أحمد فتحى حسن يكتب: علام نبكى الجلاد؟!

الخميس، 21 أبريل 2011 11:09 م
أحمد فتحى حسن يكتب: علام نبكى الجلاد؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرا ما سمعت خلال هذه الأيام ومن عدة أشخاص كلاما حول نتائج الثورة، وعن الفوضى والجهل وانعدم الأخلاق، مقتنعين فى ذلك بأن هذه نتائج الثورة.. عبارت كثيرة ما بين "هى دى الثورة اللى عملناها؟.. هى دى الحرية اللى عايزينها؟.. البلد فوضى.. البلد كلها بلطجية.. الشعب المصرى شعب همجى.. جاهل.. معندوش أخلاق"، والكثير من ذلك وما يفوق الذكر، ورغم اختلافى مع هذا الرأى، ولكنى أفهم لماذا توجد فئة ليست قليلة مقتنعة بأن هذه هى نتائج الثورة.

أعتقد أن أصحاب هذه العبارات ينظرون تحت أقدامهم، ولا يريدون تصديق الواقع، لأن الواقع هو أصعب شىء يمكن تصديقه ولكنه هو الحقيقة، وللأسف عندما نقول أن الثورة لم تنتج سوى البلطجة وانعدم الأخلاقيات وكل شىء قبيح، وأنا أٌقر معكم بأن هذه الصفات موجودة بالفعل فى الشارع المصرى الآن، ولكن دعونى أتساءل من يدفع ثمن كل هذا؟ هل نحن من صنعنا هذا الجهل والفقر وكل السيئات؟ من الذى صنع كل هذا طوال سنوات طويلة؟ من يتحدث الآن عن البلطجة إسأله من صنع العشوائيات وزع فيها الفقر والحقد الطبقى؟ من زرع بذور البلطجة حتى نمت وترعرعت وأصبحت ذات قوة ودعامة الآن؟ من نشر الفساد وقتل التعليم وصنع هذه النسبة الفاشية من الأمية فى المجتمع؟ من أهمل الصحة ونشر الوباء؟ من ومن ومن؟ والكثير من القرف على مدار سنوات يشمئز القلم أن يكتبه! أليس النظام البائد هو من فعل كل هذا؟ أليس هو من قتلنا طوال هذه السنين؟.. أليس هو من جلدنا طوال حكمه الفاسد؟ فلماذا نلصق كل هذا الآن بالثورة ونقول بأنها هى من ولدت هذه القبح من رحمها؟ أليس هذا القبح مولود من رحم النظام العفن السابق؟ ألسنا جميعا كنا نعيش هذا النظام؟.. أم أتحدث أنا عن بلد أخر ونظام مختلف؟ أم أننا عشقنا الجلاد وألفنا سوطه المريد؟ كنا نحيا سنين فى ظل هذا الفساد المتوحش، كنا نعيش فى كنف البلطجة والفقر والجهل والأمية والسرطان، كنا نحيا وسط كل هذا بل والألعن منه، لكن الخوف والصمت هو ما كان ينسينا! فلماذا نوهم أنفسنا بأن النظام السابق هو عهد الأمن والأمان، وهو حياة الاستقرار؟ أى أمن وأى استقرار هذا؟ بل هو أمن واستقرار موهوم، خدعنا به أنفسنا طوال السنين، والآن بعد سقوط هذا العهد الظالم نقول بأن الثورة هى من أنتجت كل هذا القبح الحالى! هيهات يا من تقول.

أعترف بأنى فى لحظات كنت أخشى الثورة، لا لحبى فى النظام ولكن خشية على بلدى.. ولكن حين نتدبر ونعقل السوء الذى كنا، نحيا فيه فعلام نخشى الثورة؟ هل سنرى أسوأ مما كنا نحيا فيه طوال سنين؟

لا والله ما أظن أن هناك فساد أعظم من هذا الفساد الذى تغلغل إلى جذور الوطن ولم يترك فيه شيئا.. إذا عقلنا كل هذا فلماذا نبكى الماضى؟.. وعلام نبكى الجلاد؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة