ثورة 25 يناير تعطل مذكرات البابا شنودة

الخميس، 21 أبريل 2011 11:39 م
ثورة 25 يناير تعطل مذكرات البابا شنودة البابا شنودة
عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ البابا يتحفظ فى سرد مواقفه مع مبارك.. ويركز على أزمته مع السادات وسر اعتكافاته
«فى كل مرة تخاف وبخ نفسك على قلة إيمانك».. عليك أن تتخيل أحدهم حينما يفتتح مذكراته الشخصية بعبارة كهذه، فهل ثمة ما سيخفيه أو ما يخشى أن يقوله، حتى إن كان ما سيقوله سيتسبب فى أزمات سياسية؟.. تلك الكلمات التى تعد إحدى أيقونات البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تضعه فى اختبار حقيقى أمام نفسه، حينما يشرع فى كتابة مذكراته التى نقلت مصادر أنه بدأ فيها بالفعل قبل رحلته العلاجية لأمريكا الشهر الماضى، فشخصية فى مكانة ومكان البابا تحمل الكثير من الخبايا والتفاصيل التى قد لا تسبب حرجا لشخصه، بقدر ما تسببه لشخوص آخرين، وعلى رأسهم أسماء كانت تحتل مناصب رفيعة فى الأنظمة السابقة، لكن البابا شنودة الثالث كما يعرفه المقربون منه يحمل قدرا من الحرص والحكمة يؤهلانه لإنهاء مذكراته بالتوازن بين طرفى المعادلة المتمثلة فى ذكر الحقائق بما لا يحرج أصحابها، لأنه يعلم جيدا أن إخفاء تلك الحقائق سيجعله هو شخصيا ضحية للإحراج على صفحات تاريخ لا يرحم، خاصة بعد التحول الذى شهدته مصر بعد الثورة.

ويعترف كثيرون ممن حول البابا شنودة أن مسألة إنهاء مذكراته دخلت فيما يشبه النفق الذى يزداد إظلاما بمرور الوقت، لأن الإحراج الذى قد يطاله من هذه المذكرات يتعلق بأحداث قريبة جدا، وليست موغلة فى القدم، كما توقع البعض بأنه ستكون الأسرار المؤلمة هى تلك التى سيرويها عن مرحلة ما بعد عام 1972 إبان أزمته مع الرئيس الراحل أنور السادات، وإبعاد البابا لوادى النطرون، وما تبعها من مرحلة عداء طويلة بين الرئيس والبطريرك اعترف بها السادات صراحة فى إحدى خطبه أمام مجلس الشعب، لكن تلك التوقعات خابت بعد 25 يناير حين اندلعت الثورة، وخرج البابا شنودة بعد «جمعة الغضب» ليصرح للتليفزيون المصرى بأنه مساند للرئيس السابق مبارك: «اتصلنا بالرئيس وقلنا له كلنا معك والشعب معك، فليحفظه الله لمصر» واصفا المظاهرات المنادية برحيل مبارك بأنها «تجاوزات» أصابته بالألم، وهو التصريح الذى وضعه فى مواجهة الشباب الغاضب، ولم يخفف من وقعه سوى المشاركة المخلصة من شباب الأقباط فى الثورة، وربما تكون تلك النقطة هى صك الدفاع القوى من البابا شنودة فى مذكراته عن موقف الكنيسة من الثورة بوصفها كيانا قياديا يلزمه بعض التوازن فى التعامل، دون أن تحجر على موقف أبنائها، حتى إن كان مناقضا لموقفها المعلن، لكن تكمن الإشكالية الكبرى فيما سيكتبه البابا شنودة فى مذكراته عن فترة نظام مبارك، فى ذلك التساؤل الذى يلح على ذهن البابا حول إذا ما كان سيتطرق لذكر علاقته بالرئيس السابق أم لا، وهى العلاقة التى ربما كانت لتصبح مثار فخر لولا النهاية غير السعيدة التى أنهى بها مبارك فترة حكمه.

ورغم أن علاقة البابا شنودة بمبارك يكتنفها الكثير من الغموض والتحفظ من الطرفين، فإنها لم تشهد توترا منظورا بقدر ما كانت تميل دائما إلى جانب الود، بناء على تصريحات متفرقة من البابا شنودة تنم عن الحب والاحترام تجاه الرئيس، مثلما قال يوما: «إن مبارك من أفضل الرؤساء الثلاثة الذين تولوا حكم مصر فى معاملته مع الكنيسة وطلبات الكنيسة»، وكذلك موقفه الرافض دائما لتهجم بعض أبنائه فى المهجر عليه بشكل قد يفسد العلاقة بين النظام وبين الكنيسة، أو حتى إرسال أحد سكرتاريته لواشنطن لتهدئة الأقباط، منعا لتنظيم مظاهرة مناهضة للرئيس تزامنا مع زيارته لأمريكا، ورغم كل هذا الصيت الذى نالته تلك العلاقة، فإنها لم تشفع للبابا شنودة بدخول القصر الجمهورى سوى مرات قليلة تعد على أصابع اليد، كان آخرها استقباله له عقب حزمة من التوترات التى كان الأقباط طرفا فيها نهاية العام الماضى، كما اكتفى الرئيس خلال الأعوام السابقة بإرسال ولده جمال لحضور قداس عيد الميلاد ضمن الشخصيات العامة، وهو حضور بروتوكولى لم يرق لحوارات بين البابا وجمال، مما لا يؤهل الأخير لأن يكون حاضرا فى تلك المذكرات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة