د. ياسر جمال الدين يكتب: الوصايا العشر لرئيس مصر القادم

الإثنين، 18 أبريل 2011 05:13 م
د. ياسر جمال الدين يكتب: الوصايا العشر لرئيس مصر القادم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيادة الرئيس أكتب إليك من أعماق المجهول قبل أن تعرف أو نعرف أنك ستكون رئيس مصر القادم ليس إلا من حرص عميق فى قلوب ثمانين مليون مصرى فى أن تسير مصر إلى الأمام وأن تخرجها من براثن الفساد والطغيان التى عاشته على مدى عقود يصعب علينا تحديد متى بدأت ولكن اليقين كل اليقين أنها بدأت نهايتها مع ثورة الـ 25 يناير.

سيادة الرئيس حاولت إيجاز هذه المقترحات والتحديات التى ستكون أمامكم وأمانة فى عنقكم عندما تتولون فيها حكم البلاد وهى خواطر مواطن مصرى يحب هذا التراب.

الأولي: فى مفهوم الرئاسة لديك يجب أن تشعر فيه أنك من الشعب وإلى الشعب وأن الله جعلك حاكما عليهم وليس متحكما فيهم وأنه فى أى لحظة وفى كل لحظة تستطيع نفسك أن تنضم إلى صفوف المواطنين لتكون فردا بينهم، فلا تجعل بينك وبين شعبك جيش فتصاب مصر بمرض الانفصام فى الشخصية التى عانت منه عدة عقود وفيها يكون الشعب فى طريق وأنتم فى طريق أخر فيفشل أمرك وأمر إدارتك، فهذا هو التاريخ وهذا هو حكمه على من سبقوك ليكون ذلك عظة وموعظة.

الثانية: نريد مصر أن تتحول إلى دولة مؤسسات ودولة فكر واحد ولا نريدها معمل تجارب للعشوائيات الفكرية لمن يطلقوا على أنفسهم وزراء أو مسئولين فيأتى كل منهم بفكر يناهض من سبقه ويبدأ من نقطة الصفر ويعتقد أن كل من سبقوه لا يدركوا شيئا فى علوم الإدارة ويأتى بفلسفة ليست بفلسفة وإنما بفكر عشوائى يعيد مصر للوراء، فاجعل لكل وزارة مجمع من رجال العلم والفكر والخبرة يضعون خطة إصلاح لا تقل عن خمسين عاما تبدأ فيها من الواقع الذى نعيش فيه وتنتهى إلى حيث نريد أن نصل، وليكن كل من يأتى من وزراء وغيرهم ليسوا إلا حلقة من حلقات هذه الخطة الموضوعة، وأن يتم إعداد وتأهيل خمس وزارات فى كل عام حتى تتمكن من تأسيس الدولة تأسيسا حقيقيا فى خلال خمس سنوات وتصبح هذه الفترة خطة تأسيس مصر الحديثة والنواة الأولى لفكر جديد "مش نيو لوك".

الثالثة: نحتاج إلى مرحلة تطهير للإدارة فى مصر من كافة الرموز التى لا تتناسب مع ما تتطلع إليه مصر فى المرحلة القادمة من الوزراء ورؤساء القطاعات والمحافظين ورؤساء المدن فيكون فيها الاختيار للأفضل ويكون مقياس الاختيار ليست المحسوبية وإنما أمانة المسئولية والعدل والفكر السديد والخبرة فى موقعه. فبوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب تنهض الأمم وبغير ذلك ينتشر الفساد والفوضى فيها.

الرابعة: نحتاج إلى إخراج مصر من براثن وثقافة الفساد الذى تعيش فيه وللقضاء عليه يجب تفعيل دور الرقابة والرقابة على الرقابة ومحاسبة كل مسئول مهما كانت درجته ومهما كانت سلطته ومهما صغر حجم الإهمال أو كبر حتى يدرك أنه فى موقعه من أجل خدمة هذا الشعب وليس من أجل أن يرتع فيها دون رقيب أو حسيب.

الخامسة: نحتاج إلى لجنة عليا لمراجعة كافة ملفات الخصخصة التى استشرى فيها الفساد حتى نسترد ما تم سرقته من ثروة هذا الشعب واسترداد ما يمكن استرداده ووقف الفكر الاستنزافى من خلال تمليك الأجانب فى مصر ومنحهم حق الاستغلال لفترات طويلة دون تملك وهذه أنظمة تعمل بها دول عديدة فى العالم وحتى لا تصل الأجيال القادمة وتكون مصر ليست ملك لأبنائها.

السادسة: خطة واضحة لاستصلاح الصحراء والاستفادة من خبرات العلماء المصريين فى هذا الصدد والاهتمام بمحافظات الصعيد التى هاجر معظم شبابها إما إلى شمال البلاد أو خارج مصر بحثا عن لقمة عيش لهم وأن يتم البدء من خلال نظرية التدرج فى التطبيق وعمل نموذج عملى حتى نقف على سلبيات وإيجابيات المشروع ويتسنى تكراره بصورته الصحيحة فى محافظات مصر، ويتم جعل وزارة منفصلة لاستصلاح الأراضى وحماية الأراضى الزراعية التى تتآكل بسبب فساد الإدارة والمنظومة الحالية.

السابعة: أن تتبنوا سيادتكم المشروعات المتوسطة فى الصناعة لتكون قاطرة الاقتصاد فى مصر فى المرحلة القادمة وليست تلك المشروعات العملاقة التى تفوق إمكانيات الوطن المادية والمهنية للمواطن المصرى والتى ليست إلا شعارات على الصفحات الأولى من الجرائد ووسائل الإعلام وأن يكون مردود هذه المشروعات مباشرة إلى أبناء هذا التراب لا إلى خارجها، وتكون هناك لجنة دائمة لإدارة المشروعات المتعثرة ويتم فيها الاستعانة بخبرات الجيش والخبرات الاجنبية فى كل تخصص.

الثامنة: إصلاح التعليم فى مصر سيحتاج منكم إلى وقفة حقيقية من أجل تطويره بما تحتويه الكلمة من معان من خلال مناهج تعمل على تفريخ العلماء فى شتى العلوم، والقضاء على الأنظمة التى حولت التعليم إلى سلعة تجارية تشترى منه ما تريد من شهادات فهذا هو الفساد الحقيقى للأمن القومى وللموارد البشرية فى مصر وأن تصبح المدارس والجامعات الأجنبية منفذا لتعلم المزيد من العلوم وكسب خبرات الاخرين وليس التشبه بثقافتهم.

فهذه المدارس والجامعات يجب أن تكون جزء من ثقافة هذا الشعب ويجب فيها الاهتمام باللغة العربية فليس من المنطق أن يكون أبناء مصر لا يجيدون لغة بلدهم التى يعيشون فيها.

التاسعة: رفع المعاناة والقهر عن عاتق المواطن المصرى البسيط من خلال الفساد فى وزارة التنمية المحلية والإدارة العامة للمرور واللذان لهما نصيب الأسد فى معظم المشاكل اليومية لمواطن المصرى، فهذه هى العشوائيات وما تجلبه من تخلف اقتصادى وأمراض اجتماعية جمة للمواطن المصرى وهذه هى الإدارة العامة للمرور التى تسيء إلى مصر فى كافة تفاصيلها حتى أنامل أصابع موظفيها، ورفع القهر والظلم من خلال وزارة الداخلية وترويع المواطنين من خلال أمن الدولة التى أذابت فكرة العيش بأمان وكرامة للمواطن على تراب أرضه ففقد المواطن الانتماء إلى بلدة بسببها.

العاشرة: أن تحافظوا على أخلاق وقيم هذا الشعب ولا تتركوه فريسة لكل من لا يعرف قيمة ومعدن هذا الشعب العظيم وأخلاقه من خلال الفن الرديء والإعلام المفتوح الإباحى، وأن يشعر الجميع بمسئوليته تجاه هذا الشعب ويدرك الفرق بين الحرية والتحرر والإبداع والإفساد الأخلاقى والإباحية التى ستنخر مع الوقت فى أخلاقيات وعقائد وموروثات هذا الكيان العظيم.

سيادة الرئيس أرجو أن تجمع كل المصريين على حب مصر وأن لا تحاول أن تجمعهم فقط خلف الكرة أو الحفلات الموسيقية حتى يشعروا بالانتماء لهذا التراب وهذا الوطن، فلا تخشى من حب شعبك لبلاده فالشعور بالوطنية ليس جرما أو ذنبا يعاقب عليه التاريخ.

وأخيرا أقول كلمة لى وأخرى لعالم جليل أما الأولى، فهذا هو الشعب الأصيل وهذا هو ميدان التحرير شاهدا على عظمة هذا الجيل وهذا هو أنت وهذا هو التاريخ وهذا هو حكمه عظة وموعظة وأما الثانية فإن كنا نحن قدرك فأعانك الله علينا وإن كنت أنت قدرنا فاعاننا الله عليك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة