وفاء أحمد التلاوى تكتب: لماذا يسرق الأغنياء؟!

الأحد، 17 أبريل 2011 10:14 م
وفاء أحمد التلاوى تكتب:  لماذا يسرق الأغنياء؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أنظر لهؤلاء الأشخاص الذين اتهموا بالسرقة والنهب وبقضايا الفساد والتربح أجد نفسى أتحسر عليهم، وأقول هل هؤلاء أولادك يا مصر؟ ما السبب لما هم فيه الآن؟ هل هو المجتمع المصرى الذى نشأوا فيه؟ أم هو البذخ الشديد والطمع والجشع الذى أصبح مرضا لديهم؟ أم هو التسيب والإهمال من الأهل فى التربية والتنشئة الجيدة التى تصونهم من الوقوع فى الخطأ وتحفظهم من الوقوع فى الرذيلة؟ أم هو الحرمان الذى عانى منه بعضهم فى الصغر؟

أم هل تتجمع هذه الأسباب كلها وتكون السبب الحقيقى فيما يعانى منه هؤلاء الأفراد الآن؟ فإذا قلنا، إن الحرمان يدفع بعض الناس إلى السرقة، مثل سرقة السوبر ماركت والمنازل والآثار المصرية والمستشفيات التى نعالج فيها المرضى وما بها من أجهزة خاصة، فهل هم لا يعرفون ذلك؟ أين ضميرهم؟ هل انعدم الضمير عندهم؟ هل هو المجتمع الفاسد الذى يعيشون فيه وتربوا فيه؟ فهم يقومون بتقليد من يسرق ويهرب إلى الخارج، ولا يتم القبض عليه، هل هؤلاء هم مثلهم الأعلى؟

وإذا قلنا، إن الفقر الشديد مع الجهل هما الدافع الحقيقى للسرقة، فإننا نجد أن المجتمع المصرى يعانى كثيرا منهما، خصوصا بعد اختفاء الطبقة الوسطى، لأنه إما غنى لا يعلم ماذا يفعل بكل هذه المليارات التى معه، أو فقير لا يجد لقمة العيش التى تسد جوعه هو وأولاده، فهو يعيش يوما بيوم، ولا أمل عنده فى الغد.

وبالرغم من هذه الظروف السيئة التى يعانى منها الكثيرون، نجد البعض منهم لا يسرق أبدا، لعلمه أن السرقة حرام، وتغضب الله، وأكثر ما يفعلوه هو التفكير فى ترك البلد، والرحيل إلى بلد آخر للحصول على الرزق.

فإذا كان الفقر والجهل لا يبرران السرقة فلماذا يسرق الأغنياء؟ وما الدافع الحقيقى لذلك؟ فأننى لا أجد مبررا لهم إلا الطمع والجشع وعدم الشبع، والعمل على نشر الفساد فى من حولهم، ليغرقوا فيه حتى يستطيعوا أن يعيشوا فيه، فكيف ينامون فى قصورهم وهم يعلمون أن هناك من يتألم من شدة الجوع والحرمان، ولا يجدون حتى المأوى الذى يسترهم من شدة البرد وقسوة المطر هم وأولادهم، فيجب ألا تأخذنا بهم رحمة ولا رأفة، ويجب أن يحاسبوا على ما فعلوه من فساد ورشوة ونهب وسرقة لخيرات مصر، وإفساد الآخرين ممن يعملون تحت إمرتهم، فجاءهم حساب الله وعدله فى الدنيا، على ما فعلوه من ظلم للآخرين، ولينتظروا الحساب الأكبر يوم القيامة.

فهل يعقل أن أغلب الرموز الكبيرة فى المجتمع المصرى، وهم علية المجتمع يكون مكانهم السجن، لما قاموا به من فساد وسرقة ونهب؟ كيف يعقل هذا؟ هل هؤلاء هم أولادك يا مصر؟ لا وألف لا، وأتساءل كيف استحمل الشعب المصرى هذا الظلم وهذا الفساد كل هذه السنين؟ هل انعدم ضمير المسئولين إلى هذه الدرجة؟ فكان لا بد أن يغضب الله عليهم جميعا ويظهر الحق ويبطل الباطل كقوله تعالى: (قل ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، فالفضل لله وحده ناصر الحق ومظهره وناصر المظلوم ومؤيده.

ونحن جميعا فى انتظار عطاء مصر بالخير، فإن مصر دائما تعطى أولادها المحبين لها، والعاشقين لها، حتى يحققوا أمل مصر، ويبدأ عهد جديد من الحرية والديمقراطية والعدالة، وينتصر المظلوم، ويعم الخير إن شاء الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة