أبدى الدكتور جلال أمين سعادته، بتغيير رؤساء تحرير الصحف القومية، وخص بالذكر جريدة الأهرام، التى كانت تقع الصفحة الأخيرة فيها فى قبضة جهاز أمن الدولة سابقا حسبما قال.
وذكر أمين موقفا حدث له عندما حصل على جائزة العويس منذ عامين، هو وناقد أدبى تونسى وروائى جزائرى وآخر يمنى وكتبت الصحيفة أسماء هؤلاء بينما تجاهلته، وهو ما أثار دهشته وعندما سأل صديقه الروائى علاء الأسوانى عن ذلك، أكد له وقتها أن هذه الصفحة تقع تحت رقابة أمن الدولة.
وأضاف أمين، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بمكتبة "أ"، أن هناك أجندة خفية لا يعرفها أحد وراء التباطؤ فى اتخاذ إجراءات التغيير بشكل سريع، مؤكدا أن السرعة فى مثل هذه الحالات أمر ضرورى ومن السهل فيه اتخاذ قرارات حاسمة، متسائلا هل السبب فى ذلك عدم توافر الكفاءات اللازمة أم ماذا؟
وأكد أمين أن هناك عدة إجراءات يجب أن تتخذ فى مصر لضمان هذا التغيير منها إقالة يحيى الجمل، نائب لرئيس مجلس الوزراء لأنه لم يكن من الثوار ولم ينزل ميدان التحرير مرة واحدة، وكذلك تغيير كل المحافظين ورؤساء وعمداء الكليات.
وأضاف أمين أن كل ما يحدث يؤكد النظرية الاقتصادية المعروفة "انفصال الملكية عن الإدارة" وهذا يعنى أن مُلاك الثورة الحقيقيين والذين ضحوا بأرواحهم لم يشاركوا فى بناء مصر الجديدة وجاء أناس لم يشاركوا فى الثورة.
وشبه أمين الشعب المصرى، الذى خرج ليشارك فى التصويت على الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأهل الكهف الذى ظل فيه سنوات ولما خرج أصابه ضوء الشمس بعد التوازن، مؤكدا أن مصر الآن فى حاجة إلى رجال مخلصين ولديهم همة عالية.
وتذكر أمين السنوات الأولى من ثورة يوليو 52، التى وصفها بأنها كانت أبهج الفترات التى مرت على مصر، مشيرا إلى أن السبب فى ذلك أنه تولى شئون البلاد رجال مخلصون مثل عبد اللطيف بغدادى، الذى أقام مشروع الكورنيش من شبرا حتى حلوان وأقر قانون الإصلاح الزراعى الذى مازلنا نطبقه حتى اليوم.
وأكد أمين أن أهم معضلة اقتصادية حتى اليوم هى البطالة ويمكن حلها بشكل سريع من خلال طمأنة الشباب بأن فرصهم موجودة وعمل خطط قصيرة المدى وخطط أخرى طويلة المدى، مستحضرا كلمة حلمى مراد، وزير التربية والتعليم عام 68، أن الحلول موجودة لكن المسألة متعلقة بمصالح شخصية.
وأعرب أمين عن وجود أمل غامض وقوى بداخله بأن ما هو قادم أفضل مما فات، مشيرا إلى أن الساحة تفتقد لزعيم روحى ومتدين وعقلانى تلك المواصفات التى كانت تنطبق فقط على المفكر محمد عبده، الذى لم يتكرر حتى الآن، قائلا حتى عمرو خالد، ذلك الرجل الذى حاز على إعجاب الجميع ليس هو الرجل المناسب مائة بالمائة، داعيا الشباب إلى التوجه لميدان التحرير مرة أخرى إن لم يحقق لهم المستقبل كل آمالهم وعلى الشيوخ أن يكفوا على الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة