حمدى رسلان يكتب: هو ده الفرق بين جمال "السادات" وجمال "مبارك"

السبت، 02 أبريل 2011 03:46 م
حمدى رسلان يكتب: هو ده الفرق بين جمال "السادات" وجمال "مبارك"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمتعت كما تمتع الكثيرون بحوار شيق لمنى الشاذلى مع المهندس جمال السادات، الذى أراه لأول مرة على شاشات التليفزيون، فهو ابن رئيس مصر الراحل، محمد أنور السادات، بطل حرب أكتوبر.

جمال السادات ـ كما رأيت ـ شخص متواضع للغاية ورزين ومثقف، لا ينطق من كلمات إلا بميزان ووفق حقائق ودلائل، تحدث عن والده بصفة الوالد وليس الرئيس، وقد تعرض لبعض الأسئلة الصعبة من المذيعة المتألقة منى الشاذلى كتورط مبارك فى قتل أبيهِ، ولكنه استبعد هذا الأمر، وذكر الواقعة كما حدثت، وقال إنه لا يستطيع أن يتهم أحداً دون وجود دليل لديه، وعندما عرض عليه جزء من حوار كان قد أجراه البرنامج مع عبود الزمر فور خروجه من السجن، والذى تحدث فيه عبود الزمر عن السادات واتهمه بعدة اتهامات خطيرة فى دينه ووطنيته، وسألته منى الشاذلى عن رأيه فى خروج عبود الزمر من السجن قال: إنه شخص قد أدى عقوبته وفق ما حكمت عليه المحكمة، ولذلك كان لابد من خروجه.

وعندما سألته منى الشاذلى سؤالاً افتراضياً هل من الممكن أن يتحدث مع عبود الزمر لو قابله وجهاً لوجه؟

فقال لا أعرف ربما أتكلم معه أو لا، وعن رأى عبود الزمر فى اتفاقية كامب ديفيد رد المهندس جمال السادات، بأن والده تحرك وفقاً للمعطيات التى كانت لديه فى هذا الوقت، خصوصاً بعد تدخل أمريكا فى حرب 73 وعمل جسر جوى لحساب إسرائيل.

وكان المهندس جمال السادات متحضراً للغاية فى حديثه، لم يهاجم أحداً، ولم يؤكد شائعة، بل أجمل ما قال فى حديثه يجب أن نترفع عن هذه الأشياء ونلتفت لمستقبل مصر لكى نبنيها فهذا الأهم.

هذا هو جمال السادات المترفع عن المناصب، والقليل الكلام، والمهذب فى الرد على كل سؤال كانت توجهه له المذيعة منى الشاذلى، لم يخرج عن النص فى أى لحظة فى البرنامج، بل كان هادئاً وواثقاً بما تحدث بهِ.

وتذكرت النموذج الآخر لرئيس الجمهورية جمال (مبارك) الذى أوصل مصر لما نحن فيه، وسلّم مصر لمجموعة من اللصوص لينهبوها، وكان يتهجم فى حديثه على كل من يعارضه، ويظهر فى وسائل الإعلام أكثر من والده، استغل منصب والده حتى أصبح الحاكم الآمر فى مصير مصر والمصريين، وجلس يخطط هو وعصابته كيف يخلف والده، وكيف يزوّر الانتخابات، وكيف يستفز الناس بقرارات تزيد من أعبائهم، وكان يلقى التهم جزافاً على كل من يعارضه، وكيف كان يجمع ثروات لا نعرف الرقم الحقيقى لها فى ظل الشائعات الكثيرة الدائرة فى هذا الوقت، وكيف أضاع هيبة أبيه وسلطانه، وكان السبب الرئيسى لثورة 25 يناير ليصبح هو وأبوه وعائلته متهمين فى قضايا فساد لو تم محاكمتهم فيها لن يخرجوا من السجون ما تبقى لهم من العمر.

النموذجان المذكوران فى هذا المقال (لاسمٍ واحد) ولكن يحمله شخصان مختلفان فى كل شىء ولا يجمع بينهما شىء إلا صفة واحدة، ألا وهى أنهم أبناء لرؤساء حكموا مصر، كانوا من رجال حرب أكتوبر ورموزها، الأول قُتل فى عام 1981م ولكن مازالت سيرته عطرة، والثانى مازال على قيد الحياه ولكن أصبحت سيرته مليئة بالفساد السياسى والمالى وانهيار كامل لمؤسسات البلد، وأضاع مقدرات وثورات مصر لصالح حفنة من اللصوص كان ابنه هو زعيمهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة