طارق الحميد لـ"الشرق الأوسط": التفوا حول مصر لا عليها

الأربعاء، 20 أبريل 2011 01:43 م
طارق الحميد لـ"الشرق الأوسط": التفوا حول مصر لا عليها طارق الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك جدل متصاعد هذه الأيام حول منصب أمين عام الجامعة العربية، وذلك بعد إعلان السيد عمرو موسى تخليه عن المنصب وترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، فهل يجب أن يبقى منصب الأمين العام لمصر، أم لا؟

أعتقد أنه لا بد من الذهاب فى الإجابة إلى أبعد من نعم، ولا، فالظروف التى تمر بها المنطقة لا توجب فقط بقاء منصب الأمين العام لمصر وحسب، بل وضرورة أن يكون مقر الجامعة فى القاهرة هو المقر الرسمى للقمم العربية المقبلة، فلا العراق مؤهل لاحتضان القمة، ولا العلاقات العربية - العربية بشكلها السليم، بل إن الجسد العربى منهك اليوم، وكثير من الدول العربية تعيش فى العناية المركزة، وبالتالى فلا داعى لأن تتحول القمم العربية إلى قمم استعراض فى كل دولة حسب أجندتها، وظروفها، وبالتالى تتحول القمم إلى محاضرات ومعارك، ولذا فلابد من حصر القمم الآن فى المقر الرئيسى فى القاهرة لتكون القمم عملية، وسريعة، وبعيدة عن الشكليات، واستقبالات المطار وغيرها من الدعاية غير المفيدة.

أما بالنسبة لمنصب الأمين العام الذى سيخلف السيد عمرو موسى، فلو كان مرشحا سعوديا لما تحمست له، فالمطلوب اليوم أن تكون مصر معنا قلباً وقالباً، ويجب أن تعود إلى مركز ثقلها الحقيقى، وليس الدعائى؛ فلمصر دور لا ينكر، سلباً وإيجاباً على المنطقة العربية، ولو كانت مصر فى ظرف غير الظرف الذى تمر به اليوم لربما كان مقبولا بحث أمر أمين عام الجامعة العربية من خارج مصر، لكن اليوم لا ينبغى فعل ذلك، بل وليس من الحكمة، فمصر لم تتوفَّ لنسعى لوراثتها، بل علينا أن نقف مع مصر فى هذا الظرف التاريخى لأن غياب القاهرة عن المشهد العربى ولو لحين سيكون له تبعات.

منصب أمين عام الجامعة العربية، وفى هذا التوقيت الذى تشهد فيه منطقتنا زلزالا سياسيا يعصف بكثير من الدول، يتطلب أمينا عامّا قادرا على التواصل مع الجميع دون أى حساسيات، أو مواقف سياسية تكون لها تبعات، فما يحدث اليوم يجعل دور الجامعة أكثر حساسية، مما يتطلب شخصية عربية لا تثير حساسيات، وهذا ما يتوفر للمرشح المصرى، لأن هناك إجماعا عربيا على دور مصر، ومكانتها، وصورتها اليوم. والقضية ليست قضية أشخاص، فللجميع التقدير والاحترام، لكن الدول أهم من الأفراد، والمرحلة تتطلب التفافا حول مصر، وليس عليها، ويجب ألا ننشغل بقضية أن المرشح المصرى السيد مصطفى الفقى كان من النظام السابق أو لا، فهذه مماحكات صحافية لا قيمة لها، فالرجل دفع ضريبة اختلافه مع النظام، وذاك أمر معروف.

وعليه، فمن المصلحة أن يكون مقر الجامعة العربية فى مصر هو المقر الدائم للقمم العربية، وذاك أجدى من تأجيلها بسبب أوضاع بعض الدول، أو نقلها إلى دول أخرى، فتكون على غرار الأمم المتحدة فى نيويورك، والأمر الآخر هو ضرورة أن يكون أمين الجامعة العربية مصرى الجنسية، والدكتور مصطفى الفقى خير من يناسب هذه المرحلة.

نقلاً عن الشرق الأوسط





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة