سعيد شعيب

طبعاً فيه تطرف فى قنا

الثلاثاء، 19 أبريل 2011 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدون لف ودوران هذه هى الحقيقة، بل ودعنى أقول إن هذا التطرف الدينى، إسلامى ومسيحى، موجود فى مصر كلها، والاختلاف فى الدرجة فقط، وليس فى وجوده من عدمه. وربما يكون الصعيد أشد وطأة من غيره من مناطق مصر لأسباب كثيرة. ولكن فى النهاية النتيجة واحدة، وهى أن هذا التطرف الدينى نيران يمكنها أن تحرق الجميع، وتدمر الدولة المصرية.

صحيح أن الشرارة اشتعلت فى قنا على خلفية أن المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل متهم بأن له يد فى قتل المتظاهرين فى محافظة الجيزة أثناء ثورة اللوتس، ولكن الصحيح أيضاً أن هذه الشرارة تحولت إلى نيران وقطع طرق وبلطجة على خلفية دينية، ورفض لتولى مسيحى موقع المحافظ، صحيح أن بعض المحتجين يقولون إن السبب هو أن هذه هى المرة الثانية التى يتولى فيها مسيحى هذا الموقع، لكنى أؤكد لك أنها حتى لو كانت المرة الأولى لاشتعلت المظاهرات.

ومع ذلك فهناك ما هو إيجابى فى هذا التطرف، ففى "العهد البائد" كان من المستحيل أن تخرج مثل هذه التظاهرات بهذا الوضوح وهذه الأعداد، فقد خرج التطرف من القلوب إلى النور، محمياً بقبائل وعائلات، بعد أن كان يعبر عن نفسه باحتكاكات بالمسيحيين، أو بالكنائس فى الصعيد، فهذه المرة الغضب معلن وموجه ضد الحكومة وأهدافه محدده، ورغم البلطجة بقطع الطرق، إلا أنه فى النهاية التعبير عن هذا الرفض كان فى شكل التظاهر.

الأمر الثانى الإيجابى هو ادارك الناس لأهمية مشاركتها الديمقراطية فى اختيار المحافظين، بل واختيار العمدة وربما رؤساء الأحياء، فقد انتهى الزمن الذى يرسل فيه الوالى من يختارهم وعلى المواطنين فى كل ربوع مصر الإذعان، ولذلك لابد من تغيير المحافظ، وهذا حل مؤقت وليس دائم، استجابة لهذا القطاع من أهالى قنا، فهيبة الدولة تأتى من احترام رغبات مواطنيها أو حتى بعضهم، وليس من قمعهم وإجبارهم، مع محاسبة من قطعوا الطرق وارتكبوا أى أعمال مخالفة للقانون.

وهذا ينقلنا إلى الدرس الأعظم فى احتجاجات قنا، وهو ضرورة أن تعمل القوى السياسية على بلورة قانون لانتخاب المحافظين، وتعظيم سلطة المجالس المحلية المنتخبة، بما فيها عزلهم للمحافظ، وتوفير استقلالية إدارية ومالية للمحافظات، وكان هناك مشروع قد بدأ فى هذا الاتجاه فى "العهد البائد" علينا أن نكمله.

فهذا المسار الديمقراطى السلمى هو الضمانة الوحيدة لتحجيم التطرف، ونتعلم جميعاً أن السياسة والكفاءة لا علاقة لهما بالأديان ولا علاقة لهما بالقبائل والعائلات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة