وتعرض النونو لعلاقة حماس بالنظام المصرى الجديد فى مصر بعد ثورة 25 يناير، ومستقبل المقاومة بعد التصعيد الإسرائيلى الأخير فى غزة، وعلاقة حماس بكل من إيران وسوريا.
ماذا تتوقع للعلاقات الفلسطينية المصرية بعد نجاح ثورة 25 يناير؟
مصر بمثابة الرأس من الجسد، ونحن معنيون بأمنها واستقرارها، كما أننا نسعى لعلاقات قوية، ونحن سنعمل على ذلك جاهدين وبكل الوسائل، أما بخصوص القضية الفلسطينية، فنحن لمسنا اختلافاً كبيراً فى تناول مصر الإيجابى للقضية الفلسطينية، خاصة بعد قرارات الجامعة العربية التى دعمتها مصر بقوة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، ونحن متفائلون للغاية بهذه الثورة المصرية، ودعنى أقول، بأن الشعب الفلسطينى قد خرج فى مظاهرات عارمة ابتهاجاً بنجاح الشعب المصرى فى ثورته، ونحن لم نقل إن مصر تراجعت عن رعاية الحوار، ولم نسمع أن سوريا عرضت استضافته، فمصر دولة ذات ثقل كبير ولديها فى هذه المرحلة أولوليات داخلية، ولو فشلت المصالحة والحوار الفلسطينى لفقدت هيبتها، ونحن لا نقبل لها ذلك ولا نرضى، فقوة مصر من قوتنا، ونحن بدورنا قد قمنا بحفظ حدودها أثناء الثورة، ولم يتسلل إلى القطاع أو إلى مصر أى كائن من كان، ولذلك شكرتنا الحكومة المصرية.
هل كنتم تتوقعون رد الفعل العربى بفرض حظر جوى على غزة بعد التصعيد الإسرائيلى الأخير؟
إسرائيل كانت تريد معرفة رد الفعل العربى والمصرى بعد الثورات العربية الأخيرة، بالإضافة إلى قياس قدرة الفصائل الفلسطينية وحماس على الرد، ورفع العلم الفلسطينى فى ميدان التحرير ومواقف وزير الخارجية المصرى نبيل العربى والمواقف المشرفة للجامعة العربية التى سعت لفرض الحظر الجوى على القطاع، كان لها الأثر الكبير فى توقف إسرائيل عن العدوان.
من الذى يطلق الصواريخ على إسرائيل؟
هناك اختلاف فى التوقيتات، فى مرحلة العدوان كانت كل الفصائل الفلسطينية تطلق وترد على إسرائيل وهذا حق مشروع، أما فى فترة التهدئة فكانت هناك مجموعات من تنظيمات وتجار كان هدفهم فرض الحرب من أجل إغلاق المعابر وتصريف بضاعتهم، وقد قمنا بالقبض على أحدهم لأن هذا الإطلاق كان غير مشروع، وكانت هناك أيضا مجموعات تعمل على إحراج الحكومة الفلسطينية بدعوى عدم قدرتها على حفظ الأمن.
لماذا أصدرت حماس قرارا للفصائل بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل؟
هذا فى الحقيقة ليس قرارا، ولكنه إجماع من كل الفصائل على التهدئة، لأن المصلحة العليا للبلاد تقتضى ذلك، ونحن فى حماس كنا نحافظ على إجماع وطنى خاصة بعد حرب 2008، ووجود رؤية بضرورة الإعمار و"جرجرة" الاحتلال للمحاكم الدولية وفك الحصار عن غزة، وذلك يتطلب الهدوء، بهدف ترتيب البيت الداخلى، بالإضافة إلى أن غزة تختلف عن الضفة الغربية.
لماذا تتردد حماس فى إبداء موقف صريح من مبادرة أبو مازن لإنهاء الانقسام؟
أبو مازن قال يوم 16 مارس الماضى "أنا مستعد للذهاب إلى غزة لإنهاء الانقسام"، وقد سبقه فى ذلك إسماعيل هنية "أبو العبد"، المهم نحن وافقنا ورحبنا بزيارة أبو مازن، ولكن للأسف ما وصلنا هو أن أبو مازن يريد الذهاب إلى غزة من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط وانتخابات تشريعية ورئاسية، أما انتخابات مجلس وطنى فلسطينى فلم تذكر، ونحن قلنا إن هذه الزيارة تحتاج إلى حوار، خاصة بعد قبول الورقة الأساسية، فالمطلوب الآن التوافق على آلية التشكيل للحكومة، فهناك إشكاليات يجب التوافق عليها، خاصة بعد الثلاث نقاط المختلف عليها فى الورقة المصرية، ثم على أى قانون ستجرى الانتخابات فهناك ثلاث قوانين لتنظيم الانتخابات، ثم إن أبو مازن يبنى على ما سبق، والمرحلة الراهنة مختلفة، ونحن نريد مصالحة شاملة وكاملة تضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، نحن نريد اتفاقاً جديداً ونهائياً وفتح تجتزئ ما تريد، ونحن نرفض ذلك، ونريد البدء من حيث انتهينا.
ماذا عن 4.7 مليار دولار التى خصصت للإعمار من الجهات الدولية المانحة وتتهمكم فتح بأنكم وراء عدم وصولها للشعب الفلسطينى؟
أنا أعلن الآن أننا على استعداد بتفويض الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية بإعادة الإعمار أو أن يستلم كل مواطن أمواله ويبدأ فى الإعمار بنفسه، أو أن تتولى أى جهة هذا الأمر، ولكن فتح رفضت أى عرض إلا تسليم الأموال لها وتبدأ هى فى الإعمار بنفسها، وأنا كنت فى الجامعة العربية وعرضت عليهم ذلك، وقد بدأت الأمم المتحدة بالفعل فى الإعمار وسمحنا باستخدام الأسمنت وسمح الاحتلال بإدخال مواد البناء، ونحن نعلن أن فى بداية العام بدأنا فى الإعمار بما تيسر لنا، وقد حصلنا على 90 مليون دولار لهذا الغرض.
من أين هذه الأموال التى تحصلون عليها؟
هى تأتى من أصدقاء الشعب الفلسطينى المعنيين بمعاناته.
وكيف تأتى هذه الأموال إلى غزة؟
حقيقة لا أعرف المهم أن هذه الأموال تصل وتنفق فى المكان المناسب.
البعض يتهمكم بتلقى أموال من الخارج؟
نعم نحن نعلن ذلك ونحن على استعداد للتعاون مع أى دولة أو مؤسسات تريد مساعدة الشعب الفلسطينى عبر حماس، بشرط ألا تكون هذه المساعدات مشروطة، ونحن لا نعلن عن هذه الجهات لأنه من الممكن أن تتعرض لضغوط من أجل عدم مساعدة الشعب الفلسطينى.
وافقتم على الورقة المصرية وتراجعتم عنها ماذا عن هذا الأمر خاصة بعد زيارة خالد مشعل لقطر وإيران؟
نحن بالفعل وافقنا عليها وعندنا محاضر هذه الجلسات وعملنا المستحيل من أجل إنجاحها، ولكن حدثت ثلاثة تعديلات على الورقة، وهى أن يشكل أبو مازن لجنة الانتخابات المركزية بالتشاور والتوافق مع الفصائل الفلسطينية المشاركة وأن يكون مرجعيتها أبو مازن، وتم حذف كلمة التوافق وبقيت التشاور وفى هذا اختلاف كبير، وثانياً موضوع منظمة التحرير، وقد تم التوافق على تشكيل لجنة عليا تضم اللجنة التنفيذية، وتكون هى المرجعية وقرارها نهائى، وكان هناك جملة ألا يجوز تعطيل قرارات هذه اللجنة وتم حذف الجملة من الأساس، وثالثا موضوع الأجهزة الأمنية، وتم التوافق على إعادة هيكلة وبناء الأجهزة الأمنية فى الضفة وغزة على أسس وطنية فتم تعديلها على النحو التالى، إعادة بناء الأجهزة الأمنية فى قطاع غزة وإعادة هيكلة الأجهزة فى الضفة الغربية فالفرق شاسع ونحن لدينا المحاضر التى تثبت ذلك.
ماذا عن وثائق الجزيرة؟
فتح لم تنكر هذه الوثائق وكذلك صائب عريقات نفسه لم ينكرها، وفى هذا عدم التزام بقرارات ورؤى منظمة التحرير الفلسطينية.
ماذا عن المعتقلين من حركة فتح لديكم؟
لا يوجد أى معتقل لدينا من فتح، وأى معتقل يأتون باسمه إذا كان لدينا وسنفرج عنه، ونحن مستعدون لفتح السجون والمعتقلات على مصراعيها لأى جهة أيا كانت، ومن هو معتقل سياسى يخرج، وهناك لجنة مستقلة من منظمات حقوق الإنسان تضع هذا الأمر بين يديها.
وماذا عن معتقليكم لدى فتح؟
فتح تحتجز أكثر من 700 معتقل حمساوى، وللعلم منهم أخوات.
ما طبيعة علاقات حماس فى الخارج؟
نحن لدينا علاقات طيبة بالجميع، وكل من يهتم بالقضية الفلسطينية، فنحن نرحب به، ونحن لدينا علاقات طيبة مع دول الاتحاد الأوروبى، وكل دول العالم.
هل زيارة أبو مازن مرفوضة من جهتكم؟
لا نحن نرحب به، ولكن لا بد من الحوار الهادف والبناء والجاد، ونبدأ من حيث انتهينا إليه، حتى نستطيع توحيد الصف الفلسطينى والمصلحة الوطنية العليا للشعب تقتضى ذلك.
هل تتوقعون نجاح أسطول الحرية الجديد فى الوصول إلى غزة؟
أبو العبد "إسماعيل هنية" له كلام جميل فى هذا بالنسبة للقافلة السابقة فقد قال، إذا وصلتم لنا فقد انتصرنا بكم وكسرتم الحصار، وإن لم تصلوا فقد فضحتم إسرائيل، وللأسف اختارت إسرائيل الخيار الثانى وفضحت نفسها فضيحة نكراء.
إيران لها مواقف عدائية من أهل السنة ومع ذلك تتعاملون معها كيف ترد؟
قد تكون إيران مستفيدة من الصراع بين حماس وإسرائيل ونحن نتعامل معها سياسياً لا عقائدياً، دون فرض أجندات أو شروط، بدليل أننا نتعامل مع الجميع من أجل المصلحة العليا للوطن.
لماذا فشلتم فى حماية الصحفى الإيطالى الذى قتل أخيراً فى غزة؟
والله هو التوقيت ليس توقيتا فلسطينيا، إسرائيل قالت قبل أيام إنها تريد الحفاظ على المتضامنين لأن قطاع غزة أصبح مأوى لتنظيم القاعدة، وبعد ذلك قتل الصحفى الإيطالى، فنحن نضع علامات استفهام، قد يكون من قتل فلسطينيا أما من يقف وراء ذلك فهى إسرائيل بلا شك، خاصة أن الرجل كان متضامن معنا، فكيف يتم قتله، أنا أظن أن هذه هى رسالة تحذيرية إسرائيلية للمتضامنين القادمين، ولكنى أؤكد أن ذلك ليس من أخلاق الفلسطينيين.
هل أنتم نادمون لخوض العملية السياسية والانتخابات التى أضعفتكم كحركة مقاومة؟
على الإطلاق غير نادمين ونحن وضعنا حدا للفساد المالى والإدارى والأخلاقى فى الحكومة السابقة، ولولا حرصنا على عدم فضحهم لأعلنا ما عندنا فى وسائل الإعلام العالمية والعربية، ولكننا لا ننتهج هذا النهج، أما فيما يتعلق بالانتخابات، وما حدث فهذا هو عصب الجرح فى يناير 2006 الوضع اختلف، قبل هذه الفترة عام 1994 حتى 2006 كنا فى السجون وممنوعين من العمل وملاحقين، إلى أن نصحنا الجميع بمن فيهم فتح، الانضمام إلى العملية السياسية، وعباس طلب منا فى 2006 التهدئة والاشتراك فى الانتخابات، وكان ذلك برعاية مصرية، وقد وافقنا على ذلك ودخلنا الانتخابات وهنا حدث تسونامى فلسطينى باكتساح الحركة الانتخابات، وكانت أقصى تقديراتنا هى 50% ولم نكن نتخيل أن نكون الأغلبية، وبعد ذلك منعنا فى ثانى يوم من الاحتفال، وقام دحلان وقواته بدخول المجلس التشريعى وحرقوا عشرات السيارات، هذا فى ثانى يوم، وسيطرت فتح على الشوارع، ثم أدينا اليمين الدستورية وشكلت الحكومة ولكنها منعت من كل اختصاصاتها، ولم يكن يستطيع أى وزير أن ينقل أى موظف من مكان إلى مكان، وبدأت الإضرابات لدى الموظفين، وكانت الوزارات فارغة نذهب للمستشفيات لم نجد دكتور، تخيلوا أن الوزير حينما يسافر يعوق من 4 إلى 5 ساعات ولا تفتح له الصالات، وهذا شرف لنا، فى حين يأتى أى مسئول من فتح فتذلل له العقبات.
أبو مازن لم يصطحب وزير الخارجية فى الحكومة العاشرة فى أى زيارة خارجية، وحينما تكون هناك وفود تزور فلسطين لا تتم دعوة الزهار.
كما تم سحب الاختصاصات من وزير الداخلية لدرجة أن الوزير كان فى زيارة لأحد المقرات الأمنية لم يستقبله المدير، ومكث ما يقرب من ساعة إلا ربع حتى سمح له بالدخول، رئيس الوزراء منع على أحد الحواجز ومنع من الدخول إلى مكتبه، وقال له الجندى ممنوع دخولك، وبالفعل رجع أبو العبد ومنع حدوث مجزرة، خاصة بعد استفزاز الحراس ولكنه كان أكثر حكمة بإعطاء أوامر للحراس بالانسحاب.
كان هذا إلى جانب إطلاق النار على الوزراء وحوادث الخطف وتصفية القيادات التابعة لحماس فى الشوارع وفى وضح النهار، فأصدر وزير الداخلية قرارا بإقالة مدير الشرطة ولم ينفذ هذا الأمر، واختفت الشرطة من الشوارع لتنظيم المرور بدعوى أن الجو حار.
بهذا اُستقبلت الحكومة الفلسطينية المنتخبة من الشارع الفلسطينى، ثم شكلت حكومة الوحدة، وبعد ذلك فى ميدان فلسطين تم إعدام ثلاثة من حماس فى الميدان، ثم أعلنها أبو العبد أنه لم يعد لدينا خيار، وقال، لا تجعلوا ظهورنا إلى الحائط، ثم تم قتل القيادى قسامى هو وزوجته وكانت حاملا وابنه واثنان من أقربائه ثم كان الرد.
فالانتخابات كانت تصويبا لأخطاء سابقة، الشعب الفلسطينى كان حقل تجارب لفتح التى كانت متفردة بالسلطة والقرار الفلسطينى وحدهم، ومنها الانفراد بالمفاوضات التى لم تأت بأى جديد.
أين نقاط التلاقى بين فتح وحماس خاصة وأن كل فريق متمسك بما لديه؟
هذا طبيعى بالنسبة لأى حركة سياسية، نحن نسير فى خطين متوازيين ونحن نحتاج إلى تقريب وجهات النظر وإنهاء حالة الاستعداء التى يستفيد منها الاحتلال الإسرائيلى وحده، فبدلاً من أن نجهد أنفسنا فى الرد على فتح والعكس، من الممكن أن نوظف هذا الجهد الإعلامى فى فضح الاحتلال، فلا بد من إعادة النظر حتى نرتب البيت الفلسطينى وأن نوحد الشعب الفلسطينى.






