من حق عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية أن يرد على الانتقادات التى توجه له، ولكن من حقنا كمصريين أن نستمع من موسى باعتباره شخصية عامة لمبررات وردود منطقية ،لا أن يحاول تتفيه الأمور وتحويلها إلى صغائر، وتصوير من ينتقدونه بأنهم يتصيدون له الأخطاء، كما قال لى صديق وثيق الصلة بموسى ومن أشد مؤيديه.
عندما كتبت مقالى السابق متسائلاً لماذا يستخدم عمرو موسى الجامعة العربية فى دعايته للانتخابات الرئاسية لم أكن أقصد تصيد الأخطاء لموسى، وإنما دفعه لتصحيح هذه الأخطاء حتى لا تحسب عليه فى معركته الانتخابية، لكنه للأسف فهم الرسالة خطأ، واختار الرد على ما جاء فى المقال بطريقة التصريحات الصحفية، فعندما سأله الزميل ربيع شاهين فى بوابة الأهرام عن رده على الادعاءات التى تتحدث عن استخدامه مهام منصبه وإمكانيات الجامعة للقيام بدعاية انتخابية له، قال موسى "أتحرك بالأقاليم بسيارات خاصة على نفقتى الخاصة، وليست لى مقرات انتخابية بها"، لافتاً إلى أنه لا يستطيع أن يمنع أى زائر إليه، خاصة أن مثل هذه الزيارات تتم بعد أوقات العمل الرسمية، التى تبدأ فى الصباح الباكر.
إلى هنا انتهى رد موسى غير المباشر على ما جاء فى المقال الذى وصفه الزميل ربيع شاهين بأنها ادعاءات، ولأنها ادعاءات فإننى سأعيد ذكرها لعلى موسى يتذكر ويعلم أننى لم أتجنى عليه أو أقول عنه غير الحقيقة، فعندما قلت إنه يصطحب معه طاقم مكتبه بالجامعة وأعلام الجامعة فى جولاته الانتخابية محدداً على سبيل المثال حضوره المؤتمر الشعبى الذى أقامه ممثلو القبائل العربية قبل أسبوعين على طريق مصر الإسماعيلية، لم أكن مدعياً، خاصة أن أفراد طاقمه بالجامعة ظهروا فى الصور التى التقطها موسى فى المؤتمر الذى تم تحويله لمؤتمر انتخابى لدعم ترشيحه.
وعندما قلت إن موسى حول الجامعة لمقر انتخابى لم أكن مدعياً أيضاً، حتى وإن برر هو ذلك بقوله إنه يستقبل مؤيديه فى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعد أوقات العمل الرسمية، التى تبدأ فى الصباح الباكر، دون أن يحدد متى تنتهى أوقات العمل الرسمية، ودون أن يرد على التساؤل الهام.. هل معنى أن أوقات العمل الرسمية انتهت فمن حقه أن يفعل فى الجامعة ما يشاء؟
أعتقد أن هذا ليس من حقه، لأنه فى النهاية موظف محكوم بقواعد ولوائح ينبغى أن يكون أول الملتزمين بها، فضلاً عن أن بعض موظفى الجامعة بدأوا فى الحديث عن أن موسى قرر تكليف عدد كبير من العاملين فى مكتبه بالجامعة للمساعدة فى حملته الانتخابية، وقد بدأ بالفعل هؤلاء مهمتهم بترتيب اللقاءات لموسى، والأغرب منذ ذلك أنهم يزاولون مهامهم الانتخابية من مكاتبهم بالجامعة، تاركين الملفات العربية جانباً إلى حين انتهاء الحملة الانتخابية.
وأنا هنا أقول للسيد عمرو موسى، إنه إذا كان يعتبر ما أقوله من بنات أفكارى ولا وجود له على أرض الواقع، فإننى أحيله إلى ما كتبته الزميلة رضوى السيسى بجريدة المساء فى عددها الأسبوعى السبت الماضى، وللعلم فإن رضوى السيسى صحفية معتمدة لدى جامعة الدول العربية منذ أكثر من 6 سنوات وتتواجد بشكل يومى فى الجامعة، وبالتالى فهى تتابع كل ما يدور بها من تفاصيل، فهى تقول "إن نشوة إحساسه بالترشح للرئاسة – تقصد عمرو موسى - جعلته يحول الجامعة العربية إلى مقر انتخابى له، حيث تفرغ بشكل شبه كامل لمقابلة كافة الطوائف التى تساعده على الانتشار بين الشباب وأطياف المجتمع المصرى لكسب أكبر عدد ممكن من الشعب وتأييده، وترتكز حملة الأمين العام للجامعة على أصوات الصعايدة من مختلف محافظات الصعيد، حيث يلتقى بإحدى القاعات برؤساء العائلات والعمد والمشايخ ونواب مستقلين سابقين من سوهاج وأسيوط ومجموعات من الصحفيين لبحث العديد من الموضوعات الخاصة بالبرنامج الانتخابى له".
وتضيف رضوى فى تقريرها "يتردد الآن داخل أروقة الجامعة العربية أن الأمين العام عمرو موسى يسعى إلى استخدام قلة من الصحفيين الذين يتولون تغطية نشاط الجامعة للتسويق له فى وسائل الإعلام، بالإضافة إلى استخدامهم فى جمع التوكيلات من المحافظات لدعمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة".. إذن ما قلته ليست ادعاءات وإنما حقائق مطلوب من الأمين العام أن يفسرها بشكل أكثر منطقية، لأننا لسنا بالسذج حتى يخيل علينا أية ردود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة