قال الروائى الكبير جمال الغيطانى، إن الأحداث الكبرى فى تاريخ مصر، ولدت أناشيدا وطنية، وأعمالا غنائية عبرت عنها، ومنها تلك الأغنيات التى عبرت عن فترة أحداث تأميم القناة عام 1956، ومنها "الله أكبر فوق كيد المعتدى" وغيرها من الأغانى الوطنية، أما ثورة 25 يناير، فلن تشهد نشيدا وطنيا جديدا يعبر عنها، وعن روحها العظيمة، بعد أن تشوه الوجدان المصرى لعقود.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقدته المؤسسة الثقافية السويسرية بالقاهرة "بروهيلفتسيا" أمس الأحد بالمجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة مشروع الذاكرة الثقافية المصرية "ذاكرة الموسيقى المصرية" وحضره عدد من المؤلفين الموسيقيين والنقاد الموسيقيين، والمؤرخين.
وتابع الغيطانى: حرب أكتوبر لم تخلف أى أغانى وطنية عبرت عنها باستثناء "على الربابة باغنى" لوردة، وهى الأغنية التى لم تكن على مستوى حرب أكتوبر، ولا أجد الآن أغنية تعبر عن روح الثورة التى ولدت طاقة روحية هائلة، جعلتنا فى مفترق طرق، إما نتقدم للمستقبل، أو نعود لعصر العصور الوسطى، مضيفا: وللأسف هناك غياب كامل للمثقفين، ومن يظهر منهم، يرغب فى نسبة الثورة لنفسه.
وتحدثت الدكتورة هبة شريف المسئولة عن المؤسسة الثقافية السويسرية فى مصر، عن أهمية مشروع الذاكرة الموسيقية، مشيرة إلى أن الفن المعاصر، ليس بعيدا عن ذاكرتنا المعاصرة، لذلك اهتم المركز الثقافى السويسرى فى القاهرة، بتنظيم هذا المشروع، لإحياء ذاكرة الموسيقى المصرية.
فيما تحدث المؤلف الموسيقى أحمد الحناوى عن فرقة حسب الله، مشيرا إلى نشأتها على يد مؤسسها الشاويش محمد حسب الله عام 1860، لتعزف فى المناسبات المختلفة فى مصر، وقدم الحناوى، عرضا عن الرؤية الموسيقية لفرقة حسب الله، والمقامات، والإيقاعات والألوات الصوتية التى تستخدمها الفرقة، وأوصى الحناوى فى كلمته، بوضع الفرقة موضع الاهتمام وإنقاذها من الإندثار، كما أوصى بإدراج أساليب عزفها كمادة أساسية فى معهد الكونسرفتوار.
وقدم سيد محمود الصحفى بالأهرام، بحثا عن أحمد عدوية أكد فيه على أنه لم يتعامل مع عدوية بوصفه مطربا وإنما بوصفه ظاهرة ثقافية واجتماعية وسياسية، مشيرا إلى مفارقة فى التعامل معه، تسببت فيها المسافة بين ثقافة النخبة، وثقافة الجمهور، وأشار محمود إلى أن عدوية بدأ الغناء بعد النكسة، لكن حضوره ترسخ، بعد الانفتاح، مشيرا إلى تغير القيم الثقافية والاجتماعية، فى مصر، والتى كان ارتباط مفهوم النجاح، بالمكسب السريع، أبرزها، وأصبح عدوية، نموذجا لهذا النجاح السريع، وقال محمود: الكثير اعتبر عدوية رد فعل للنكسة فى جانب الموسيقى كما اعتبر الكثيرون، أن عدوية شكل من أشكال التمرد على رموز السلطة الفنية قبل النكسة، وهم عبد الحليم وأم كلثوم.
وتحدثت المؤلفة الموسيقية نهلة مطر، عن الكتابة الموسيقية المصرية، مشيرة إلى أن المؤلف الموسيقى، يعيش حالة من الاغتراب الفنى، وعرفت مطر الكتابة الموسيقية، بأنها تتكون من مؤلف ومؤدى وجمهور، ولفتت مطر النظر إلى أن هناك إشكالية تحدث بين المؤلف الموسيقى، والعازف الذى يعزف القطعة الموسيقية المكتوبة، نتيجة جهل العازف أحيانا، بالموروث الذى تنبع منه الكتابة الموسيقية، داعية إلى عمل أطلس للموروثات الشعبية الموسيقية، يستفيد منها العازفون، كى يستطيعوا التفاعل مع المنتج الموسيقى المكتوب.
المؤرخ رمضان الخولى،تحدث عن المدارس الموسيقية فى القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن المؤرخين الموسيقيين، أعتمدوا على فقرة كتبها " كلوت بك" الطبيب الأول لمحمد على، ذكر فيها تأسيسه لخمس مدارس موسيقية مصرية، وأنه اهتم بدراسة الموسيقى الغربية، وتطرق الخولى فى ورقته للموسيقى العسكرية، وكيف أثرت، وتأثرت بالموسيقى فى القرن 19، كما لفت الخولى النظر إلى أن المرسوم الذى أصدره محمد على لإنشاء مدرسة الفرسان، يشير إلى أن من بين اختصاصاتها، تخريج دفعة نافخى الأبواق وضرابين الطبول.
وتناولت الناقدة الموسيقية رشا طموم آثار اللقاء الثقافى على المسرح الغنائى المصرى فى مطلع القرن العشرين، وكذلك تناولت مروة تميم الشرق والغرب فى موسيقى سيد درويش، فيما تحدث ماجد عزت عن إحياء الموسيقى القبطية فى العصر الحديث، والجهود التى بذلها راغب مفتاح رائد الموسيقى القبطية، فى تجميعها وحفظها كنوتة موسيقية على ورق، وهى الجهود التى تكللت بإصداره 16 مجلدا.
أما الدكتور عماد حسين محمد فقد استعرض من خلال بحثه، لتاريخ النشيد الوطنى، وتطوره، وكيف وضع الخديوى إسماعيل أول مشروع للسلام الوطنى، والذى كان يرغب فى تحقيق الاستقلال لمصر، وتناولت ورقة عماد حسين محمد، تغير النشيد الوطنى بعد ذلك مع الأحداث السياسية فى مصر، وكذلك تغيير العلم المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة