هشام حسين يكتب: الأثريون بين إنقاذ الآثار وأطماع إدارة الوزارة

الأربعاء، 20 أبريل 2011 12:18 ص
هشام حسين يكتب: الأثريون بين إنقاذ الآثار وأطماع إدارة الوزارة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الأيام القليلة الماضية، تناولت الصحف المصرية موضوع التخريب المتعمد لمومياوات اللاهون بالفيوم، وهو من أخطر الموضوعات المتعلقة بتدمير الآثار المصرية، أطلقت العديد من العبارات التى تشير إلى مدى خطورة الموقف، وصفها البعض بأنها مجزرة أثرية، وقال عنها البعض الآخر بأنها عملية تطهير عرقى لمومياوات الموقع، كان الطرح الإعلامى مدعماً بالمستندات والصور، التى أكدت للقارئ غير المتخصص، مدى خطورة الموقف، ومن خلال النظر فى تعليقات المطلعين على الخبر بعدد يوم السبت 16 أبريل 2011م، يتضح لى كأثرى أن نسبة 3% من التعليقات كتبها متخصصون فى مجال الآثار، بينما أغلب التعليقات كانت لأشخاص غير متخصصين، ولكنهم غيورون على تراث مصر وحضارتها، منهم من أصابته الدهشة ومنهم من حاول جاهداً أن يضع يده على سبب المشكلة.

أصبت بإحباط شديد من اللامبالاة المتعمدة، وتغليب المصلحة الشخصية التى أصابت الغالبية العظمى، من جموع الأثريين المصريين المشتغلين بوزارة الآثار والجامعات المصرية، لم يظهر أحد ممن ادعى أنه يحاول على أقل تقدير محاربة الفساد، داخل الحقل الأثرى، ويقول رأيه بصراحة وشفافية فى المجزرة المتعمدة لمومياوات اللاهون بالفيوم، ومن خلال تصفح مجموعات الفيس بوك الخاصة بالأثريين، نلاحظ أن الشغل الشاغل لغالبيتهم كان إدارة وزارة الدولة لشئون الآثار، شغلتهم أفعال السيد الوزير داخل وخارج الوزارة، شغلهم من سيتولى المناصب القيادية، اهتموا بالتسابق فى نشر نماذج كشوف المكافآت التى تم صرفها لأشخاص مقربين داخل الوزارة، شغلهم أخيراً بوق حرب الملك توت عنخ آمون، والمطالبة بالكشف عن هوية الشخص الذى قام بالنفخ فيه. غابت آثار وحضارة مصر عن دائرة اهتمامهم، أصبت باليأس من تناسى الأثريين لدورهم فى الحفاظ على الآثار، والاهتمام بتوافه الأمور.

إن ما حدث فى موقع آثار اللاهون من تدمير أعداد كبيرة من المومياوات والتوابيت الخشبية الملونة، التى لا نرى مثيلها إلا داخل أروقة المتاحف، يستدعى بالضرورة القيام بنداء عاجل للسادة الأثريين وخبراء الترميم الشرفاء للقيام بحملة مصرية لصيانة وترميم جبانة اللاهون الأثرية، يستدعى لم الشمل الأثرى وتوجيهه نحو مشروع إنقاذ قومى لمومياوات اللاهون، إن فات الوقت ولم يتم تنفيذه سوف تخسر مصر الكثير، وسيكون ذلك الموقف وصمة عار فى جبين كل شخص متخصص فى مجال الآثار، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة