منتصر الزيات

لا.. يا من كنت نقيبى

الأربعاء، 20 أبريل 2011 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتذر للقراء الأعزاء عن عدم متابعتى الكتابة هذا الأسبوع - كما وعدت عن الوصية الواجبة، وأجدد الوعد بالمشيئة - أن أعاود الكتابة لاحقا، لكن استفزنى جدا مقال لنقيب المحامين السابق حمدى خليفة، وجهه إلى زملائه المحامين، يسرد فيه عطاءه منذ انتخب نقيبا فى غضون عام 2009.

سوف يسارع بعض من يتابع سجالنا هذا أن يقول فى نفس واحد «السابق»، الرجل لم يزل نقيبا، لكننى أقول بصوت عال: لقد فقد الأستاذ حمدى خليفة كل شرعية له كنقيب منتخب بانحيازه للرئيس المخلوع حسنى مبارك عندما تحدث فى كل وسائل الإعلام السمعية والمرئية والمقروءة بدفاع مستميت عن مبارك، بينما الشعب يثور فى كل شبر من محافظات مصر، وراح يتقلب فى جميع المحطات التى فتحت له شاشاتها ليقول ويدافع ويسعى لتضليل الشعب بتزيين صورة مبارك ونظامه وحزبه.

فقد الأستاذ حمدى خليفة شرعيته عندما طعن فى شباب الثورة وشيوخها، وفى رجالها ونسائها عندما وصفهم بـ«القلة المندسة»، وأن غالبية الشعب تؤيد الرئيس!

أشهد وأقر وأعترف أن نقيبنا السابق «خليفة» يتمتع بخلق كريم ولسان عف، وهو صديق أعتز بصداقته، بيننا خبز وملح، وسوف يكون سجالنا وحوارنا بذات الأسلوب الراقى والعف، خلافا موضوعيا لا مجال فيه للشخصنة.

كانت مبايعتنا لـ«خليفة» فى الانتخابات الماضية مبايعة مشروطة، كان تصويتا عقابيا سلبيا ضد نقيبنا الأسبق سامح عاشور، لكن فى نفس الوقت كانت هناك اشتراطات أخذناها منه علنا وعلى رؤوس الأشهاد، أذكر أننى عقدت مؤتمرا صحفيا بمكتبى قبيل الانتخابات دعوت إليه كافة وسائل الإعلام، ونقلته بعض الفضائيات وبثت وقائعه، أجرينا خلاله مكالمة هاتفية مسموعة بايعناه خلالها على ضمانة العمل القومى والوطنى فى نقابة المحامين، والحفاظ على استقلال منبرها، كما كان فى كل العصور منبر من لا منبر له، فبصم ووقع على كل هذه التعهدات، وأكد خليفة استقلاله، ونفى أى علاقة له بالحزب الوطنى الحاكم (آنذاك)، وأوضح أن كل ما كان يربطه بذلك الحزب «كارنيه» عضوية لم يتم تفعيلها.

غير أن الرجل لم يف بما وعد، ولم يحقق ما تعهد به، وفور انتخابه نقيبا يمّم وجهه شطر فندق «الفورسيزون» وعقد اجتماعات رعاها نزيل بورتو طرة حاليا أحمد عز، أمين التنظيم سابقا، اتفقوا واشتركوا على إزاحة القوى الوطنية من تشكيلات هيئة المكتب واللجان النوعية، وسلمها خالصة مخلصة لعناصر معروفة بارتباطاتها بالحزب الوطنى، وتبعيتها لأمين التنظيم السابق أحمد عز.

لقد أشفقت على نقابى قديم وعتيق هو زميلى وصديقى سعيد عبدالخالق الذى عرفته نقابة المحامين نقابيا موهوبا على مدى ثلاثة عقود على الأقل، فلم يُضر أحد بعلاقته بالحزب الوطنى، مثلما أضير عبد الخالق، فلم يكن فى حاجة أبدا لعزوة الوطنى بين المحامين، فقد كان دائما أكثر المرشحين حصولا على الأصوات وثقة المحامين، لكن قاتل الله الرغبة فى دخول البرلمان التى ورطت صديقنا عبد الخالق، وأتمنى أن يبرأ من آثار تلك الورطة وينخرط من جديد مع زملائه.

المهم.. عطل «خليفة» الدور القومى لنقابة المحامين، بعد أن استضاف فى قاعة الحريات ثلة من الفنانين الذين لم يحلموا أبدا أن تكرمهم نقابة المحامين فى أداء هزلى، فى ذات الليلة تم تخريب القاعة بحجة تجديدها، وكسرت أرضيتها وجدرانها، ثم تركت طويلا بلا أعمال حقيقية، حتى قبيل ثورة 25 يناير لم تكن جاهزة لإقامة أنشطة وفعاليات فيها، رغم أنها الرئة الوحيدة التى يتنفس المحامون من خلالها بمؤتمراتهم وندواتهم!

دعونا إلى محاكمة شعبية للحزب الوطنى «وهو فى عز قوته» وشكلنا هيئة المحكمة برئاسة المستشار العظيم محمود الخضيرى، عاند خليفة فى إقامتها.. طلب أولا موافقة المجلس، استحصلنا على موافقة 24 عضوا بالتمرير! ثم طلب عدم عقدها بالنقابة العامة، وقررنا عقدها بنادى المحامين بالمعادى، لكن تذكرون ما حدث.. تم إغراق النادى بالمياه وقطعت عنه الكهرباء، ومُنح العاملون إجازة! فلما عقدنا على رصيف النادى دهمتنا قوات الشرطة وجحافل الأمن المركزى، وألقوا بنا داخل النادى وغلقوا علينا أبوابه ثلاث ساعات حتى سمحوا لنا بالتفرق فرادى فرادى!

أقام نقيبنا السابق عددا من المدن السكنية للمحامين فى العديد من المحافظات، آسف جدا لأننى نسيت أن أذكر أنه أقام عددا من أحجار الأساس التى تضم قطعة رخام بيضاء مكتوبا عليها اسم النقيب وزمنه، تلتقط أمامها الصور الفوتوغرافية، ولا مدن ولا يحزنون! والعجب كل العجب أن يصدق بعض المحامين الشبان هذا الكلام الذى لا يمكن وصفه إلابـ«الضحك على الذقون».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة