نعيش الحرية بعد ثورة 25 يناير ما أجمل الحرية ولكن كعادتنا كمصريين نبالغ فى الحزن كما نبالغ فى الفرح و هى أيديولوجية مصرية معروفة، حدث عندنا مبالغة سياسية وأدت إلى هذا العدد الهائل من الأحزاب فكل يوم يولد حزب سياسى جديد حتى زاد عدد الأحزاب فى مصر عن أعتى الدول ديمقراطية فى العالم وربما نجد يوما فى مصر مع هذا المعدل الإطرادى أن عدد أحزابها يفوق عدد الأحزاب السياسية القوية جمعاء بين دول العالم.
لا أدرى بالتأكيد هل هى ظاهرة سياسية صحية أم أننا ننتقل من مرحلة ديكتاتورية الحزب الواحد إلى فوضى التعددية الحزبية، هل زيادة الأحزاب عن الحد يؤدى إلى تشتت قوى الشعب فاختلاف الرأى والفكرة بين الأحزاب و بعضها لا يولد هذا الكم الهائل من الأحزاب فما الجدوى وما الاختلاف الجذرى بين الأحزاب؟
ما الحزب الذى يمتلك رؤية ناقلة لمصر من عصر الظلمات إلى عصر الحريات؟
كان الحزب الوطنى يهتم بالطبقة الغنية و يدعى القول: إنه يدعم طبقة محدودى الدخل وليس لدى الحزب الوطنى رؤية سياسية جيدة بدليل حدوث الثورة، كان صفوة القوم يعيشون فى المرتفعات (هايتس) وكانت الطبقة الكادحة تعيش فى العشوائيات ومن الطبيعى مع مرور الوقت يفقد الصفوة اهتمامهم بالعشوائيات.
الحزب الوطنى كان اهتمامه الأوحد معدل النمو ولم يهتم بمعدل التنمية، شتان الفرق بين النمو والتنمية فكان الاهتمام بمعدل النمو الاقتصادى ولم يكن هناك اهتمام بمعدل التنمية البشرية والفكرية.
إذن لابد للصفوة لو كانوا يردون العيش فى أمان وسلام اجتماعى أن يعلو بمعدلات التنمية البشرية الفكرية عند سكان العشوائيات، أن مصدر التقدم ليس إيرادات النفط والغاز كما قد يفترض، وإنما هو نتيجة للإنجازات الكبيرة التى يمكن تحقيقها في الصحة والتعليم، أى فى البعدين غير المرتبطين بالدخل من دليل التنمية البشرية، فقد قامت الثورة نتيجة الهوة الطبقية الواسعة فى ظل غياب الطبقة الرابطة فى المجتمع.
الواضح من الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية بغض النظر عن الإجابة بنعم أم بلا أن أغلب الأحزاب السياسية على الساحة كانت مع رأى (لا) فى حين أن الأغلبية الكاسحة كانت مع رأى (نعم) مع الاعتبار أن الإخوان المسلمين كان فى وقت الاستفتاء بدون حزب سياسى ،هل معنى ذلك أن أغلب الأحزاب السياسية فى واد و الأغلبية فى واد آخر.، إذن السؤال ليس فى عدد الأحزاب و لكن السؤال من هو الحزب الذى يستطيع أن يكون أشد تأثيرا و يفوز بالأغلبية.
ربما تكون الإجابة هو الحزب الذى يستطيع عمل نقلة نوعية وفكرية للعشوائيات و تحويل هذه العشوائيات إلى مرتفعات (هايتس) و يكون هذا الحزب الأشد تأثيرا وله الأغلبية وهو حزب العشوائيات هايتس وأن تكون هذه الأغلبية ذى تأثير إيجابى فى النظام الانتخابى وحينها لا يؤثر فيهم أى شيء سوى السعى وراء الحرية.
من هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أنه ما أحوج مصر للعمل الاجتماعى الجاد عن العمل السياسى.
د.عصام خليفة يكتب: الأغلبية فى حزب "العشوائيات هايتس"
الثلاثاء، 19 أبريل 2011 12:18 ص