موعد مع "الثروة " ينتهى فى "الأمن العام".. موظف الميناء قاد كتيبة من المسجلين خطر لسرقة 3 ملايين جنيه من أموال "الجمارك" كانت فى طريقها للبنك المركزى

الإثنين، 18 أبريل 2011 12:08 ص
موعد مع "الثروة " ينتهى فى "الأمن العام".. موظف الميناء قاد كتيبة من المسجلين خطر لسرقة 3 ملايين جنيه من أموال  "الجمارك" كانت فى  طريقها للبنك المركزى اللواء محسن مراد رئيس مصلحة الأمن العام
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من سيناريو فيلم "المشبوه" للنجم عادل إمام، استوحى موظف الجمارك، فى ميناء بورسعيد، تفاصيل خطتة للخروج ، من مستنقع الديون الذى سقط فيه ، كانت مشاهد الاف الجنيهات من متحصلات الضرائب والجمارك ، قادرة على أن تستدعى حوله الف شيطان ليزينوا له ما يفكر فيه ، ولكن كان أشدها تأثيرا عليه ما سمعه مؤخرا ، عن ثروات كبار المسؤلين والوزراء ، بعدما سقط من يدهم صولجان السلطة ، فالأموال التى تمر أمامه فى طريقها من الميناء الى البنك المركزى ببورسعيد ، كانت تذهب فى النهاية ، لحفنة من كبار اللصوص، هكذا تصور " إسلام " وكان هذا التصور، هو كلمة السر فى الخطة التى رسمها ، وإستعان فيها بـ 5 من المحترفين ، أقلهم خبرة، سبق إتهامة فى واقعة ضرب أفضى إلى موت.

كل ما كان يحتاجه إسلام ، لتنفيذ خطته ، بعض الأسلحة ، وسيارة ، وموتسيكلين ، ومجموعة من القلوب "الميتة" ومواعيد محددة بدقة تبدأ من لحظة ، خروج سيارة الأموال من البوابة رقم 20 لميناء بورسعيد ، وحتى أول كمين سيتم نصبه للانقضاض عليها ، بعد أن تبتعد عن الميناء بـ 2 كم ، والاستيلاء على الاموال ثم الهروب.

اعتمد " إسلام " ، فى خطتة بشكل رئيسى على وجودة داخل الميناء ، ومعرفة الموعد الشهرى المخصص لخروج السيارة وخط سيرها حتى البنك المركزى ، لذلك كان دوره فى التنفيذ مضاعفا، فلم يكتفى بالتخطيط والحصول على نصيبه ، بل شارك أيضا بالتنسيق والمتابعة ، معتقدا أن قبضة رجال الشرطة مازالت متراخية ، ولكنه تناسى ومن معه ، أن هذه الظاهرة بدأت تتلاشى مؤخرا.

اختار إسلام ومشاركوه، صباح الـ 10 من إبريل الجارى ، لتكون ساعة الصفر، واختارت أجهزة الامن الـ 16 من نفس الشهر ، أن تضع فى إيديهم القيود الحديدية وإسترادد الاموال وضبط الاسلحة المستخدمة ، بعدما أعتقد الجناة لعدة أيام إنهم ظفروا بـ 3 ملايين جنيه ، للدرجة التى أوحت للعقل المدبر للعملية ، بأن يشترى بجزء من نصيبة شهادة " إستثمار " ، فيما قام متهم أخر بشراء مصوغات ذهبية هدية "لحماته".

مساء السبت الماضى تجمع شركاء الجريمة، فى حى الزهور ببورسعيد محل إقامتهم ، وسهروا حتى الصباح راجعوا كل تفاصيل الخطة ، حفظ كل واحد منهم دوره بدقة ، وقبل ساعتين من التنفيذ تركهم "إسلام " وتوجه الى عمله كالمعتاد ، ودون أن يشعر به أحد من زملائه فى الميناء ، رصد تحركات السيارة الـ " مينى باص " وبعد أن تم تحميلها بالأموال ، أتخذ أفراد المأمورية التى ضمت السائق وموظفين وأمين شرطة للحراسة أماكنهم فى السيارة ، وبمجرد تحركها ، أجرى " إسلام" اتصالا بباقى الجناة، أخبرهم فيه بتحرك الهدف من البوابة " 20 " وبعد إبتعاد سيارة الاموال عن حرم الميناء بـ 2 كم ، أعترضت طريقها سيارة ملاكى ماركة هيونداى ، ودراجتان ناريتان، بدون لوحات معدنية ، يستقلهم 6 أشخاص ملثمين .

كانت طريقة استخدام المتهمين فى الأسلحة ، حسبما ذكر المجنى عليه فى أقوالهم ، تشير إلى إنهم ليسو هواة ، ولن تجدى معهم أى محاولة للمقاومة ، لذلك فضلوا الاستسلام ، ليقوم الجناة بتوثيقهم بالحبال وكمموا أفواههم ، واستولوا على المبلغ وفروا هاربين ، ليبدأ بعدها مارثون لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه بعدما تلقت أجهزة الامن، بلاغاً من إدارة موانئ بورسعيد، أنه أثناء قيام أمين شرطة بميناء بورسعيد البحرى ، بمأمورية تأمين سيارة "مينى باص" تابعة لجمارك الميناء ، قيادة سائق وبرفقته موظفان بالجمرك وبحوزتهم 3 ملايين ، لإيداعها بالبنك المركزى ببورسعيد، هاجمهم ملثمون وأستولوا على الاموال تحت تهديد الاسلحة ولاذوا بالفرار.

وعقب تلقى البلاغ ، تم إخطار اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية، الذى أمر بسرعة ضبط الجناة واستعادة الأموال، وتم تشكيل فريق تحت إشراف اللواء محسن مراد ، مدير مصلحة الأمن العام، وضم كل من اللواء سامى الروبى مدير أمن بورسعيد، واللواء مصطفى الباز ، وكيل مصلحة الامن العام ، واللواء أحمد سالم ، مدير إدارة البحث الجنائى بوزارة الداخلية ، والعميد عز الدين منصور رئيس مباحث أمن بورسعيد.

وعن طريق الأوصاف التى أدلى بها المجنى عليهم، تم تتبع السيارة المستخدمة فى الحادث ، وكشفت تحريات الرائد حسن السخرى رئيس مباحث المرور ببورسعيد، عن أن السيارة مستأجرة من أحد المكاتب، ومن خلال ذلك تم القبض على 2 من المتهمين ، وهما الرأس المدبر "إسلام.ح-32 عاما موظف بمصلحة الضرائب على مبيعات بميناء بورسعيد ، و"مصطفى.م - 26 عاما " عامل بمحل جزارة" سبق اتهامه فى قضية ضرب أفضى إلى موت .

وكشفت التحريات عن باقى المتهمين هم "حسن.ع - 29 عاما سائق " مسجل خطر سرقات ، و"أحمد.ا.ف 24 عاما – عاطل " مسجل سرقات عامة ، و" محمود.ا.ف وشهرته الانو - 19 عاما " عاطل مسجل متنوع ، و"إبراهيم.ا.م - 22 عاما " وشهرتة " ظاظا " مسجل خطر فرض سيطرة ، غادرا بورسعيد بالتزامن مع الواقعة وتوجهوا للقاهرة ، وتم استهدافهم من خلال عدة مأموريات ، وبالقبض عليهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة ، وأرشدوا عن الأموال المسروقة،والأسلحة المستخدمة ،وهى عبارة عن بندقية آلية عيار 7،62 % وطبنجة 9 ملى ، وفرد خرطوش محلى الصنع ، وسيف ، و2 خنجر، و2 مطواة قرن غزال ، وداخل أروقة مبنى مصلحة الامن العام بالعباسية ، تم جلب المتهمين منكسين الرؤس ، زائقى البصر ، يفكرون فى مصيرهم المحتوم ، بعد أن يتم تحرير المحاضر اللازمة لتبدء بعدها النيابة التحقيق .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة