صدر مؤخرًا عن دار أكتب للنشر والتوزيع رواية جديدة بعنوان "سكترما" للروائى محمد سامى البوهى، وتعد "سكترما" هى العمل الخامس له بعد ثلاث مجموعات قصصية "لوزات الجليد، رائحة الخشب، بلوتوث"، ورواية "أوطان بلون الفراولة".
"سكترما" مصطلح عسكرى، ويعنى الرصاصة المرتدة التى تقتل صاحبها، واستخدم بكثرة فى الحروب، وتدور أحداث الرواية حولها بطلها المحامى "يوسف" الذى يعيش حالة نفسية متضاربة بين المفاهيم المتعددة لفكرة الوطن، سواء كانت مفاهيم ماضية لم يعاصرها وعايشها من خلال حكايات جده، أم مفاهيم معاصره نشأ على وقعها ونما فيها، حتى اعترضته قضية هامة أتت ألقتها فى طريقة بطلة الرواية "سحر شاهين"، وهى شاعرة هاجرت إلى بريطانيا وحبيبة الطفولة، والتى ترجم لها مترجم إسرائيلى ديوانًا إلى اللغة العبرية بعد موافقة كاملة منها من منطلق الإيمان بأن الكلمة لا جنس لها.
ومن خلال الأحداث يعيش البطل "يوسف" فى نزاع بين عائلته وبين حبيبته التى يدافع عنها أمام المحكمة بعد شطب اسمها من نقابة الصحفيين، وفى استعراض لأحداث بينية وحوارات مع شخصيات حقيقية أوردها الكاتب بعد أخذ الإذن المسبق منها كالصحفى الشاب محمد فتحى، والمسرحى على سالم، والمترجم الإسرائيلى ساسون سوميخ وغيرهم، فلا تنفصل الأحداث عما جرى فى مصر خلال فترة النظام السابق، وطرح تساؤلات عديدة بعد تشكيل أزمة كبيرة من خلال تلك الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن إمكانية قيام ثورة بلا قائد فى تنبؤ استنتاجى مسبق نتيجة لتلك الأحداث التى شهدتها مصر قبل ثورة 25 يناير.. ولكن فى النهاية يرتد على أفكاره بعد أن يكسب قضية موكلته ويخسر الرهان على نفسه بعد أن تركته حبيبته يصارع ضميره وهاجرت إلى الأبد إلى إنجلترا بعد الوصول إلى مبتغاها لإثبات هوية هى فى غنى عنها.. فيعود بحياته من حيث أتى باحثاً عن بيت ضائع ووطن كان هنا.