم هذه الطقوس، وتفرد ريشها على استقامته، وتتعامل مثلما تعاملت كل حكومات مصر عبر عصورها المختلفة، فى غسل أيديها من الفاسدين، والمهملين، وترضية المضطهدين، عبر الممرات المائية القنائية، وكأن قنا عبارة عن "مزرعة" لا ينبت فيها إلا النباتات والأعشاب الشيطانية"، ولا يستحق أبناؤها زرعاً يثمر لهم الخير الوفير.

عندما يُهمل طبيب فى أداء عمله يتم مجازاته بنقله إلى قنا، وعندما يُضبط موظف يرتشى يتم مجازاته ونقله إلى قنا، وعندما يمارس ضابط شرطة التعذيب ضد الأبرياء فى الأقسام المختلفة، يتم نقله إلى قنا، وعندما حاول النظام السابق أن يُرضى الكنيسة بتعيين الأقباط فى المناصب المهمة، لم يجد إلا قنا وعين محافظ قبطى، وهو اللواء مجدى أيوب، وعندما جاءت حكومة الثورة، سارت على نفس نهج كل حكومات العهود الغابرة، وعينت محافظا قبطيا أيضا.

لا يمكن أن تتحول محافظة ما إلى ملاه تمارس فيها الأنظمة والحكومات المتعاقبة لعبة ترضية معارضيها، وتحويل أراضيها لمقابر دفن فاسديها ومهمليها، منذ ثور 1919 وحتى 25 يناير 2011، ونطلب من أهلها أن يسيروا على شريعة السمع والطاعة، وعندما يهبون غاضبين، محاولين كسر القيود والتمرد على تابوهات الذل والهوان والتراجع والتخلف، توجه إليهم تهم الخروج على الشرعية، ويقرر مجلس وزراء عصام شرف تفويض وزير داخليته منصور العيسوى، ابن محافظة قنا السابق والأقصر الحالى، لمواجهة تظاهرات القنائيين، وإعادة هيبة الدولة على جثثهم وأشلائهم ليسطر "شرف" أولى خطوات إعادة هيبة حكومته بدماء القنائيين.

وعندما ذكرنا من قبل أن "شرف" وجميع أفراد حكومته لا تتجاوز معرفتهم بتركيبة الخريطة الجغرافية والسكانية حدود ميدان التحرير، فإنها ترسخت هذه الحقيقة على الأرض عندما قرر مجلس الوزراء تفويض وزير الداخلية لاتخاذ اللازم مع المتظاهرين فى قنا، وكشف القرار أيضا أن شرف وحكومته ليس لديهم معرفة جغرافية فحسب، ولكن لم يقرأوا التاريخ، وتعاملوا معه على أنه"ماضى مالنا وماله ما نسيبه فى حاله"، مع أنهم لو عادوا للوراء إلى أوائل التسعينيات فقط وقرأوا أن جميع المواجهات الأمنية، التى كانت فى عنفوانها حينذاك باءت بالفشل الذريع ضد الجماعات المتشددة والمتطرفة فى جنوب الصعيد بشكل عام وقنا بشكل خاص، فاستعانت بالعائلات والقبائل، وتمكنت هذه العائلات _ وليس حبيب العادلى عندما كان رئيسا لجهاز أمن الدولة ثم وزيرا للداخلية_ من القضاء على رءوس هذه الجماعات، وطفت أسماء بارزة من أبناء العائلات كان لها الدور الأبرز فى إعادة بسط نفوذ الأمن والأمان والقضاء على الإرهاب، ومنهم خط الصعيد نوفل سعد ربيع ابن قبيلة هوارة فى محافظة قنا، وعزت حنفى ابن النخيلة مركز أبوتيج بأسيوط.

وبالتدقيق فى التاريخ، يتبين أن القبائل والعائلات هى التى دافعت وفرضت أطواق الأمن والأمان على مراكز الشرطة ومديريات الأمن فى قنا وسوهاج وأسيوط، ودافعت ومازالت تدافع عنها بعد الانفلات الأمنى، عقب انسحاب الشرطة من الشارع يوم 28 يناير الماضى، لذلك فإن عائلات وقبائل قنا تحديدا لديهم قدرة فائقة فى رسم الخريطة الأمنية وتطبيقها بكل قوة على الأرض وليس لجهاز الشرطة أى دور إلا لإضفاء الغطاء الشرعى التى يستظل بها رسميا العائلات والقبائل ضد المطاردات القانونية.

قراءة التاريخ للعظة والاستفادة، وحكومة شرف بقرارها تفويض وزير داخليتها بالتعامل مع الوضع فى قنا، إنما يجنح بالحكومة إلى دق طبول الحرب، وينحرف أيضًا عن مطالب ميدان التحرير، ويصنف ميادين مصر ما بين ميدان خيار، وآخر فاقوس"، وأن ميدان التحرير، هو كعبة وقبلة القاهريين، الذين يحجون إليه، ويرفعون أكفهم بالدعاء، فتلبى طلباتهم فورا، بينما ميدان الجبلاو، وميدان عبدالرحيم القنائى بقنا، فلا يقصدها إلا المغضوب عليهم الذين لا تلقى أدعيتهم ومطالبهم أى إجابة، وحل بدلا منها اللعنات، وفتاوى التكفير، ومن ثم تُجيش نحوه الجيوش لقتال هؤلاء، الذين تجرأوا واتخذوا من ميادين محافظتهم كعبة، غير الكعبة الحقيقية، وهو يعد مروقا خطيرا يجب التصدى له بقوة.

والسؤال هل تعى الحكومة، أن اللجوء إلى الأمن لإدارة ملف قنا، ستكون عواقبه وخيمة، وأن العائلات والقبائل مسلحة بكل أنواع الأسلحة، بما فيها تسلحها بعوامل الطبيعة الجبارة، كالجبال وزراعات القصب المخيفة، وهل تعلم حكومة شرف ووزير داخليته، أن الصدام سيكون مروعا، وأن هيبة الدولة لا يمكن لها أن تعود من قنا بأى شكل من الأشكال على الأقل فى الوقت الحالى؟

هذه الأسئلة إنما جرس إنذار يقرع على رءوس أعضاء الحكومة وزيرا وزيرا، محذرا من العواقب الوخيمة لحالة التشنج والقرارات المتسرعة، الباطشة لحكومة شرف الوديعة، ولن تؤتى ثمارها، وستكلف الدولة كل غال وثمين، ولتعلم حكومة شرف أن خط السكك الحديدية ليس هو الشريان الحيوى الوحيد، وإنما هناك شرايين أكثر أهمية وخطورة، وأن دق طبول الحرب مع قبائل وعائلات كان من السهل واليسير ضمها إلى كنفها، إنما تصعيد خطير وفى غير موضعه أو آوانه .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة