أجمل ما فى ثورتنا المباركة أنها صناعة مصرية خالصة، فجرها شبابها واحتضنها شعبها وحماها جيشها الوطنى النبيل، لقد أطلق شرارتها شباب أحبوا وطنهم وساءهم أن يقبع هذا الوطن العظيم فى ذيل الأمم بعد أن كان نبراسا وشعلة للحضارة والتقدم والرقى، وبعد أن كان مصدر إلهام للشعوب المقهورة فى البحث عن التحرر وتقرير المصير ساءهم أن تتجرأ علينا الأمم فتصبح مصر صاحبة الحضارة والمجد والتاريخ محلا للاستخفاف والاجتراء.
بل تعدى الأمر إلى تهديد مصر فى شريان النيل الذى منه يستمد المصريون الحياة والسؤدد لقد عز على شباب مصر وأبنائها الأوفياء أن يروا حفنة من شرار الناس يحتكرون ثروات الوطن ويستأثرون بخيراته يمتلكون القصور والضياع ويمتطون صهوة أحدث السيارات الفارهة بينما غالبية الشعب يتضورون جوعا يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، ولقد صبر الشعب حتى ظن الظالمون صبره خنوعا وذلة واستسلاما فتمادوا فى غيهم وضلالهم ولم يحسبوا لغضب الحليم أى حساب، فانفجر البركان الهادر فى وجوههم أجمعين ونادوا ولات حين مناص.
كانت الفكرة مصرية والتنفيذ كان بأياد ودماء زكية مصرية روت ترابها المبارك فأينعت شجرة الحرية باسقة تؤتى أكلها بإذن ربها لكل أبناء مصر وليس لطغمة فاسدة أهلكت الحرث والنسل وعاثت فى الأرض فسادا، إن شجرة الحرية تلك هى لنا جميعا ظلها لنا جميعا ثمراتها لنا جميعا لذا وجب على الجميع أن يحافظ عليها ولايألو جهدا فى الزود عنها بكل غال ونفيس حتى تظل وارفة الظلال شامخة ننشد الأمن والأمان تحت أغصانها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة