محمد إبراهيم الدسوقى

الحزب الوطنى الموازى

الإثنين، 18 أبريل 2011 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتهاجنا وفرحتنا بالحكم العادل بحل الحزب الوطنى الديمقراطى، يجب ألا تشغلنا عن بدء مهمة أشق وأصعب من نقل الحزب من خانة الأحزاب الحاكمة الباطشة والمستبدة بجبروت سياسى منقطع النظير، إلى طائفة الجماعات السياسية والدينية المحظورة، مثلما كانت جماعة الإخوان المسلمين فى وقت من الأوقات، وتتلخص المهمة المقصودة فى القضاء على الحزب الوطنى الموازى قضاء مبرما لتنظيف الساحة السياسية منه للأبد.

فخطر الحزب الوطنى المنحل لم يتبخر بحكم القضاء الإدارى، ولا بحبس أركانه أحمد عز، صفوت الشريف، جمال مبارك، فتحى سرور، ورئيسه وحاميه حسنى مبارك، فكل هؤلاء ليسوا سوى كهنة المعبد الذين يقصدهم كل باحث وطامع فى منفعة وثروة ومنصب وجاه، فهم لا يشكلون أضلاع المشكلة، فالعقدة الحقيقة، هى شبكات المنتفعين والمستفيدين المتفرعة والمتغلغلة فى كل ركن وزاوية من الإسكندرية شمالا إلى أسوان جنوبا.

ففى غضون السنوات العشر الماضية، لم يكتف الحزب الوطنى بسد شرايين ومنافذ التجديد والتطوير السياسى فى مصر، وتقنين منظومة الفساد، وتسليم الاقتصاد لحفنة من رجال الأعمال الفاسدين يديرونه وفقا للمصالح الشخصية وليس الوطنية، لكنه شيد صرحا شامخا لحزب موازى.

هذا الحزب تجده حاضرا وقويا فى القرى والنجوع، وكون خلايا عنقودية عمادها فعل اى شئ وكل شئ، لانجاز المصالح الشخصية والعائلية، واحتكار مقاعد مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، وإن حاولت القيام بعملية حسابية بسيطة ستتوصل إلى ان عددهم بالملايين، وأنهم لن يستسلموا بسهولة لفكرة حل الحزب الوطنى.

فهم يدافعون عما يعتبروه جهدهم وعرقهم وحقهم، حتى لو كان بواسطة طرق غير شرعية وبها ما بها من تعديات على حقوق الآخرين، وينبغى ألا يغيب عنا ان حل الحزب يعنى تفكيك ميليشياته المسلحة الملقبة " بالبلطجية"، ولذلك فأنهم سيلجئون لاستغلال ما تحت يدهم من روابط أسرية وقبلية لتوفيق أوضاعهم والإبقاء على مكاسبهم وعدم المساس بها، فى الظاهر سيحاولون التنصل من علاقتهم بالحزب الوطنى المنحل ورجالاته فى المحافظات، وهم معروفون بالاسم والعنوان، لكنهم فى الباطن سيقدمون كل عون متاح لشخوص الوطنى للعودة لمواقع السلطة فى المحليات والمجالس النيابية، وسيمولون ما ستقوم به شخصيات الوطنى من عمليات تجميل للظهور أمام العامة فى ثوب جديد خالى من البقع والتلوث السياسى وباعتبارهم من المحرضين لثورة الخامس والعشرين من يناير.

بناء عليه فإن الجهد المنتظر بذله فى الفترة المقبلة سيكون كبيرا، واليقظة مطلوبة وواجبة لإبطال مفعول دسائس ومؤامرات الوطنى الموازى والتى لن تتوقف لحين التطهر من ملوثات الحزب الوطنى المنحل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة