محمد حمدى

عن النظارة السوداء التى أرتديها

الثلاثاء، 19 أبريل 2011 02:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ردا على مقالى أمس بعنوان "ممنوع المطالب الفئوية.. فى البيت" تساءل الصديق عصام الجزيرة عن أسباب النظارة السوداء التى أرتديها، والتشاؤم الذى أكتب به مقالاتى فى اليوم السابع، بينما الكثير من المواطنين يشعرون بالتفاؤل.. إلى الحد الذى طرح معه سؤالا منطقيا هل عهد النظام الفائت كان أفضل؟

يعيش صديقى عصام فى جزيرة وسط النيل فى أقصى صعيد مصر، لكنه منذ نحو عامين يتواصل معى بالتعليق، وكثيرا ما يكتب آراءً أستفيد منها كثيرا، ويخلق حوارا يثرى المقال، ويكمل بعض جوانبه الناقصة، وهذا الهدف الرئيسى من تعليقات القراء الإيجابية.. وكثيرا ما اشتبكنا اشتباكات إيجابية بالكلمات، ولم نتراشق بها.

صديقى العزيز: التفاؤل والتشاؤم ليس حالة مزاجية، وإنما يفترض أن يبنى على قراءة دقيقة للواقع، وما يحمله المستقبل للشخص والجماعة والوطن على السواء.. وبناء عليه فإن ما أعيشه من تشاؤم مبنى على نظرة واقعية للمستقل.. مستندة إلى معطيات الحاضر.

الواقع يقول وحسب الأرقام الاقتصادية إن وزارة المالية سحبت خلال شهر ستة مليارات دولار من الاحتياطى النقدى، لينخفض من 36 مليارا إلى 30 مليارا، أى أن حجم ما تم سحبه من الرصيد يصل إلى 36 مليار جنيه مصرى، وقبلها طرحت المالية أذون خزانة خلال شهر بنحو 20 مليار جنيه لتغطية ديون مستحقة وعاجلة على الحكومة.

وخلال شهر فبراير الماضى تراجعت الاستثمارات بنسبة تقترب من 60% مقارنة بفبراير من عام 2010، وانخفضت استثمارات الأجانب فى مصر فى نفس الفترة بنسبة 82% تقريبا، والاستثمارات العربية بنسبة 75% تقريبا.

وفى الأيام الأولى للثورة استمعت بكثير من الدهشة لتصريحات لرموز المعارضة يتحدثون فيها عن استثمارات أجنبية تنتظر على الأبواب بعد أن تحررت مصر من الفساد، واستغربت كثيرا من هذا الكلام فالاستثمارات العربية والأجنبية لا تتدفق على أى بلد بمجرد سقوط نظام فاسد.

أى استثمارات تحتاج إلى مناخ أعمال مناسب، يعتمد على استقرار أمنى وهو ليبس موجودا على الإطلاق، ووضوح واستقرار فى النظام السياسي، وهو أمر غير معروف حتى الآن، وبالتالى فإن صاحب أى رأس مال مصرى أو أجنبى لن يخاطر باستثماره فى ظل هذا المناخ إلا إذا كان مجنونا أو يحمل أموالا غير شرعية ويريد غسيلها وتطهيرها فى بلد غير مستقر.

مصر اقتصاديا تعيش فى نفق مظلم، لن تخرج منه بالنوايا الحسنة، ولا بالشعارات الثورية، وإنما بإعادة بناء الدولة، وتجاوز اللحظة الراهنة والمضى إلى المستقبل، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن فنحن لم نبرح مكان أقدامنا حتى الآن.. وأخشى القول إننا لم نخرج بعد كدولة من ميدان التحرير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة