اليوم العالمى للكتاب هو اليوم الذى يحتفل فيه العالم كله بأهمية الكتاب فى حياة الشعوب، حيث يرجع اختيار هذا اليوم إلى ذكرى وفاة كل من الأديب الأسبانى سيربانتس، ووليام شكسبير والفرنسى إينكا جارسيلاسو دى لافيجا، كما أن هذا اليوم هو تاريخ ميلاد ووفاة عدد من المؤلفين المشهورين من أمثال موريس دروان، ك. لاكسنس، فلاديمير نابوكوف، جوزيف بلا ومانويل ميجيا فاليجو.
وتحتفل الدول الأوروبية بهذا اليوم باعتباره من أهم الأحداث الثقافية ففى ولاية "بافاريا" فى جنوب ألمانيا هناك اهتمام كبير بالكتاب، حيث إن أكثر دور النشر المعروفة فى العالم كله تأسست فى تلك الولاية الكبيرة، وفى هذه المناسبة يقوم رئيس وزراء الولاية بزيارة المدارس والتحدث مع التلاميذ وقراءة مقاطع من روايات الأطفال لحثهم وتشجيعهم على القراءة.
لا يتوقف الاحتفال على دور النشر المتخصصة بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى دور النشر التابعة للهيئات والمؤسسات الكبيرة، ففى ميونيخ على سبيل المثال تقوم دار النشر الخاصة بالمواصلات والسكك الحديدية بالتعاون مع دار نشر هيئة البريد بطبع روايات للأطفال وتوزيعها كهدايا مجانية فى تلك المناسبة.
بالإضافة إلى ذلك المكتبات المتنقلة والمحمولة على سيارات تقوم بالتحرك إلى الأحياء البعيدة التى تبعد عن المكتبات والمتاجر لتعرض على أهالى تلك المناطق الجديدة من المؤلفات وأيضًا لتضعهم أمام المعرفة وجهًا لوجه وتثير فيهم مرة أخرى شهية القراءة حتى لا ينسوا تلك العادة المحببة.
كما يقوم بعض المهتمين بالقراءة والاطلاع ومن يمتلكون مكتبات كبيرة فى منازلهم بعمل تقليد جديد، حيث يقومون باستضافة أصدقائهم والفضوليين الراغبين فى الاطلاع على مكتباتهم ورؤية الجديد من الكتب، بل وأكثر من ذلك السماح لهم باقتراض الكتب أو القراءة لبعض الوقت فى المنزل.
أما فى النمسا فلا يختلف الأمر كثيرًا عن ألمانيا، بل إن مكبرات الصوت فى بعض محطات مترو الأنفاق تقوم بنقل حوارات وأحاديث ثقافية للمسافرين بدلا من بث الموسيقى.
وفى سويسرا توزع البلديات الكتيبات على الناس فى الأسواق والمتاجر والمدارس مذكرة بهذا اليوم.. كما جاءت مبادرة العاصمة العالمية للكتاب من بين المبادرات الهادفة إلى تعزيز الكتاب التى لاقت نجاحًا كبيرًا، فبعد خمس سنوات على انطلاق اليوم العالمى للكتاب وحقوق المؤلف أعلنت العاصمة الإسبانية مدريد عاصمة عالمية للكتاب وتلتها الإسكندرية (مصر 2002)، ونيودلهى (الهند 2003)، وأنفير (بلجيكا 2004)، ومونتريال (كندا 2005)، وطورينو ( إيطاليا 2006)، وتم اختيار بوغوتا (كولومبيا 2007)، وجرى اختيار أمستردام (هولندا) للعام 2008.
وتتألف لجنة الاختيار من ممثلين عن الاتحاد الدولى للناشرين، والاتحاد الدولى للمكتبات، والاتحاد الدولى لأمناء المكتبات العامة واليونسكو.
وأقبل الكثير من البلدان للمشاركة فى الاحتفالية العالمية، وذلك لأهمية هذه الاحتفالية بنشر ثقافة القراءة واعتبرت اليونسكو أن الكتاب أداة الأمم لنشر المعرفة خلال التاريخ والوسيلة الأفضل لحفظها عبر الزمن وبالنظر إلى أن كل إسهام فى تنشيط الكتاب هو عامل إغناء ثقافى وتنوير للرأى العام بقيمة التراث الإنسانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة