قال عندما دقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهدأت الأصوات وظهرت ساحة السجن خالية تماما من الحراس ولا ترى إلا أنوار خافتة وخيالات تتحرك أعتقد أنها لأحد الحراس يقوم بدورية عادية على العنابر محدثا بعض الأصوات قاصدا ليطمئن نفسه أولا ويثبت للمساجين أنه صاحٍ ولا داعٍ فى التفكير فى أى مجازفة للخروج بطريقة غير شرعية من هذا المكان الذى أصبح محطة أنظار العالم الخارجى والداخلى لأن من بداخله تعتبر أول سابقة أن يدخل أبناء رئيس أكبر دولة عربية السجن وكذلك أول مرة فى المنطقة العربية يدخل رئيس مجلس الشعب والشورى السجن وأكثر من وزير فى حكومة واحدة ودفعة واحدة معا فى سجن واحد بالإضافة إلى كبار رجال أعمال هذا ما جعل المكان أكثر أهمية وجاذبية لكل الآذان والعيون عربيا ودوليا ومصريا بالأخص فهى تريد أن تعرف كل حركة وكل كلمة وكل نفس ومتشوقة لا شيء يأتى من هذا السجن حتى ولو إشاعة سرعان ما تكبر وتتغير وتتناولها الصحف والبرامج وشبكة النت وجميع المنتديات أكمل كلامه وأنا صامت صمت أبو الهول حتى نسيت أن كوب الشاى الأخضر أبونعنان برد أمامى ولم أرتشف منه شيئا.
انطلق يكمل حديثه قال: فجأة سمعنا صوت انفجار ضخم لم نعرف مصدره ودخانا ونارا وكأنها القيامة صوت مزق سكون الليل ومزق أجسادا وحطم حوائطا وأسوارا وطارت البوابات الحديدية وأضاء نور قوى أعتقد، كان لكشاف يأتى من السماء ودققت النظر فكانت مروحية تحلق وسمعت أصواتا قالوا إنها قذيفة أو صاروخ جاءت خطأ من قوات التحالف كان القصد منها باب العزيزية في ليبيا ولكنها أصابت عنبر الغلابة( بالظبط نظام نشنت يافالح عارفه طريقها) وقال آخرون كانوا يقصدون بيت القذافى وقال أحدهم إنها خطة اسرائيلية فقد فعلوها من قبل فى تونس ودخلوا من البحر داخل البلد بمساعدة مخابرات وأجهزة وجهات متعددة حتى وصلوا لبيت مقاوم فلسطينى وقتلوه ورجعوا وفعلها الأمريكان ويطلقون عليها خطط التحرير وتشهد أفلامهم الأكشن على ما أقول ويستطرد فى تكملة كلامه وأنا مبحلق وصامت صمت القط الأسمر فى الليلة الظلماء خلف عيدان الذرة منتظرا أى عصفور أصابه الأرق ولم ينم فى موعده وظل ينتقل من غصن لآخر جانيا على نفسه. كانت عيناى تقع على الرجل لتكملة حديثه قال سمعنا إنها مروحية من دولة عربية كانت تدعم الخطة وما هى إلا لحظات ورأينا أشباحا تهبط من السماء وعرباتِ جيب معلقة تتدلى من المروحية فى طريقها للأرض وكانت النار مازالت والدخان والانفجارات تتوالى والصراخ والكل أو من بقى على قيد الحياة أعتقد أنها الجحيم فمكث فى مكانه مع أن البوابات طارت والحراس على الأرض إلا مجموعة كانت تعرف ما يحدث أخذوا واحدا بين أحضانهم ومشوا بثقة إلى مكان فى آخر السجن وكأنها نقطة التقاء متعارف عليها من قبل وكانت فى انتظارهم سيارات الجيب التى أفرغتها المروحية وركب الجميع يقطعون الصحراء ليلا حتى وصلوا لبلد قريب وهناك كان الجزء الثانى دخلوا إلى البلد واحتار الناس فيهم هل هم هاربين من منطقة القتال هل هم من الثوار هل هم عملاء وطابور خامس داخل البلد وما أن ظهر الفجر وانكشفت الوجوه حتى جاءت للمنطقة مروحية بدون لون ولا كتابة واحتار الناس هل من قوات التحالف، هل هى مروحية فرنسية، هل هى انجليزية، هل هة أمريكية، هل هى عربية فالستائر تنم عن ذلك ولكن قائد المروحية كان أشقر يتكلم انجليزية بلكنة أمريكية والحراس كانت رؤسهم سوداء ويتحدثون بلغة تركية وطقم الضيافة يتحدث الفرنسية، لا أعرف ما يقصده الرجل هل يريد أن يتوهنى ويزرع الشر بين القبائل ولا يريد أن يحدد بلد أو جهة بعينها وتركته ليكمل وانتبهت لكوب الشاى أمامى ومددت يدى ولكنه كان أسرع منى وارتشف رشفة وبعدها قال: بعد إذنك ممكن ولم أردّ عليه وشعرت ببرودة وصوت فوق رأسى ارتطام شيش الشباك بالحائط ففزعت وقلت( يانهار اسود كل ده حصل)
.كل ما أتذكره أنى كنت( باكل فته عدس وبصل أخضر وجت شوية طراوة من الشباك واتكومت مكانى يانهار يعنى الراجل ده كان شوشو ويعنى كنت بحلم يانهار منك لله يا عدس وانت يا بصل)
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة