محمد مسعد البرديسى يكتب: مع الاعتذار للسياسة ديننا حزبنا

الإثنين، 18 أبريل 2011 06:45 م
محمد مسعد البرديسى يكتب: مع الاعتذار للسياسة ديننا حزبنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن بالفعل شعب طيب أليف يألف ويؤلف ويعشق دينه عشقا لا مثيل له فقد أحببنا الله فكثرت أسماء العباد له من زمان أجدادنا إلى نسلنا بل وابتكرنا من حبنا أسماء لله ليست من أسمائه الحسنى أبدا مثل الموجود الستار النعيم الجواد الراضى وأحببنا نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت أسماء المصريين كلها ال 80 مليون مصرى إلا قليلا لا تخلو من محمد وأحمد بنسبة 90% وتطرف الحب فى النبى وغلونا فيه حتى أطلقنا اسم عبد النبى وعبد الرسول على كثيرين يحملونه بيننا والمفروض عبد رب النبى إذ لسنا عبادا للنبى صلى الله عليه وسلم بل عباد لربه سبحانه وتعالى وأحببنا بالطبع الأنبياء وطبيعيا هى من كامل إيماننا فعدد إن شئت من بين الأسماء الكثر بين المصريين موسى وعيسى وإبراهيم وصحيح أن حبنا لمحمد سيد الرسل فاق الجميع لأننا عشقنا الفطرة والسماحة والتوكل فاسمع إن شئت (صلى ع النبى) بين المارة والباعة والعام والخاص حتى فى الخناقات فلا تنفض واحدة منها إلا بواحد من المارة من هنا أوهناك يصرخ فى الخناقة قائلا: ما تصلو ع النبى يا جماعة وفضوها سيرة!!

ولتغلغل الطابع الدينى فى نفوسنا تجد عند الغضب من يخرج من هذه العباءة عباءة الدين فيتلفظ بالسب معبرا عن قمة الغضب والسخط وقد أصاب حال سبه حبا عميقا فى النفس تقدسه وتوقره وتحترمه فيجد فى الحال من يوقفه عند حده فإما أن يردعه أو يدخل معه فى عراك وشجار وهناك الشذوذ والتطرف والغلو فى هذا الحب حيث تراه فى الموالد البدعية والإسراف فيها بشكل يحول الحب إلى غضب من الله لأنه ببساطة ليس هو الحب الذى يقبله الله سبحانه وتعالى لكن ندلل به فى مقام التأثير الذى يؤديه ديننا أو الدين فى نفوسنا ناهيك عن الشعارات المطلقة المكتوبة بأحسن الخطوط فوق السيارات مثل : من شر حاسد إذا حسد حيث يأخذ طرفا من الآية مكتفيا بها شعارا ومثل : يا مسهل يا بركة دعاء الوالدين

وكذلك مثل : اذكر الله ورب اشرح لى صدرى أضف أيضا الشعارات المكتوبة فوق المحلات التجارية خاصة فى الأماكن الشعبية فتجد مثلا : ( الله، كشرى الأمانة، محمد) و(الحمد لله، بويات حدايد)!!

وبعد ذلك كله هل رأيت ولمست بنفسك أو غيرك شعارات حزبية مما تسمع وأقوال مشهورة مما تقال فى أروقة الأحزاب السياسية تتزايد بين الناس؟! لا أعتقد فالكلمات البراقة لأصحاب الأحزاب لايحفظها مطلقا المصرى العادى بقدر محفظ (صلى ع النبى) (توكل على الله) (كل شىء بإرادته ) (الفاتحة) حتى المرشحون فى الانتخابات أيا كان انتماؤهم لا تخلو لوحاتهم الدعائية من ذكر الله ( لا إله إلا الله ) فإن تغلغل الدين فى نفوسنا لا تكبحه إرادة كارهٍ أو ناقم أو متململ من المتدينين!! مهما بلغت علمانيته أو فكرة وتوجهه وتخوفه فإن أراد وحاول وخطط لإغراء الناس فهو كالذى يحرث فى الماء.

والمصرى يتميز بطبيعة سهلة هى أبسط مما يريده العلمانيون أو الحزبيون على اختلاف مشاربهم يريد حاكما أيا كان صنفه يكون الدين منهجه وسلوكه وخلقه فلا يذكر مثلا شعارات براقة فلسفية وأيديولوجية معقدة!! ولكن يعامله بما قال الله وقال نبيه صلى الله عليه وسلم فى الوقت الذى لا ينس فيه خبرات الآخرين من الأمم والشعوب، ولن يكل الباحث كثيرا أو أى باحث عند بحثه عن من هو قدوة المصرى؟؟ حيث سيجد قائده الحقيقى شيخ الجامع الذى يبجله ويأمن جانبه ويأنس لشخصه ويحكى له أسراره ويسأله ليفتيه ويطيب خاطره عند حزنه ويشاركه فرحته ويتصدق عليه إن احتاج فالجامع هو من يتكفل تجهيز الموتى فى مناطق ليست قليلة ورئيس الجمعية الخيرية غالبا هو شيخ الجامع أو مؤسس أو بأن للمسجد وتصريح الشيخ للناس كالبلسم إذا نطق ونصح وأشار وصحح ووجه والشيخ غالبا ليس عضوا فى الحزب الفلانى أو عضوا فى الجماعة الفلانية بل كل يعمل على شاكلته وطوعا فى حب الخير والسماحة والكرم المعروف، ولو تعددت الصنوف الآن بين سلفية وإخوان حيث لا يتعدى كونها مجرد أسماء، والخطأ فقط أن يتعصب صاحب الفكر ويرفض المناقشة أو الحوار وهنا مربط الفرس والقاعدة العامة في ديننا هى أن الدين المعاملة والناس فى مصر تتجمع حول الخيرية والعمل الخيرى والذى هو بالأصل عمل سياسى قريب جدا من الحفاظ على الصحة وتوزيع الأموال والزكاة والوقوف مع الأسر الفقيرة.

وعليه ربما يتضح أن الحزب الذى نراه على هذه الشاكلة ليس له مقر قيادة ولا رئيس ولا أعضاء ولا مشهر فى لجنة الأحزاب وإنما تجد مقاره فى كل مكان على علاقتها فى مسجد القرية والحى أو جامع المحافظة أو المدينة وتجده فى الزاوية والمصلية داخل أروقة المبانى وثكنات العمل وقياداته الشيخ الطيب الوقور الذى لا يخافه الناس تجده جالسا معهم ويلتفون حوله فى دفء يستمع إليهم يسألونه فيجيب ويلتفون حوله بعد الصلاة، ثم قس ما سبق ما استطعت على إخواننا فى الوطن من المسيحيين داخل كنائسهم وهكذا.

سوف تجد فى نهاية البحث أن المصرى لايعرف عملا سياسيا فعالا وحقيقيا إلا فى ما يؤديه المسجد من رسالة اجتماعية يومية رائعة هذا هو حزبنا الحقيقى مع دور المسجد فى الإسلام بداية من أداء الصلاة إلى التوعية والإرشاد والخيرية وبالتالى فهو حزب سياسى قديم جدا لكنه غير معلن.

فإن كان ولى الأمر أو الرئيس المرتقب قريبا من أهل الحى والحارة والقرية والنجع والكفر والمدينة إلى المحافظة فبشرى ومرحبا فيعلى ويقدر شيخ المسجد وأمام الجامع وعالم الدين ويمنحهم قدرهم المستحق ويستمع لمشورتهم ورأيهم ويجلس بعد الصلاة مع المواطنين مستمعا للشيخ وكلمته؟ ! يكون بذلك قد فاز بقلب المصرى والمصريين دعكم إذن مما يطلق ويسمع سواء سلفية وغير سلفية فكلها لا تتعدى كونها أسماء , فانظر وتأمل ما استطعت كيف درجنا على الدين والحب فيه من أعمال خيرية رائعة هب أنها فعالة بشكل سياسى مع وتحت قيادة تعظم من شأن هذه القيمة العظيمة ألا وهى الدين بلا خوف بلا رهبة، انسجام مع فطرة الله التى فطر الناس علها من تكافل إلى تضامن إلى بر إلى مروءة إلى أخلاقيات ومنها إلى تقديس حرمة النفس والعرض والمال، ثم ارجعوا إلى أنفسكم لما الخوف إذن إذا ما علا أمر الدين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة