كان من الممكن أن يكتفى الفنان التشكيلى كمال شلتوت بعرض لوحات رسمها فى فترة الثورة المصرية، ولكنه عرض جزء من أعماله القديمة ليواجه بين الحالة النفسية للفترتين.
مرحلة ما قبل الثورة شبه المجتمع بقطيع الخراف مثلما صوره فى لوحات قبل 25 يناير، بينما عادت إنسانيته بعد الثورة، وعبر عن ذلك من خلال 100 لوحة بمعرضه "ملحمة الثورة المصرية - قبل وبعد 25 يناير"، بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار الذى افتتحه أمس الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان مصطفى حسين نقيب التشكيليين، ويستمر لمدة أسبوعين.
وجود خمس لوحات تحمل توقيع الفنان مع تاريخ 25 يناير لا تعنى بالتأكيد أنه أنجزها فى نفس اليوم، ولكنها تعبر عن الحالة النفسية التى سادت مصر فى هذا اليوم، باعتباره علامة فارقة فى تاريخ مصر، وكذلك رقم 28 الموقع به أكثر من لوحة.
يقول شلتوت: "25 يناير لا يعنى تاريخ إنجاز اللوحة، لأنها قد تستغرق أكثر من يوم لإعدادها، ولكن تعبر عن قيمة اليوم نفسه فى نفسية الشعب المصرى الذى خرج من جلده القديم ليكسر حالة الانقياد التى كنا عليها طوال عقود".
أما الناقد التشكيلى عز الدين نجيب فقال فى كتيب المعرض: "تفجر الروح الوطنية المتعطشة للحرية، لتكسر خط بارليف الخوف الجاثم على النفوس، واكتسحت عوامل إحباط كانت تسد منابع الأمل فى نفس شلتوت التى دفعته إلى الإقتصار على الرسم بالحبر الأسود فقط فبدت حيناً بالسيريالية، وبالكابوسية أحياناً أخرى، جسد فيها قطعاناً من الخراف تعكس مشاعر القهر والانصياع لدى أغلب المصريين".
وأضاف عندما شعر الفنان مع اشتعال ثورة 25 يناير بأنها ثورته هو وحررته من الحالة النفسية التى أنتجت هذه اللوحات، وبنفس القسوة التى صور بها عملية التحول اللإنسانى إلى حالة القطيع، قام بما يشبه عملية سلخ فراء تلك الخراف ليخرج من تحته الإنسان بكل عظمته، ولم يتردد فى أن يرسم بكل صراحة لوحة رمزية تصور عملية الانسلاخ من الحالة غير الإنسانية، حتى رأينا جلد القطيع يتساقط من قناعه عن الجسد البشرى كاشفا عن الجوهر الحقيقى للإنسان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة