فى حلقة العاشرة مساءً والتى أذيعت مؤخراً، واستضافت فيها الإعلامية منى الشاذلى المهندس "جمال السادات" نجل الرئيس الراحل "أنور السادات" ليتحدث وللمرة الأولى عن واقعة اغتيال الرئيس الراحل فى أكتوبر 1981، خصوصاً بعد اللغط الذى أثير مؤخراً حول ادعاءات بتورط الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، والبلاغات التى تم تقديمها إلى النائب العام وتتضمن هذه الاتهامات بلاغ الأخت غير الشقيقة للمهندس جمال السادات "سكينة السادات"، وبالنسبة لى قد تكون هذه المرة الأولى التى أجلس لأستمع وأتأمل حواراً لجمال السادات، الذى أعطى درساً من خلال إجاباته فى المهنية والاحترام، وهو الحوار الذى يجب أن يذاع العديد من المرات ويشاهده الصحفيون والإعلاميون، خصوصاً أن جمال الخلوق شديد التواضع، تحدث عن الحقائق والشهادات وما سجله التاريخ وأقرب المقربين الذين شاهدوا الحادثة عن قرب، وروى تفاصيل الواقعة كما عاصر بعضاً منها، وهى الرواية التى أكدتها شهادة اللواء "الفولى"، الذى كان وقتها برتبة مقدم فى الحرس الجمهورى، ورفض جمال السادات الاتهامات المرسلة، مؤكدًا من كان لديه أدلة فليتحدث بناءً عليها.
وأضاف جمال "أقول شهادة حق والدى أصيب بثلاثة أعيرة نفذ من جسمه اثنان منها، والثالث استقر فى عنقه، وهى الرصاصة التى أدت إلى وفاته، وأن هذا اليوم كان يوم رحيله وساعته وأجله، لأن الرصاصة التى استقرت فى عنقه وشكك فيها الكثيرون اصطدمت بالحاجز الرخامى للمنصة وتغير مسارها لأعلى فاخترقت بطنه، حيث كان واقفاً فى هذه اللحظة يتابع عرض الطيران واستقرت الرصاصة بعدها فى العنق.
وشدد جمال على أنه وشقيقاته "الأشقاء" لا يؤيدون الاتهامات التى يرددها البعض عن تورط الرئيس مبارك فى اغتيال والده حتى لا تحدث بليلة فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر، وأنه ملتزم بالحقائق والأدلة فقط.
وتلك الحلقة جعلتنى انتبه إلى ما يرتكب فى الصحافة والإعلام من عدم مهنية فى هذه الفترة، فالكثير من المعلومات يتم تداولها دون سند أو معلومات ووثائق حقيقية، وكأنه بات من حق كل واحد أن يتهم من يرغب على طريقة "قالوا أو سمعنا أو فلان شاف بعينه"، وللأسف امتلأت الصحافة بمثل هذه الوقائع، وتناسى الكل القاعدة القانونية التى تؤكد أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته كما ليس كل ما يقال فى جلسات النميمة يصلح لأن يتحول إلى خبر أو تقرير دون وجود أدلة، ولكم فى جمال السادات أسوة، فمن اغتيل كان والده، ولن يكون هناك من هو أكثر حرصاً منه على معرفة الحقيقة، ولكنه إنسان انتصر للمنطق والحقائق، وتساءل عن الدلائل وكلامى هذا ليس دفاعاً عن الرئيس السابق، بل هو دفاع عن المهنية وأمانة الكلمة فى ظل هذا الوقت العصيب من تاريخ مصر، والذى نحتاج فيه لمحاكمة الفاسدين والمتورطين بالقانون، وليس طبقاً لما يحلم به البعض أو بمنطق تصفية الحسابات، وفى النهاية مصر دولة يحكمها القانون وليس شريعة الغاب.
جمال السادات الخلوق ودرس فى الاحترام والمهنية
السبت، 02 أبريل 2011 04:03 م
المهندس "جمال السادات" نجل الرئيس الراحل أنور السادات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة