كشفت الدكتورة كارين أبو زيد المفوضة السامية السابقة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والإغاثة الإنسانية أنه عقب تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة قطاعات عام 1994، سمحت الحكومة الإسرائيلية لأكثر من 300 ألف إسرائيلى بالاستيطان بشكل غير شرعى فى الضفة، كما سمحت لأكثر من 200 ألف إسرائيلى ببناء 12 مستوطنة غير شرعية فى القدس الشرقية، جاء ذلك خلال المحاضرة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية مساء أمس بعنوان "مواجهة غياب حقوق اللاجئين".
وقالت إنه فى السنوات الست الماضية، أعطت الحكومة الإسرائيلية حوالى سبعة آلاف إذنًا لبناء المستوطنات الإسرائيلية، بينما منحت حوالى 105 إذن بناء فقط للفلسطينيين، وتم رفض 94% من الطلبات، مؤكدة أن المحاكم الإسرائيلية أصدرت 15 ألف حكم هدم لمنازل اللاجئين الفلسطينيين فى القدس الشرقية.
وأضافت أنه تم قبول 11% فقط من طلبات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا) لبناء المنازل وإصلاحها فى غزة.
وتحدثت أبو زيد عن مجموعة من الحقوق التى لا يتمتع بها اللاجئون الفلسطينيون، مبينة أن السلطات الإسرائيلية تمكنت فى الفترة الأخيرة من القبض على حوالى سبعة آلاف فلسطينى، منهم 180 طفلا و27 امرأة، ومنهم 700 شخص من عزة.
وبينت أن اللاجئين لا يتمتعون بحق التنقل، لعدم وجود ضمانات لعودتهم، بالإضافة إلى انتشار مناطق التفتيش. وأضافت أن اللاجئين يعانون للحصول على الحق فى العلاج والوصول إلى دور العبادة، كما أنهم لا يتمتعون بحق الجنسية، أو حق التظاهر السلمى.
ولفتت إلى وجود أجندة منظمة لإجبار اللاجئين على الخروج من القدس الشرقية، وأن القمع المستمر للاجئين يؤدى بهم إلى الاستسلام للضغط والقبول بأقل الحقوق، كما أشارت إحصاءات حديثة إلى زيادة عدد طلبات تأشيرات السفر فى المنطقة.
وقالت إن الإحصاءات الأخيرة تشير أيضًا إلى أن 19% فقط من الأجانب لديهم انطباعات إيجابية عن إسرائيل، وأن إسرائيل مدركة تمامًا بأن من يدخل الضفة الغربية وغزة يلمس مدى المعاناة التى يتعرض له الفلسطينيون، لذلك فإن السلطات تحد من التواجد الدولى هناك.
وأشارت أبو زيد إلى وجود عدد كبير من المبادرات العالمية لتحقيق السلام فى المنطقة، مؤكدة إلى ضرورة الالتفات لتلك المبادرات وتنفيذها قبل فوات الأوان، وشددت على أهمية أن تضم المفاوضات جميع الفصائل، وأنه لا يمكن أبدًا استبعاد حماس وتجاهلها، لأن الوحدة تعطى المزيد من القوة للجانب الفلسطينى.
وأكدت أن الفلسطينيين فى غزة يشعرون بالمزيد من الأمل نتيجة التغيرات التى تجرى فى مصر حاليًا، ويأملون فى زيادة معدلات فتح معبر رفح وزيادة حرية الحركة من خلاله، ولفتت إلى أن الدول العربية تدعم اللاجئين بشكل كبير، وذلك بعكس الصورة السائدة بأن الدول العربية لا تقدم المساعدة الكافية، إلا أن هذه المساعدة تتمثل فى دعم مادي، خاصة للمدارس والمستشفيات.
كارين أبو زيد: إسرائيل سمحت لـ 300 ألف إسرائيلى بالاستيطان فى الضفة
الأربعاء، 20 أبريل 2011 04:43 م